سيدتي

صنعت معايير خاصة للجمال متأثرة بأصولها العراقية.. كيف تحولت هدى قطان من مفلسة إلى مليونيرة؟

تتجاوز أرباح شركة هدى بيوتي Hudabeauty  التي أسستها المدونة وخبيرة التجميل العراقية هدى قطان المليار دولار وفقاً لمجلة Forbs، مع العلم أنها بدأت بمبلغ بسيط استدانته قطان من شقيقتها دون أن تعلم إن كانت ستتمكن من سداده أم لا. 

فإذا كنت تحلمين بتأسيس مشروع ما، لكنك تخشين من الفشل أو تعتقدين أنك لا تملكين الموارد الكافية للانطلاق بمشروعك، قد تلهمك قراءة هذه القصة: 

لم تكن هدى قطان تملك أي أموال عندما قررت بدء مشروعها الخاص، كانت مجرد خبيرة تجميل متواضعة تعمل لدى شركة Revlon لمستحضرات التجميل، ولم تملك آنذاك شيئاً ذا قيمة سوى فكرة استوحتها من شقيقتها مُنى.

ففي عام 2010 اقترحت عليها شقيقتها أن تكرس مواهبها وخبرتها في عالم التجميل وتفتتح مدونة خاصة بها على منصة WordPress.

وهذا ما حدث فعلاً، إذ بدأت قطان بمشاركة مقاطع تعليمية ونصائح تتعلق بالتجميل والعناية بالبشرة على مدونتها، وسرعان ما باتت مشهورة في أوساط مدوني التجميل، وقد تميزت عن غيرها في ذاك الوقت برفضها العمل مع الشركات الإعلانية كغيرها من المؤثرين خشية أن تفقد مصداقيتها كما قالت في أحد لقاءاتها الصحفية.

حصدت هدى شهرة واسعة من مدونتها، لكنها لم تستطِع جني المال منها بسبب تخليها عن حملات الرعاية الإعلانية، وقد كانت آنذاك مفلسة تماماً ويتوجب عليها القيام بشيء ما لكسب الأموال.

من هنا بدأت التفكير بتأسيس علامة تجارية خاصة بها بدلاً من كسب العيش عن طريق إعلانات لعلامات تجارية أخرى، وكونها لا تملك رأس المال الذي يؤهلها للانطلاق بمشروعها، اقترضت مبلغ 6000 دولار من أختها عليا كي تبدأ بإنتاج رموش صناعية من علامتها التجارية الخاصة التي سمّتها Hudabeauty.

لم يكن المبلغ الذي اقترضته كفيلاً بتغطية تكلفة التصنيع كاملة، لذلك اضطرت قطان إلى القيام بتعبئة الرموش بنفسها، كما أنها لم تكن متأكدة إن كانت ستستطيع رد الدين لأختها من خلال أرباح مبيعاتها أم لا، مع ذلك جازفت قطان بالأمر.

نجحت هدى بالترويج والتسويق لمنتجها الجديد من خلال مدونتها، وقد ساهمت هذه الرموش الصناعية في بداية شهرتها في عالم الأعمال، وشجعتها على الاستمرار في إصدار المزيد من المنتجات التجميلية.  

إذ بدأت شركات التجميل الأخرى تتعاقد معها، وفي وقت لاحق أصبحت الرموش الصناعية التي أطلقتها في بداياتها من أكثر المنتجات مبيعاً لدى عملاق مستحضرات التجميل الفرنسية “سيفورا” في جميع أنحاء العالم.

تحقيق النجاح والشهرة في عالم التجميل أو التدوين لا يعني بالضرورة تحقيق النجاح والشهرة في عالم الأعمال، إذ يمكن لأي مهتمة بأمور المستحضرات التجميلية والعناية بالبشرة أن تشكل قاعدة جماهيرية ضخمة على منصات التواصل الاجتماعي، ولكن تأسيس شركة منتجات تجميلية تنافس عمالقة السوق العالمية يتطلب مهارات خاصة استطاعت قطان الإلمام بها بمساعدة شقيقتيها مُنى وعليا.

ولا تعتبر هدى قطان اليوم مدونة مختصة بالتجميل فحسب، إنما هي أيضاً سيدة أعمال من الطراز الرفيع استطاعت أن تدير شركة ضخمة تنافس علامات تجارية عالمية، وأن تتعامل بذكاء مع المستثمرين لتوسيع أعمالها وزيادة أرباحها.

وقد ذكرت هدى في أحد لقاءاتها أن أحد المستثمرين قد عرض عليها شراء 60% من أسهم الشركة في عام 2014 مقابل مبلغ 1.5 مليون دولار، ورغم أنها كانت بحاجة للمال لتوسيع شركتها، وكانت لا تزال مبتدئة في عالم الأعمال آنذاك فإنها رفضت العرض لأنها آمنت بأن شركتها تساوي أكثر بكثير من المبلغ المعروض، وقررت الاحتفاظ بكامل أسهم الشركة والمضي قدماً في تطويرها.

وقد شعرت بالأسف البالغ لبيع 15% من أسهم الشركة في عام 2017 لشركة تي إس جي الأمريكية، لكن تلك الصفقة كانت رابحة من وجهة نظرها، فاختيار المستثمرين المناسبين هو مفتاح نجاح شركتها، بحسب تعبيرها.

كما هو معروف فإن هدى قطان ابنة مهاجرين عراقيين استقرا في الولايات المتحدة الأمريكية، وربما كان الدمج ما بين الثقافتين العربية والغربية أحد أسباب نجاح هدى قطان.

فقد كانت منذ البداية تطمح لوضع لمساتها الخاصة في عالم الجمال متأثرة بتراثها العراقي، لابتكار مستحضرات تجميل تكتسح الشرق الأوسط، مع حضور التأثير الغربي بكل تأكيد في منتجاتها.

وقد قالت متحدثة عن تأثرها بالجمال العربي، في لقاء لها مع BBC: “كنت أضع الكثير من كحل العيون، ولم يكن أحد حولي يفعل ذلك”.

وأضافت أنها لم تكن تشعر أن معايير الجمال الغربية تنطبق عليها، لذلك كان هدفها ابتكار معايير جمال خاصة مستمدة من أصولها العربية، لإلهام النساء السمراوات حول العالم، وإنتاج مستحضرات تتلاءم مع بشرتهن، وباعتقادها أن تنوّع منتجاتها التي تستهدف كل أنواع وألوان البشرة هو واحد من أهم أسباب نجاحها.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى