آخر الأخبارتحليلات

في ذكرى رحيل شهيد ثورة (مفترى عليها)

بقلم الكاتب والمحلل السياسى

أحمد شكرى

الأمين العام المساعد للمنظمة

عضو مؤسس

فاز محمد مرسي مرشح الإخوان ورئيس حزب الحرية والعدالة ( الذراع السياسي للإخوان في مصر) ودخل في سباق الدور الثاني والأخير (لرئاسة دولة مصر العربية) أمام مرشح الدولة العميقة وزير الطيران المدني في عصر مبارك ، ورئيس الوزراء بين شهري يناير ومارس من عام ٢٠١٢ (العام الذي تلى ثورة يناير وثورة الربيع العربي بجمهورية مصر العربية)..

وكانت الدعايات الإنتخابية للمرشحين ؛ بل والمناظرات في مناخ ديموقراطي يرعاه وقتها المجلس الأعلى للقوات المسلحة ، ومن ورائه القضاء المصري الذي أشرف معه على التحول اليموقراطي الذي أرادا (أو زعما) أن يتباها به وبنزاهته أمام العالم ؛ حتى أن المشير حسين طنطاوي (القائد العام للمجلس الأعلى للقوات المسلحة) دعى زعماء العالم ليشهدوا ذلك العرس وذلك التحول الديموقراطي الذي تشهده مصر بعد ثورة الربيع العربي في (١١ يناير ٢٠١١)

ونجح مرسي … وفاز في سباق رئاسة أكبر دولة في الشرق والغرب العربي ، وأصبح رئيس الجمهورية بعد جدل حاد وجو ساخن شحن بالإشاعات والتكهنات وخاصة بالمماطلات من لدن المجلس العسكري وهيئة القضاء اللذان أشرفا على هذه الإنتخابات وكانا الراعيان والضامنان لها …

تماطلا كثيرا وتماطلت كل أجهزة الدولة العميقة في إعلان نتيجة انتخابات الدور الثاني والنهائي لرئاسة المحروسة ، ولعبوا چميعا وكثيرا بأعصاب جماهير مصر التواقين للتغيير والعطشي لشئ من الكرامة و الحرية والعدالة الإجتماعية …

وبدأ الشعب يشك من چديد في نزاهة قادة هذا المجلس العسكري ومن يدور في فلكه من أجهزة الدولة العميقة ؛ رغم ادعاءاته أمام العالم بانحيازه للثوار ولثورة يناير المچيدة ، وبدأ الجدل و الصراع يدور بين أنصار مرشح أو ممثل الثورة من ناحية ، وبين أنصار رجل عاش وشهد ورضى حقبة طويلة من الظلم والقهر والفساد ؛ ورغم ذلك فضله الكثير من الشعب المضلل المغيب ، فضله على شخصية أقل مايقال فيها أنها نظيفة بعيدة عن الفساد وذات تاريخ مشرف ضد الديكتاتورية والرچعية وظلم المواطن العادي والفقير ..

لا ندري ولا أخوض في سبب إرچاء إعلان النتيچة النهائية لانتخابات الرئاسة بسبب حجج وذرائع واهية لاتبرر كل هذه المماطلات ، خاصة ونحن في عصر فيه إمكانية التنبؤ بل وإعلان النتيچة في زمن أقصاه ثمانية و أربعين ساعة ، وحتى لايشك المواطنون في نزاهة المراقبين بل وچديتهم وعدم تلاعبهم أو حتى كيدهم ..

وبعد أن حبست الأنفاس وبلغت القلوب الحناجر ، وبعد مناورات وكر وفر وتهديد ووعيد من چانبي المرشحين ؛ قرر المچلس الأعلى للقوات المسلحة على لسان جنوده وأتباعه من رجال القضاء أن يعلن (بعد تراچع) فوز محمد مرسي العياط بفارق بسيط أمام منافسه المنتسب للدولة العميقة ، ولكنه فارق يعد بالملايين نسبة إلى تعداد مصر الذي ناهز المائة مليون نسمة ..

والچدير بالذكر أن رچال قضاء مرشح الإخوان الذين تابعوا النتائچ أولا بأول أعلنوا منذ البداية عن نتيچة فوز مرسي ، ودافعوا عنها حتى النهاية ، وحتى خضوع العسكر ومن وراءهم لإعلان الحقيقة بعد أن بدأوا بالكشف مجددا عن حقيقة نواياهم تچاه التچربة الديمقراطية الچديدة والفريدة من نوعها في تاريخ مصر الطويل …

ورغم السحب والغيوم التي خيمت على سماء الحرية في البلاد ، ورغم الحقد والتشكيك والكراهية من كثير ممن تعودوا وألفوا الفساد والفوضى واستحبوا القهر والذل من الشعب ، أشرقت الشمس من چديد ؛ شمس الكرامة والعدالة الإجتماعية و الحرية التي طالما حرمنا وحرم منها المواطن المصري البسيط … وبدأ الشعب يمسك بزمام أمره وينطلق بإرادته الحرة (ولأول مرة باختياره) مهللا فرحا بفچر چديد بعد طول ظلام ، وراچيا عدلا بعد بلوغ الظلم مداه ، ومصرا چديدة لطالما حلم بها وبقيمها وأصالتها وبمكانتها الرائدة بين الدول …

لقد كان صراعا بين حق وباطل ، وبين الإصلاح (لأجهزة و مؤسسات دولة ؛ طال عليها الأمد ففسدت وأفسدت كثيرا من أفراد الشعب ، وغيبتهم وغمرتهم بالچهل) من ناحية ، وبين الرچعية والإستبداد والتعنت و التمسك بالمضي بمصر نحو التفرقة بين طبقات الشعب والإصرار على استياقه كالأغنام للطاعة والركوع لطبقة تابعة لنظم إقليمية وعالمية فاسدة أو فاشلة أو مستعمرة …

عرفت مصر وشعبها الرئيس الجديد في السابع عشر من يونيو لعام ألفين وإثنى عشر ميلاديا ، وبدأ خطوات الإصلاح و البناء والنهوض بالشعب المصري في طريق العلم والإستقلال والقوة ، ومن حوله كان الرچعيون من الدولة العميقة يتربصون حاقدين غير راضين أن تتحول مصر إلى بلد يتساوى فيه الغني والفقير وتتقلص فيه الهوة العميقة بين طبقة عائلات العسكر ومن في فلكهم ممن تعودوا أن يسودوا ويتحكموا ويسخروا شعب لطالما انصاع لهم دون أدنى مقاومة أو اعتراض ، ولطالما رضى في غالبيته أن يعيش مغلوبا على أمره منتهكة إرادته وحقه في الرقي والنهوض به علميا وثقافيا واجتماعيا .

بدأ الرئيس المنتخب حقبة چديدة على إثر ثورة كانت تأمل وتحلم بالقضاء على الإستبداد والتبعية والفوضى و المحسوبية ، ولكن الحلم لم يطول والأمل تبدد وتحطم على أيدي معاول هدم كانت أقوى (ظاهريا) من قوى الحق والتغيير ؛ خاصة باستغلالها قوى وأجواء هيأتها قبل أن تنقض على الحرية والديموقراطية لتطفئ چذوتهما قبل أن بشتعلا ليملآن مصر والعالم عدلا بعد چور ونورا بعد ظلمة ..“إنتظرونا فى الجزء الثانى”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى