آخر الأخباركتاب وادباء

تركيا و روسيا اين نقطة الضعف واين مركز الثقل؟

بقلم الخبير السياسى الجزائرى

رضا بودراع

عضو مؤسس فى المنظمة

اذا لم تكن هناك ارادة دولية لاحتواء الوضع في الشام
فالمواجهة قد تمتد على محورين بين الحلف الرباعي المقدس الارثوذوكسي (بقيادة روسيا و المسندة بالصين و المشروع الايراني) وبين شتات الخلافة الاسلامية وفيه تركيا و اهل الشام وقد تلحق باقي الشعوب المستضعفة بشكل مكثف
والمحوران
١- محور الساحل المتوسط الى جزيرة العراق وعليه يكون الحلف الرباعي المقدس
٢- و الثاني من بحر ايجة لإقليم كاراباخ بين اذربيجان وارمينيا
وهذا قد يفتح جبهة مع قوى اقليمية كمصر ايطاليا واليونان مع قبرص الشمالية مسندة ببلغاريا و قد تدخل المانيا ايضا

اقول قد يحدث كل هذا بشكل متسارع اذا قررت الكتلة الانجلوسكسونية نقض بنية النظام العالمي بشكل قسري وسريع وقد شرحت ذلك في برامج وكتابات عدة

اين نقطة الضعف الان ؟ واين مركز الثقل ؟
ما يحدث وفي سابقة تاريخية حسب علمي انه اجتمع الضعف والقوة في مركز واحد فنقطة الضعف تركزت في مركز الثقل ذاته
مركز الثقل في غرفة العمليات المشتركة بين امريكا وروسيا كدولتان راعيتان للملف السوري
وتفكيكه يحون باللعب على تناقضات المصالح الاستراتيجية بينهما
اما نقطة الضعف فيكمن في طبيعة التفاهمات التي تحكم ادارة غرفة العمليات ذاتها
ولأن المؤسسات الدولية اصيبت بالشلل الدماغي وتبعا لها القانون الدولي فالكل يلجأ الان الى التفاهمات الثنائية او الاحلاف التكتيكية المحدودة
وعلى هذا المستوى وقفت روسيا على محدودية تأثيرها في العالم فأرادت الحسم السريع لكنه مخاطرة قد يصيبها في مقتل لأن ذلك سيحرض نفس السلوك لباقي القوى خاصة الاقليمية سواء كانت حليفة كإيران او متعاونة كتركيا

الحلقة الاضعف في كل هذه المتاهة المتسلسلة هي روسيا
روسيا فهمت نقطة ضعفها
ضعفها انها لن تستطيع توفير السند الدولي لعملياتها البرية بوجود الاتراك كما انها لا تملك العنصر القتالي الكافي على الارض فكانت المليشيات الايرانية وحزب اللات
وعصابات الاسد تفي بالغرض في حرب غير متكافئة مع شعب اعزل تعسكر بالعزيمة ولايملك الخبرة العسكرية ولا السياسية
لكن الان لن يكفها ذلك كما اتضح مع دخول اول قوة نظامية في الجهة المقابلة و اعني تركيا صاحبة المليون جندي في الناتو فقط
كما ان خزان تركيا البشري من المقاتلين لا يقتصر على الاتراك فقط فالامة الاسلامية كلها ترقب صيحة واحدة من اردوغان يتجاوز بها المشروع القومي الى المشروع الاممي

ولكم ان تقرأوا جيدا ملف الهجرة الى اليونان نعم كانت فرصة للمقهورين ان يكتشفوا عالما جديدا اكثر حرية
لكنه ايضا استجابة المستضعفين لنداء اردوغان وتشكيل الضغط المطلوب على اوروبا ومن ثمة على امريكا
هذا مما يرونه ولا نراه

لذلك ستضطر روسيا لكسب “الوقت الحيوي” بأمرين ينبغي تحييدهما فورا
١- جلب المزيد من المرتزقة ويمكن تحييدهما ميدانيا والفصائل قادرة تماما اذا تيسر لها التذخير والمعلومة
٢- وجلب المزيد من خبراء الطيران المسيّر وذلك محاولة لاحكام السيطرة الكلية على الجو فقد ظنت روسيا ان افتكاكها احقية التحليق فوق ادلب و شريط خفض التصعيد كاف للسيطرة الجوية لكن بدائل انقرة كانت في الطائرات المسيرة وضربت فأوجعت ولا يمكن مجابهتها بالطيران الحربي الروسي الثقيل والمكلف و من شأنها ان تشعل حربا شاملة تبدأ بالفعل وردة الفعل
وعليه ستحاول روسيا كسب الوقت لإنقاذ سمعة السلاح الذي تسوقه وجربته على رؤوس اطفال سوريا
ذات السلاح الذي اثبت عدم جدوائيته في الجيل الجديد من الحروب
يوم الخامس من مارس القادم 2020 سيحدد لقاء بوتين واردوغان طبيعة المرحلة القادمة وهل سيتم احتواء الوضع ام تنسف تلك التفاهمات البينية التي تقتل الشعب السوري في صمت مخز للعالم
والى ذلك الوقت القريب جدا سيندم ثوار الشام جدا اذا لم يستغلوا الفرصة في اعادة ترتيب الجبهات والانتقال الى جيل جديد من حرب المستضعفين يعبر بأهل الشام الى نفس طاولة المفاوضات التي جلست عليها #طالبان وهي تفاوض امريكا اعتى قوة في العالم بالدوحة لتسمح لها بالخروج الآمن .

اتوقع ان يأخذ الصراع مسارات جديدة وغير مسبوقة والسيناريوهات كلها مفتوحة فاستعدوا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى