آخر الأخبار

خطوة بخطوة.. فرنسية تروي قصتها مع كورونا منذ إصابتها ودخولها المشفى حتى شفائها

نشرت صحيفة le monde الفرنسية قصة سيدة متعافية من فيروس كورونا، روت رحلتها مع المرض بمراحله المختلفة، منذ تشخيصها “إيجابياً” إلى أن شفيت منه بالكامل.

ساندرين هوريز شوليتسكي، مواطنة فرنسية، تبلغ من العمر 48 عاماً، تعمل مساعدة مدير مدرسة جان دو لا فونتان بمنطقة لواز شمالي فرنسا، كانت من أوائل المصابين بفيروس كورونا بفرنسا.

موقع فرانس 24 الفرنسي، نقلاً عن تقرير الصحيفة الفرنسية، قال إن رحلتها مع الفيروس بدأت ليلة 25-26 فبراير/شباط 2020 حينما علمت بوفاة زميلها في العمل وهو أستاذ لمادة التكنولوجيا بنفس المدرسة التي تعمل بها، عن عمر ناهز 60 عاماً، وبعد أقل من أسبوع علمت أنها مصابة بفيروس كورونا.

شوليستكي قالت إن الموضوع كله بدأ في رحلة الشتاء المدرسية، عندما ذهبت برفقة زوجها وابنتها البالغة من العمر 11 ربيعاً إلى بيت والدتها الواقع بمنطقة نورماندي (شمال غرب فرنسا)، وحين عودتها في 21 فبراير/شباط 2020 شعرت بارتفاع شديد في درجة حرارة جسدها، وبآلام قوية أسفل الظهر وفي الساقين، لتتواصل مع طبيبها الذي شخّص حالتها بأنها إنفلونزا، إلا أنها قررت وقتها عزل نفسها عن زوجها وطفلتها، مضيفة: “اتخذت هذا الإجراء دون أن أعلم بأنني أحمل الفيروس القاتل”.

بقيت شوليستكي في الحجر الذاتي لأربعة أيام، ثم عاودت الاتصال بطبيبها لتخبره أنها تعاني من أعراض أخرى، هي التهاب حاد في الجيوب الأنفية والسعال، وقرر حينها الطبيب إعطاءها مضادات حيوية دون علمه أنها تعاني من كورونا.  

في 26 فبراير/شباط 2020 قرر طبيب العمل الخاص بالهيئة التعليمية بالمدرسة التي تعمل بها وضعها قيد الحجر الصحي وطلب منها إبلاغ الطوارئ.

في 28 فبراير/شباط تلقت ساندرين اتصالاً من خدمة المستشفى الجامعي بمدينة أميان وطُلب منها الحضور بمفردها إلى المستشفى لإجراء تحاليل هامة. 

 شوليتسكي عند وصولها إلى المستشفى للقيام بالتحاليل اللازمة قالت إنها وجدت نحو 25 شخصاً غيرها مكدسين داخل غرفة ضيقة في انتظار إجراء التحاليل، مشيرة إلى أن التحاليل استغرقت الكثير من الوقت، إذ كانت التجربة الأولى للطاقم الطبي في التعامل مع احتمال وجود إصابات كورونا. 

بعد يوم واحد في 29 فبراير/شباط 2020، تلقت المعلمة اتصالاً لإخبارها بأن نتائج التحليل ايجابية، ما يعني إصابتها بكورونا، رغم أنها وقت دخولها المستشفى لم يظهر عليها أية أعراض، وانخفضت حرارتها وتوقفت عن السعال، إلا أنها عانت من صداع شديد وإسهال حاد. 

المسؤولون في المستشفى أبلغوها بعد صدور النتائج النهائية بأن عليها البقاء في المستشفى لمدة أسبوع، رغم أنها لم تتلق أي علاج حتى ذلك اليوم. وأخبرها الفريق الطبي أنه في حال لم تظهر عليها أعراض المرض في غضون سبعة أيام، سوف تمر بفحص طبي وليس باختبار، ومن ثم يمكن اعتبارها “متعافية”.

عن حالتها النفسية فترة المرض، كشفت المعلمة أن التوتر والخوف يسببان ضغطاً هائلاً على المريض، قائلة إنه أثناء إصابتها بكورونا “حاولت أن أبقى صامدة هادئة، ولجأت إلى تطبيقات تساعد على التأمل والهدوء، وأقنعت نفسي أنه في غضون سبعة أيام من الحجر الصحي في المستشفى سوف أتعافى من هذا المرض”، مضيفة: “مرت 26 ليلة بدون أن أضم ابنتي وزوجي. الأمر شاق نفسياً”.

وعن نظرة الناس لها، قالت إنه أثناء خروجها للتنزه كان المارة ينظرون إليها باستغراب ويبتعدون عن طريقها، لأنها تضع كمامات طبية، وأضافت: “في قريتي الصغيرة، حين علم السكان بتسجيل حالة إصابة بالفيروس، تسابقوا إلى معرفة من هي ومن أي عائلة؟ لم أكن أريد أن أعرض ابنتي إلى مثل هذا الموقف فطلبت من زوجي إسدال جميع ستائر المنزل”.

أخيراً خرجت المعلمة من المستشفى بعد تعافيها من الفيروس وهي في حالة أفضل بكثير، ساندرين قالت إن جسمها بات نحيلاً جداً، وما زالت تتعرض لرعشات غريبة غير مبررة، وإسهال يأتي بين الحين والآخر، مضيفة: “أكثر ما يخيفني هو العواقب المحتملة للمرض، إذ يبدو أننا سنعيش ما تبقى من حياتنا ببعض من آثاره”.

 فرنسا وصلت فيها حصيلة الوفيات بسبب كورونا إلى 175، بعد تسجيل 27 حالة جديدة خلال 24 ساعة. وقال المدير العام للصحة، جيروم سالومون، في مؤتمر صحفي، إن البلاد “سجلت 27 وفاة بكورونا خلال الساعات الـ24 الماضية؛ وهو ما يرفع العدد إلى 175″، حسبما نقلت شبكة “بي إف إم” التلفزيونية الفرنسية.

كما أضاف أن عدد الإصابات بكورونا “بلغ 7 آلاف و730، بعد تسجيل ألف و97 حالة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية”. وفي وقت سابق من الثلاثاء، أعلنت الحكومة الفرنسية فرض حظر تجوال وحجر صحي شامل بجميع أنحاء البلاد، في محاولة لمنع تفشي كورونا.

أجبر  انتشار كورونا على نطاق عالمي دولاً عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات، بما فيها صلوات الجمعة والجماعة. 

يُشار إلى أنه في 11 مارس/آذار 2020، صنفت منظمة الصحة العالمية كورونا “جائحة”، وهو مصطلح علمي أكثر شدةً واتساعاً من “الوباء العالمي”، ويرمز إلى الانتشار الدولي للفيروس، وعدم انحساره في دولة واحدة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى