آخر الأخبار

الفيروس يمكنه إتلاف أجزاء كبيرة من المخ.. لماذا يموت الشباب المصابون بكورونا بسكتات دماغية؟

ذكرت تقارير طبية أمريكية أن أغلب الحالات التي توفيت بسكتة دماغية ناتجة عن الإصابة بفيروس كورونا، شملت الشباب ومن هم في منتصف العمر، وأشارت إلى أنه لا تزال آلية فيروس كورونا البيولوجية مستعصية على أفضل العقليات العلمية.

حسب تقرير صحيفة Washington Post الأمريكية، السبت 25 أبريل/نسان 2020، تُعدُّ التقارير بشأن السكتات الدماغية لدى الشباب ومن هم في منتصف العمر أحدث تطوُّرٍ في فهمنا المتنامي لمرض كوفيد-19 المرتبط بها. وبمجرد التفكير في كونه عاملاً مُمرِضاً يهاجم الرئتين بشكل رئيسي، يتضح أنه خصمٌ شرس للغاية يؤثِّر على جميع الأجهزة الأساسية في الجسم تقريباً.

تدمير المخ: حتى وقتٍ قريب، كان هناك قليلٌ من البيانات المؤكَّدة عن السكتات الدماغية وكوفيد-19.

كان هناك تقريرٌ واحد من ووهان، في الصين، أشار إلى أن بعض المرضى في المستشفى قد أُصيبوا بالسكتات الدماغية، والكثير منهم في حالةٍ خطرة وكانوا من كبار السن. لكن بالنسبة لشيري تشو، طبيبة الأعصاب في مركز بيتسبرغ الطبي، وهي طبيبة بالعناية المركزة، تُعدُّ العلاقة بين السكتات الدماغية وكوفيد-19 أكثر من “حدسٍ طبي لدى العديد من الأشخاص الأذكياء للغاية”.

الآن وللمرة الأولى، هناك ثلاثة مراكز طبية أمريكية كبيرة بصدد نشر بيانات حول ظاهرة الإصابة بالسكتة الدماغية. الأرقام صغيرة؛ بضع عشرات فقط في المنطقة الواحدة، لكنها تقدِّم نظرةً مُتعمِّقة جديدة حول ما يفعله الفيروس بأجسامنا.

تشير التحليلات إلى أن المرضى المصابين بفيروس كورونا غالباً ما يعانون من أخطر أنواع السكتات الدماغية. هذا النوع المعروف باسم الانسدادات الكبيرة في الأوعية الدموية، أو LVOs، يمكنه بضربة واحدة طمس أجزاء كبيرة من المخ، تلك المسؤولة عن الحركة والكلام واتخاذ القرارات؛ لأنه يحدث في الشرايين الرئيسية التي تمدُّ الجسم بالدم.

جلطات مفاجئة لمرضى كورونا: يشتبه العديد من الباحثين في أن السكتات الدماغية لدى المصابين بكوفيد-19 قد تكون نتيجةً مباشرةً لأمراض الدم التي تؤدي إلى جلطاتٍ دموية في جميع أنحاء الجسم لدى بعض الأشخاص.

إذ أعرب العديد من الأطباء عن قلقهم من أنه بينما كانت إدارة إسعاف مدينة نيويورك، في ذروة انتشار العدوى، تحمل أربعة أضعاف عدد الوفيات المعتادة في الداخل، أُصيب بعضٌ مِمَّن لقوا حتفهم بجلطاتٍ مفاجئة.

وجدت مستشفيات جامعة توماس جيفرسون، التي تدير 14 مركزاً طبياً في مدينة فيلادلفيا، ومستشفى NYU Langone Health في مدينة نيويورك، أن 12 من مرضاهم الذين كانوا يُعالجون من انسداداتٍ دموية كبيرة في المخ خلال فترة ثلاثة أسابيع كانوا مصابين بالفيروس. 40% منهم كانوا تحت الخمسين ولديهم عوامل خطر قليلة أو معدومة. قال باسكال جبور، جراح الأعصاب بمستشفى توماس جيفرسون، إن دراستهم قيد العرض لدى مجلةٍ طبية.

الشباب أكثر عرضة لذلك: في مستشفى Mount Sinai التي تتمتَّع بأكبر نظام رعاية صحية في مدينة نيويورك، أشار الطبيب والباحث، جاي موكو إلى تضاعف عدد المرضى الذين يأتون مصابين بانسدادات دموية كبيرة في المخ، وذلك خلال الأسابيع الثلاثة للتزايد المفاجئ لمرض كوفيد-19، ليصل العدد إلى أكثر من 32 حالة، حتى مع انخفاض عدد حالات الطوارئ الأخرى. أكثر من نصف هذه الحالات كانت مصابة بكوفيد-19.

في المتوسط، كان مرضى السكتة الدماغية المصابين بكوفيد-19 أصغر بخمسة عشر عاماً من مرضى السكتة الدماغية غير المصابين بالفيروس. قال موكو: “هؤلاء هم من بين الأشخاص الأقل احتمالية من الناحية الإحصائية للإصابة بسكتة دماغية”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى