آخر الأخباراقتصاد

كيف سيكون وضع العالم بعد أزمة كورونا ؟

بقلم خبير الإقتصاد والمدرب العالمى 

دكتور شهاب العزعزى

المستشار العام للمنظمة

عضو مؤسس بالمنظمة

أزمة كورونا سوف تشكل حدث تاريخي عالمي هام ومدمر وإن ملامح النظام العالمي بعد انحسار جائحة كورونا سيحدث له  إنهيار للنظام العالمي الحالي بما فيه النظام الاقتصادي الرأسمالي وإعلان نظام عالمي جديد سيحدث فيه تعديلات تفسح المجال أمام الاقتصاد الاسلامي

التنبؤ بأن الآمال ستتحقق من تلقاء نفسها، غير صحيح فلا بد من الاسباب ومن الأفضل الاستعداد لتصحيح الواقع الحالي الذي يبدو صعباً على المدى القصير والمتوسط، لأن من غير الممكن  العودة إلى الوضع الطبيعي لما قبل الأزمة دون إجراء بعض التعديلات على نظام الحياة بسبب فيروس كورونا الذي اجتاح معظم دول العالم خلال الأسابيع الأخيرة الى وقت كتابة هذا التقرير ونحن فى منتصف شهر ابريل 2020 والذي يعني أن وجود فيروس كورونا صار له أكثر من ثلاثة أشهر وإن المنتصرين في المعركة الحالية كحرب عالمية اقتصادية ضد فيروس كورونا القاتل هم من سيتسنى لهم كتابة التاريخ
إن كافة الدول باتت تعاني من الإجهاد المجتمعي الناجم عن انتشار الفيروس بطرق جديدة وقوية، ومن باب التنبيه فإن العالم سوف يتغير بعد وباء كورونا وتحدث تغييرات كبيرة ، وفق السيناريوهات التالية:

السيناريو الأول : أحسن الإحتمالات وهو

حدوث إتفاق بين القوى العظمى يؤدي الى بروز الصين اقتصادياً وتقنياً والاستسلام لها ودياً بشكل سريع وبناء على الاتفاق بين الصين وأمريكا والاتحاد الأوروبي سوف يتم الاعلان عن اكتشاف العلاج واللقاح وينتهي الحظر والحجر الصحي فى فترة قصيرة مع نهاية شهر مايو 2020 م وبحدها الأقصى فى الصيف مما يعني فقط حدوث ركود للاقتصاد العالمي وبالتالي ستعود الحياة الى طبيعتها بشكل تدريجي وهي عبر فتح الطيران وعودة الوظائف ثم مختلف قطاعات الانشطة وفق ضوابط التعقيم وغيرها الى أن تعود الحياة تدريجياً قبل نهاية هذا العام 2020 ولكن مع  استمرار آثار الأزمة الاقتصادية والمالية الى عام 2021م حتى يبدأ بالتعافي وسيبدأ الازدهار فى معظم الدول النامية فى العالم وستكون للدول الاسلامية والعربية الحظ الوافر لانها تملك الموارد والفرص الاستثمارية وتحتاج إعادة إعمار والاقتصاد سيكون قائم على المعرفة والابتكار والتكنولوجيا وبالتالي سيحدث مايلى :

  • أن العالم ما بعد فيروس كورونا لن يشهد استمرار زعامة الولايات المتحدة للعالم ولن ينظر إلى الولايات المتحدة كقائد دولي نظراً لسلوك الإدارة الأميركية الذي يقوم على تغليب المصالح الذاتية الضيقة وافتقار تلك الإدارة  للكفاءة.
  • الصين فى الواقع هي التى ستقود المرحلة القادمة بالشراكة مع أمريكا والاتحاد الأوروبي وآخرين لأنها هي التى قامت بهذا الدور حالياً وتقود المرحلة بهذا الاتجاه و تتحول السلطة والنفوذ من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي الى الصين الذي مازال اقتصادها قوياً وهي تملك نصف احتياطي النقد المالي العالمي كما أن تعاطي الصين مع الوباء كان جيداً بالرغم من تعثرها في البداية عند اكتشاف الفيروس بينما بالمقابل توجد حالة من التخبط في أوروبا وأميركا وهذه من الأشياء التي شوهت وضعهم
  • أن يتعرض النظام الدولي لضغوط كثيرة يؤدى إلى ركود اقتصادي عالمي يتسبب بتراجع فى النشاط الاقتصادي وزيادة التوتر بين البلدان، مما قد يؤدي إلى عدم الاستقرار وإلى نزاع واسع النطاق داخل بعض الدول بما في ذلك دول الاتحاد الأوروبي .
  • إعادة رسملة بعض الدول باستمرار بتقديم مليارات الدولارات لدعم الاقتصاد لأنها غارقة في الديون ولديهم صعوبات، ومواردهم المالية العامة تحتاج إلى دعم.
  • إبراز كفاءة بعض الحكومات وكشف فشل أخرى بسبب تعطيل الحياة التى حدثت في أزمة كورونا في مدن عديدة وإغلاق الأسواق وتعطيل حركة السفر والإضرار باقتصاد العالم كل هذا أظهر الحقيقة حيث كان بإمكان أمريكا التخفيف من الآثار العالمية لهذا الوباء إلى حد كبير من خلال قيام المنظمات الدولية بتوفير مزيد من المعلومات في وقت مبكر، الأمر الذي سيمنح الحكومات الوقت الكافي للإعداد وتوجيه الموارد للأماكن التي تعد أكثر حاجة إليها، وكان بمقدور الولايات المتحدة الاضطلاع بهذا الدور وتنظيم تلك الجهود لتثبت أن اهتمامها لا ينصب فقط على الشأن الداخلي الأميركي.

السيناريو الثاني : أسوأ الإحتمالات

عدم حدوث اتفاق بين القوى الخفيه التى هي أعلى من امريكا والصين والتى تقود القوى العظمى مع امريكا وسوف يحدث حرب عالمية ثالثة بحيث تفرض الحرب على الاطراف المتصارعة برئاسة القطبين وهما أمريكا و الصين الجلوس على طاولة مفاوضات يتم بموجبها تقاسم الكعكه والنفوذ العالمي بشكل مختلف وسوف يستمر الحظر والحجر الصحي فترة أطول مما يؤدي الى دخول الاقتصاد العالمي فى مرحلة كساد والذي سببه استمرار  الصراع على النفوذ العالمي بين أمريكا ومن معها أمام الصين والآخرين بمعنى أنهم لم يصلوا الى نقطة اتفاق لتقاسم المصالح العالمية وظل النظام العالمي كما هو وفق الخمس الدول دائمة العضوية بمجلس الامن تحت السيطرة الامريكية وبالتالي سيحدث مايلى :

  • تحدي الصين للهيمنة الأميركية، هو الذي سوف تؤثر كثيرا ًعلى الاتجاهات الاقتصادية العالمية، و ستسهم في تسريع تغيير كان قد بدأ بالفعل، وهو الانتقال من العولمة التي تتمحور حول الولايات المتحدة إلى عولمة تتمحور حول إيجاد نظام عالمي جديد تكون الصين شريك فيه
  • الغاء الاعتماد على الدولار وظهور عمله جديدة
  • سوف يتم تغيير معظم الاتفاقيات العالمية والتعديل فى كل شيء
  • سوف يتم تعديل منظومة الانترنت وغيرها بحيث تكون فضاء مفتوح للجميع وليس متحكم فيه امريكا فقط كما هو حالياً
  • أن الحكومات في مختلف أنحاء العالم ستتبنى إجراءات طارئة لإدارة الأزمة و لكن العديد من تلك الحكومات لن ترغب في التخلي عن السلطات الجديدة عندما تنتهي الأزمة وهذا لن يسهم في تغيير السياسة العالمية السائدة التي يطبعها الصراع، من قبل لم تضع حدا للتنافس بين القوى العظمى ولم تكن نقطة بداية لحقبة جديدة من التعاون العالمي.
  • إن المعركة ضد الوباء الحالي سينقشع غبارها عن عالم أقل انفتاحا وأقل ازدهارا ًوحرية نظراً لتضافر عوامل عدة، من ضمنها التخطيط غير المناسب والقيادات التي تفتقر للكفاءة مما يضع البشرية على مسار مثير للقلق.

الحلول التى أنصح بها مايلى :

  • أن شركات القطاع الخاص عليها أن تسعى إلى ضمان توفير إمداداتها بشكل أفضل
  • أن الأنظمة الصحية عليها أن تعيد تنظيم نفسها بشكل مفيد
  • أن الدول عليها أن تفكر في تأمين استقلالها فيما يتعلق بالمنتجات الإستراتيجية
  • إجراء بعض التعديلات على نظام الحياة
  • الاتفاق على سلة عملات يكون الدولار طرف فيها تعتمد على العملات الالكترونية
  • الاستعداد لتطبيق نظام الاقتصاد الاسلامي كنظام عالمي بديل للنظام الرأسمالي الحالي
  • أن يتم الإستعداد لإحداث تغييراً في النموذج الاقتصادي والاجتماعي.
  • أن يتم إعادة بناء الثقة بالعولمة والتجارة الدولية ليحدث انتعاشا اقتصاديا يؤثر بقدرته على المنافسة في أي مكان من العالم.
  • إن على الدول إعادة النظر فى كل القوانين بما يتناسب المرحلة القادمة
  • إن على الدول أن تضع نظم قوية سياسية واقتصادية وصحية فريدة، بحيث تفوز على الدول التي خرجت بنتائج مختلفة ومدمرة في معركتها ضد كورونا .
  • يجب على الجميع ان يعالجوا جراحهم وامتصاص الصدمة حتى يستمر كل شيء كما كان عليه

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى