آخر الأخبار

اتهمت روسيا باختراق المعاهدة.. إدارة ترامب مصممة على الانسحاب من اتفاقية تُقلِّص أخطار الحروب

قالت تقارير إن ادارة ترامب
تُصرُّ على الانسحاب من اتفاقيةٍ أُبرِمَت منذ 28 عاماً، كانت قد صُمِّمَت من أجل
تقليص خطر وقوع حربٍ بين الغرب وروسيا من خلال السماح لكلا الطرفين بإطلاق رحلات
استطلاع فوق أراضي الآخر. 

رغم جائحة فيروس كورونا، التي
تسبَّبَت في إرجاء اجتماعٍ كاملٍ لمجلس الأمن القومي الأمريكي حول اتفاقية
السماوات المفتوحة، فقد اتَّفق وزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر، ووزير الخارجية
الأمريكي مايك بومبيو، على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاقية، وفقاً لمصدرين على
اطلاعٍ على خطط الإدارة، حسب تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.

وفقاً للتقرير البريطاني، فمن
المُتوقَّع أن يصدر بيانٌ يعرِب عن هذه النيَّة قريباً، مع إصدار إشعارٍ رسمي
بالانسحاب بعد بضعة أشهر، ربما في نهاية العام المالي في سبتمبر/أيلول 2020، ستكُف
الولايات المتحدة عن كونها طرفاً في الاتفاقية بعد ستة أشهر من ذلك، لذا فإنه إذا
انتُخِبَ رئيسٌ جديد في نوفمبر/تشرين الثاني، سيُلغَى القرار قبل أن يصبح قابلاً
للتطبيق. 

يذكر إن رحلات الاستطلاع،
عُلِّقَت بسبب جائحة كوفيد-19، حتى 26 أبريل/نيسان الجاري. 

إلى ذلك فقد اشتكت الولايات
المتحدة مِمَّا تصفه بالانتهاكات الروسية للمعاهدة، التي وُقِّعَت عام 1992
ودَخَلَت حيز التنفيذ منذ عام 2002، حيث تحديد الرحلات الاستطلاعية فوق جيب
البلطيق في كالينينغراد بأقل من 500 كيلومتر، وإنشاء ممر استبعاد على طول حدود
المناطق التي تحتلّها روسيا من أبخازيا أوسيتيا الجنوبية. 

حيث فَرَضَت روسيا هذه القيود
على كالينينغراد بعد أن تسبَّب تحليقٌ بولندي مطوَّل ومتعرج في عام 2014 في منع
الطيران طيلة يومٍ كامل، فيما سَمحت بالتحليق فوق كالينينغراد في
فبراير/شباط. 

يتمثَّل أحد الأسباب التي
يسوقها إسبر من أجل الانسحاب الأمريكي من الاتفاقية في توفير المال من خلال عدم
استبدال الطائرتين من طراز بوينغ OC-135B اللتين تستخدمهما
الولايات المتحدة في رحلاتها في إطار اتفاقية السماوات المفتوحة. 

كان الكونغرس قد خصَّصَ 41.5
مليون دولار العام الماضي من أجل تكلفة الاستبدال، لكن طلبات إنفاق البنتاغون،
المنشورة في فبراير/شباط، لم تتضمَّن أيَّ ميزانيةٍ للطائرات الجديدة. وأخبر إسبر
الكونغرس بأنه كان ينتظر قراراً من الرئيس. 

فيما يقول مؤيِّدو اتفاقية
السماوات المفتوحة إن الولايات المتحدة وحلفاءها يستفيدون من الاتفاقية أكثر من
روسيا، إذ تبلغ رحلات الاستطلاع الجوية فوق الأراضي الروسية ثلاثة أضعاف رحلات
الاستطلاع الروسية فوق أراضي الولايات المتحدة وحلفائها. 

علاوة على أن الانسحاب
الأمريكي لن يوقف رحلات الاستطلاع الروسية على القواعد الأمريكية في أوروبا. 

من جانبها قالت أليكساندرا
بيل، المسؤولة السابقة بإدارة الحد من التسلُّح بوزارة الخارجية الأمريكية، وتشغل
الآن منصب مديرة السياسات بمركز الحد من التسلُّح ومنع الانتشار: “لم تقدِّم
الإدارة الأمريكية بعدُ أيَّ مقترحاتٍ بشأن كيفية إصلاح المشكلتين الرئيسيَّتين
اللتين سنواجههما، وقد أكَّد حلفاؤنا مراراً أنهم لا يريدوننا أن ننسحب من
الاتفاقية”. وأضافت: “لا يبدو أن الإدارة لديها أيّ خطةٍ لما يمكن فعله
بشأن القواعد الأمريكية في أوروبا”. 

أما داريل كيمبال، المدير
التنفيذي لمؤسسة الحد من التسلُّح، فقال: “في وقتٍ أصبحت فيه الحاجة إلى
التعاون الدولي أوضح ما يكون، في ما يتعلَّق بالتعامل مع جائحة فيروس كورونا، فإن
من سوء تصرُّف السياسة الخارجية أن تنسحب إدارة دونالد ترامب من اتفاقيةٍ كانت
ساريةً لما يقرب من 30 عاماً، رغماً عن رغبات الحلفاء الأقرب للولايات المتحدة في
أوروبا”. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى