منوعات

مسلسل عائلة شلش.. معالجة كوميدية لمشاكل الطبقة المتوسطة كالبطالة والزواج

بكل ما أوتيت من قوة وتضحيات تسعى شخصيات مسلسل عائلة شلش إلى مواجهة التحديات الاقتصادية لتأمين ما تحتاجه الأسرة المصرية.

شكل المسلسل الكوميدي الذي قام ببطولة الفنان القدير صلاح ذو الفقار تجسيداً للأسرة المصرية المتوسطة، التي تكافح أزماتها المادية لتأمين ما يحتاجه الأبناء منذ ولادتهم إلى أن يتزوجوا.

فالأستاذ شلش وكيل وزارة من الطبقة المتوسطة، يعمل جاهداً مع أسرته لتجهيز بناته من جهة وتأمين شقة لابنه كي يتزوج فيها.

تضطر ابنته لبيع الساندويشات إلى جانب دراستها الجامعية.

والمسلسلات الدرامية الاجتماعية تجسد دائماً قضايا ومشكلات يعاني منها المجتمع، وإلا فلن يشعر بالارتباط مع أبطالها وشخصياتها.

ومنذ سنة عرضِه العام 1985 على مدى 35 حلقة، ما زالت الأسرة المصرية تعمل جاهدة لتأمين احتياجاتها مع تفاقم الأزمة المالية بسبب التضخم وأسعار العملات.

يتناول المسلسل في مواقف كوميدية المفارقات التي تنشأ من خلال علاقة الزوج شلش بزوجته ليلى ظاهر وأولاده وزملائه في العمل وجيرانه.

كتب قصة المسلسل محمد نبيه وأحمد عوض، وهو من إخراج محمد نبيه أيضاً.

شارك ببطولة العمل محمود الجندي وأحمد سلامة وتحية الأنصاري وزوزو نبيل وماجدة زكي وغيرهم من النجوم.

ولعبت ليلى طاهر دور الزوجة المتعلمة والمثقفة “نجية”، التي تكرس حياتها لزوجها وأولادها.

وقال الناقد والباحث عبدالعزيز عبدالفتاح، إن رحلة ليلى طاهر مع الشاشة الصغيرة ثرية، وأن مسلسل عائلة شلش يأتي كدرّة لأعمالها التلفزيونية للنجاح الذي حققه، لدورها كامرأة قوية ذات شخصية متسلطة سواء في المنزل أو في عملها كمدير عام، ورغم أنها تحمل قيماً ومشاعر نبيلة، فإن تسلطها وحدة طباعها جعلاها تعيش في صراع دائم مع كل من حولها، فهي لا تستطيع أن تعبر عن مشاعرها إلى جانب شعورها في النهاية بالتقصير تجاه زوجها وأسرتها.

ومن الشخصيات المحورية الأخرى، الابنة الصغرى التي فتحت مشروعاً في جامعتها لبيع الساندويشات والأرز باللبن سراً.

يسافر الزوج خارج مصر بحثاً عن مورد رزق، وهو حال مئات آلاف العائلات العربية، فتجد الأم نفسها وحيدة مسؤولة عن الأولاد وحماتها التي تتعامل معها بحكمة.

ناقش المسلسل موضوع البطالة من خلال قصة الابن الأكبر الذي يحب فتاة ويتمنى الارتباط بها، لكن عدم العثور على فرصة عمل تجعل من هذا الحلم منالاً بعيداً.

ومن خلال العلاقة الأفقية مع الجيران، يوجه المسلسل رسالة مفادها ضرورة الرحمة والتواصل مع الآخرين، علماً أن الزوجة كانت رافضة لذلك بسبب الفروقات الاجتماعية بداية.

دور الزوجة عرض بداية على الفنانة هند رستم، التي تحمست لفكرة الوقوف من جديد أمام الكاميرات والدخول إلى البيوت المصرية من خلال الشاشة التلفزيونية، لكنها اعتذرت بسبب الفنانة الراحلة فاتن حمامة.

إذ أوضحت رستم في حوار صحفي أرشيفي لها أنها سألت عن المبلغ الذي تقاضته فاتن حمامة فكان 10 آلاف جنيه عن الحلقة الواحدة، في حين كان المبلغ المعروض على هند رستم 6 آلاف جنيه.

فرفضت أن تتقاضى مبلغاً أقل من سيدة الشاشة العربية واعتذرت عن العمل.

استنكرت لاحقاً بعد نجاح العمل إصرارها على هذا المبلغ ورفض المنتجين في الوقت نفسه زيادة الأجر، ليصبح الدور من نصيب الفنانة ليلى طاهر التي قدمته بحرفية عالية وإبداع.

ومثّل ذو الفقار في العام نفسه دوره الشهير في مسلسل رأفت الهجان كمدير في جهاز المخابرات، ليتوفى العام 1993 عن عمر ناهز 67 عاماً، أثناء تصوير المشهد الأخير من فيلم الإرهابي نتيجة أزمة قلبية مفاجئة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى