ثقافة وادب

ابن سرّي لكارل ماركس وخيانة مدام كوري.. قصص خفية لمؤثرين في التاريخ

أبناء سريّون وعشق ممنوع وأسرار خرجت إلى النور بعد أعوام طويلة من دفنها مع أصحابها، وإن كان الأمر يتعلق بقصص الحب والخيانة وما وراءها من أسرار أو قصص خفية لمؤثرين في التاريخ فإن أغلب الظن أن هذه القصص تكون ضمن سيناريو لقصة أو فيلم، إلا أن المفارقة أنها حدثت بالفعل، لمشاهير خلد التاريخ أسماءهم.

عمل الصحفي الكولومبي دانييل
سامبر في كتابه “Insólitas parejas: doce historias auténticas de
enamorados famosos”  (أزواج غير عاديين: 12 قصة حقيقية عن عشاق مشاهير)،
على جمع هذه القصص، وقدم نسخة من كتابه في مهرجان Hay
Festival للفنون
والآداب الذي أُقيم في قرطاجنة بكولومبيا.

كان كارل ماركس (1818-1883)
أبو الاشتراكية العلمية والشيوعية الحديثة، واحداً من أكثر المُفكّرين تأثيراً في
التاريخ.

خلال حياته، عانى الفيلسوف
والمناضل الشيوعي من الاضطهاد وعاش في فقر مع زوجته جيني فون ويستفالين التي أنجب
منها 7 أبناء.

إلا أن سراً كبيراً دُفن معه
ولم يُعرف إلا بعد مرور عدة سنوات؛ إذ أنجب ماركس ابناً غير شرعي، والسر الثاني
أنه أنجبه من الفتاة التي كانت تساعده وزوجته في المنزل (هيلين داموث ) 

والأغرب من ذلك، أن فريدريك
إنجلز -المفكر الشيوعي الذي شارك كارل في كتابة العديد من أعماله الرئيسية لنشأة
الماركسية والحركات الاشتراكية والشيوعية والنقابية قد وافق على أن يكون والد
الطفل في العلن.

في العام 1851، كانت لينشين
حاملاً، ورُزقت بطفلٍ سمته فريدريك وأعطته لأسرة لترعاه.

ففي رسالة كتبها ماركس لإنجلز
يقول “عليّ أن أُطلعك على سرٍ جذل، في الواقع، كان هذا السر طلباً، ولكي ينقذ
ماركس زواجه، كان على إنجلز، الذي كان عازباً حينها أن يُعلن أنه والد الطفل.

لم تكن لينشين خادمة بسيطة
لدى أسرة ماركس، بل كانت أيضاً مربية وقريبة جداً من الأسرة والدليل أنها تابعت
العمل على مؤلفات ماركس ومساعدة إنجلز على جمعها حين مات.

ظل الأمر سراً لمدة 4 عقود
وخرج للنور بعد وفاة ماركس وزوجته حين اعترف إنجلز بالأمر وهو على فراش الموت
لإليانور إحدى بنات ماركس، وفقاً لتقرير لصحيفة The New
York Times في عام
1983، ويُعتقد أن ماركس لم يلتق بابنه أبداً.

لا شكّ أن ماري سكوودوفسكا
(1867-1934)، المعروفة بمدام كوري أو ماري كوري، كانت شخصية استثنائية في مجال
العلوم.

وصلت المرأة البولندية
والفقيرة إلى باريس محمّلة بآمال دراسة الفيزياء والرياضيات، وحققت هناك إنجازات
قياسية في مجتمع وبيئة ذكورية مثل بيئة التعليم العالي في فرنسا.

كانت ماري أول امرأة تفوز
مرتين بجائزة نوبل في مجالين مختلفين هما الفيزياء والكيمياء وأول امرأة تحتل منصب
أستاذة في جامعة السوربون العريقة في باريس.

تزوجت ماري من العالم بيار
كوري، وفازا مناصفة بجائزة نوبل في الفيزياء عام 1903، وفي العام 1911 فازت ماري
بجائزة نوبل في الكيمياء.

وخلال الأعوام الثمانية التي تفصل بين فوزها بالجائزة الأولى والثانية، وقع حادث
مأساوي أدى إلى وفاة بيار كوري دهساً تحت عربة تجرها الخيول، وشهدت تلك الفترة
أيضاً مولد علاقة غرامية بين ماري وأحد متدربي بيار؛ بول لانجفان.

كان الشاب يصغرها عمراً، لكنه
كان متزوجاً، فأثرت هذه العلاقة عليها وكادت تكلفها خسارة نوبل الثانية، لكنها
كانت آملة في أن ملك السويد (الذي كان يسلّم جوائز نوبل الخاصة المُسلمة من
الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم) لن يتمكّن من منعها من الفوز لأنها كنت
أرملة، وبالتالي فإن بول هو المتهم بارتكاب خيانة زوجية وليست هي.

لم يُكتب النجاح للعلاقة
الغرامية بين ماري وبول، لكناهم ظلا صديقين مقربين وزميلين في جامعة
السوربون. 

كان الشاعر النيكاراغوي
فيليكس روبن (1867-1916)، والمعروف بروبين داريو، واحداً من الأقلام الكبيرة
والمؤثرة في القرن العشرين إلا أن عظمته الأدبية كانت مصحوبة أيضاً بشهرته بوصفه
زير نساء ومدمناً للكحول.

وقع روين في غرام فرانسيسكا
“باكا” سانشيز، وهي امرأة أمية، رافقته أثناء جزء كبير من حياته؛ عرفها
بينما كان يتجوّل في الحدائق بمدريد.

رآها عدة مرات، وفي النهاية
كانت شريكته على مدى أعوام طويلة، استمر هذا الحب حتى في الوقت الذي كان فيه
الشاعر لا يزال متزوجاً رسمياً من زوجته الثانية روزاريو موريللو.

انتقلت باكا للعيش معه، ولم
يكن ذلك عادياً في ذلك الوقت في إسبانيا رافقته كذلك إلى باريس وأماكن أخرى وأنجبا
4 أبناء.

بمرور الوقت، تعلمت فرانسيسكا
القراءة والكتابة، علمها روبن وأصدقاؤهما “الذين أحبوها كثيراً، مثل الشاعر
المكسيكي أمادو نيرفو”.

عندما اندلعت الحرب العالمية
الأولى، وبرغم اعتراضات باكا، قرر الشاعر السفر إلى قارّته الأم للدعوة إلى السلام
وكانت المرة الأخيرة التي رأى فيها كلاهما الآخر.

توفي داريو في نيكاراغوا عام
1916، بسبب تليف الكبد بعد أعوام من الاستهلاك المفرط للكحوليات.

ظل رئيس الوزراء البريطاني
السابق ونستون تشرشل (1847-1965) متزوجاً من زوجته كليمنتن هوزييه لمدة 57 عاماً.

وفقاً للكاتب كان كل منهما
يعيش بغرفته، يتناول عشاءه على حسابه، يقرأ جرائده، ويتواصلان في كثير من الأحيان
من خلال الرسائل رغم ذلك كانا يحبان بعضهما كثيراً.

كتبت كليمنتن في رسالة حصل
عليها سامبر بيزانو لا أتجادل مع وينستون مطلقاً، لأنه يتغلّب عليّ. عندما يكون
لديّ شيء مهم لأخبره إياه، أرسل له رسالة.

مثلت كليمنتن دعماً كبيراً
لتشرشل، ليس فقط لأنها كانت من الأشخاص القلائل الذين كان يمكنهم لفت انتباهه، بل
لأنه كان يصغي لها وفي بعض الحالات لجأ إليها في أمور متعلقة بالحرب.

من الغريب أنها كانت على
علاقة طيبة مع جوزيف ستالين، القائد السابق للاتحاد السوفييتي حتى أنه لايزال هناك
بعض الشارات أو النصب التذكارية باسمها في بعض الأماكن في روسيا”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى