ثقافة وادب

الاحتفال بعيد الميلاد أقدم بكثير مما تتصور.. حرّمته الكنيسة، وقصره الرومان على الرجال!

هل فكرت يوماً في السبب الذي يدفعنا للاهتمام بأعياد الميلاد؟ قد يمثّل الاحتفال فرصةً لأصدقائك وعائلتك للالتقاء معاً وتهنئتك على البقاء على قيد الحياة لمدة عام آخر، لكن من بدأ هذه الفكرة ولماذا الكعكة والشموع؟

رغم أن الأبحاث التاريخية حول الأصل الدقيق لحفلات عيد الميلاد واستخدام الكعك فيها لا تزال غير حاسمة، فإن هناك إجماعاً كافياً على بعض الحقائق، نستعرضها فيما يلي:

عندما كان يتم تتويج الفراعنة في مصر القديمة، كان الناس يعتبرون أنهم تحولوا من بشرٍ إلى آلهة. جعلت هذه الترقية الإلهية تاريخ تتويجهم أكثر أهميةً بكثير من تاريخ ولادتهم. أشار العلماء إلى إشارة الكتاب المقدس إلى عيد ميلاد فرعون كأول ذكر معروف للاحتفال بعيد ميلاد (نحو  3000 عام قبل الميلاد).

يعتقد عالم المصريات د. جيمس هوامير أن هذا يشير إلى تاريخ تتويج الفرعون المعنيّ وولادته  كإله.

انتقلت فكرة الاحتفال بأعياد الميلاد من المصريين إلى الإغريق، وكانوا يحتفلون بعيد ميلاد إلهة الصيد آرتميس، التي اشتهرت برمز الهلال فوق رأسها، وقدَّم الإغريق لها الكعك على شكل القمر كشكل من أشكال الجزية للإلهة القمرية.

ولإعادة إشراق القمر وجماله الملحوظ، أشعل الإغريق الشموع ووضعوها على الكعك لإحداث تأثير متوهج. من المرجح أن الإغريق أخذوا فكرة الاحتفال بعيد الميلاد من المصريين، لأنهم كانوا يحتفلون بآلهتهم وإلهاتهم تماماً مثل الاحتفال بالفراعنة كـ”آلهة”.

يبدو أن الرأي السائد هو أن الرومان كانوا أول حضارة تحتفل بأعياد ميلاد الشخصيات غير الدينية، كما جاء في كتاب ناشيونال جيوغرافيك An Uncommon History of Common Things. كان الرومان يحتفلون بأعياد ميلاد الأصدقاء والعائلات، في حين أنشأت الحكومة عطلات عامة للاحتفال بأعياد ميلاد بعض المواطنين المشهورين. كما كان يحصل أولئك الذين يحتفلون بعيد الميلاد الخمسين على كعكة خاصة مصنوعة من دقيق القمح وزيت الزيتون والعسل والجبن المبشور.

ولكن على الرغم من كل هذا، لم يتم الاحتفال بأعياد الميلاد النسائية حتى نحو القرن الثاني عشر.

نظراً إلى اعتقاد الكنيسة المسيحية أن البشر يولدون بـ”الخطيئة الأصلية” وحقيقة أن أعياد الميلاد المبكرة كانت مرتبطة بآلهة “وثنية”، فقد اعتُبرت احتفالات أعياد الميلاد شراً لمئات من السنين الأولى من وجودها.

واحتفلوا بيوم الموت فهو الولادة الجديدة والطريق إلى الحياة الأبدية ونعيم الجنة، لذا فهو ما يستحق الاحتفال.

وفي نحو القرن الرابع، غيَّر المسيحيون رأيهم وبدأوا في الاحتفال بعيد ميلاد المسيح كعطلة عيد الميلاد. تم قبول هذا الاحتفال الجديد في الكنيسة جزئياً؛ على أمل تجنيد أولئك الذين يحتفلون مسبقاً بالعيد الروماني للإله ساتورن.

على الرغم من أن الفكرة العامة للاحتفال بأعياد الميلاد قد بدأت بالفعل في الظهور بجميع أنحاء العالم كما هو الحال في الصين، حيث تم الاحتفال بعيد ميلاد الطفل الأول على وجه التحديد، فإن الاحتفالات التي نشأت في أواخر القرن الثامن عشر بألمانيا، هي الأقرب إلى حفلة عيد الميلاد المعاصرة.

أقيم هذا الاحتفال للأطفال الألمان، وشمل كلاً من كعكة عيد الميلاد والشموع. كان يحصل الأطفال على شمعة واحدة لأعوامهم الماضية، إضافة إلى شمعة أخرى ترمز إلى الأمل في العيش لمدة عام آخر على الأقل. وكان إطفاء الشموع والتمني جزءاً من هذه الاحتفالات.

كانت احتفالات أعياد الميلاد التي تتضمن كعكاً سكرياً متاحة فقط للأثرياء جداً، حيث كانت المكونات الضرورية لصنعها باهظة الثمن وتعتبر رفاهية. لكن الثورة الصناعية سمحت بانتشار الاحتفالات. لم تصبح المكونات المطلوبة أكثر وفرة فحسب، بل بدأت المخابز أيضاً في تقديم كعكات مسبقة الصنع، بأسعار منخفضة، بسبب التقدم في الإنتاج الضخم.

في عام 893، كتب باتي هيل وميلدريد جي هيل أغنية أطلقوا عليها اسم “صباح الخير للجميع“، والتي كان من المفترض أن يغنيها الطلاب قبل بدء الفصول الدراسية. انتشرت الأغنية في نهاية المطاف بجميع أنحاء أمريكا، مما أدى إلى ظهور عدد من النسخ المختلفة. نشر روبرت كولمان في النهاية كتاباً للأغاني في عام 1924، مضيفاً بعض الكلمات الإضافية التي سرعان ما طغت على السطور الأصلية. وأصبح الإصدار الجديد هو الإصدار الذي نعرفه جميعاً الآن، “عيد ميلاد سعيد لك”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى