آخر الأخبار

بشاعة كورونا أسوأ من نسف أطفال حلب.. جراح عالمي يصف شعوره تجاه مشاهد ضحايا الفيروس المؤلمة

لجأ الجراح
العالمي، ديفيد نوت إلى المقارنة بين عمله السابق في اليمن وسوريا ومتابعته لوفاة
عشرات الآلاف طيلة السنوات الخمس الماضية، وما بين تأثير فيروس كورونا على الحياة
في بريطانيا.

ديفيد نوت،
جراح معروف عالمياً، يعمل الآن في الصفوف الأمامية، وعلى بعد 25 دقيقة بالدراجة من
منزله، لمحاربة فيروس كورونا في أحد مستشفيات لندن، الفيروس الذي وصفه بأنه
“أكثر عدو مخيف” واجهه.

مكان شديد
الغرابة:
في
تقرير لصحيفة The Times البريطانية ينقل عن
ديفيد نوت، قوله: “لم أتخيل يوماً أنني سأرى شيئاً كهذا في لندن. لا أدري كيف
أصف الأمر، لقد تحول إلى مكان شديد الغرابة”.

يعمل نوت في
الطابق التاسع من مستشفى سانت ماري، في حي بادنغتون، في جناح غرف الإنعاش الذي
تحول إلى وحدة للعناية المركزة لـ25 مريضاً مصاباً بكوفيد-19، وتتصل بهم جميعاً
أجهزة تنفس صناعي.

وضع الحرب: حيث شبه الكثيرون الوضع الحالي
بالحرب، وهو أمر يعرفه نوت جيداً بعد 25 عاماً من قضاء عطلته من دائرة الصحة
الوطنية في التطوع في مناطق الحرب من أفغانستان إلى سوريا. يقول: “في منطقة
الحرب يسيطر عليك هذا الشعور بأنه رغم علاجك لجميع هؤلاء الأشخاص من جراح
الرصاصات، فلن تكون أنت المصاب بها. وهذا ما حدث عندما سمعنا لأول مرة عما حدث في
ووهان، لم نظن أنه سيحدث لنا”.

نوت أضاف:
“في الحرب، يمكن استهدافك في أي لحظة، بإطلاق النار عليك أو نسفك، ولكن العدو
هنا غير مرئي. إنه أصعب وأخطر عدو واجهته على الإطلاق”.

مخاطر خاصة: إلا أن العاملين في مجال الرعاية
الصحية يواجهون مخاطر خاصة. إذ توفي ما لا يقل عن 19 من طاقم التمريض والأطباء، ما
جعله يشعر بالخوف نفسه الذي ينتابه في مناطق الحرب، وهو يفكر في تعرضه للاختطاف.
ويقول: “أنت لا تعرف ما إذا كنت ستصاب به أم لا ولا تعرف ما إذا كنت ستُصاب
إصابة خفيفة أم إصابة حادة تؤدي إلى تضرر رئتيك بدرجة لن ينجح معها أي شيء في
إنقاذك”.

فيما أردف:
“تلك هي المشكلة التي تقلقنا جميعاً عندما نذهب إلى العمل. كلما طال وجودك،
زاد احتمال إصابتك به”. وقال: “أخطر جزء هو خلع معدات الوقاية الشخصية،
لأنه إذا أصابك جزء ضئيل من أي شيء في وجهك أو فمك أو عينيك، فمن المحتمل أن تصاب
بالفيروس”.

شعور بالقلق: ديفيد نوت يقول: “كلنا نشعر
بالقلق من الذهاب للعمل. وكلنا نحاول التهوين من الأمر، وكلنا نشعر أننا في مركب
واحد، تماماً مثلما هي الحال في الحرب، عندما تمرون بهذه التجربة المثيرة للتوتر،
تصبحون مجموعة من الإخوة”.

كذلك، يخشى من
هول الخسائر النفسية. وقال: “سنشهد الآلاف من حالات اضطراب ما بعد الصدمة بين
أفراد دائرة الصحة الوطنية المشاركين في الأمر لأن الموت يحيط بنا، طوال الوقت.
مئات الأشخاص يموتون يومياً. ولا بد أن طاقم التمريض والأطباء المبتدئين شهدوا
أموراً مدمرة نفسياً ويجب أن نكون مستعدين لمساعدتهم”.

نوت يضيف:
“في منطقة الحرب، تعتاد الأمر يوماً بعد يوم. عندما تعود إلى المنزل وتجلس
وتدرك أن ما مررت به للتو يصدمك فجأة وقد يصيبك باكتئاب حاد”.

المحارب
القديم:
يصف
نوت نفسه بـ “المحارب القديم”، لكن ما مر به في حلب كان مدمراً، حيث
كانت تُستهدف المستشفيات ويعاني الأطفال من التشوهات بسبب البراميل المتفجرة التي
يلقيها نظام الأسد، وهو ما لم يجد في نفسه القدرة على الحديث عنه عندما دعته
الملكة إلى الغداء وسألته عن الوضع. ويروي قائلاً: “مسّت يدي ثم فتحت صندوقاً
فضياً مليئاً بالبسكويت. وقالت: “هذه للكلاب”، وقسمت قطعة بسكويت إلى
نصفين وأعطتني إحداهما. ورحنا نُطعم الكلاب معاً. وقالت الملكة: “هذا أفضل
بكثير من التحدث، أليس كذلك؟””.

يقول نوت إن ما
يشهده الآن بالدرجة نفسها من البشاعة. إذ يقول: “الأمر مشابه لرؤية نسف كل
هؤلاء الأطفال في حلب”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى