آخر الأخبار

تسريح مئات العاملين بمركز طبي كبير في بيروت بسبب الأزمة الاقتصادية.. بينهم أب لـ 5 أطفال يعمل فيه منذ 35 سنة

تم تسريح ذوقان عبدالخالق، الممرض الذي يعمل منذ عام 2012 في المركز الطبي بالجامعة الأمريكية في بيروت، الجمعة 17 يوليو/تموز 2020، مع مئات من زملائه، في الوقت الذي تئنَّ فيه حتى المستشفيات تحت وطأة الانهيار الاقتصادي في لبنان.

الشاب البالغ من العمر 29 عاماً، قال: “أنا عندي بنت صغيرة، بنجيب لها أكل وشرب وتطعيمات”، مضيفاً أن انهيار قيمة العملة يعني أن معاشه بالليرة اللبنانية يساوي الآن نحو 500 دولار فقط.

نحا عبدالخالق باللائمة على النخبة الحاكمة في الانقطاع اليومي للتيار الكهربائي، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، والدفع بالبلاد إلى شفا الهاوية.

وقال: “لم يعد بالإمكان عمل أي شيء بعد الآن. من الذي يوظف عمالاً اليوم؟ يقولون لك: اذهب وازرع النباتات واشترِ الشموع، وستكون على ما يرام.. بينما نحن لا نسير إلا إلى الوراء”.

لم تردَّ الجامعة الأمريكية في بيروت، وهي إحدى أعرق الجامعات في البلاد ومركز طبي إقليمي، على طلبات للتعليق.

لكن وسائل إعلام محلية وموظفين قالوا إن المؤسسة سرحت أكثر من 500 عامل، معظمهم في أقسام الإدارة والتمريض.

رئيسها، فضلو خوري، كان قد قال إنه سيتم إجراء تخفيضات في أعداد الموظفين، بعد أن أثرت الأزمة المالية وجائحة كورونا على الإيرادات. وقال لـ”رويترز” في مايو/أيار، إن المؤسسة الخاصة تواجه أكبر تهديد في تاريخها الممتد منذ التأسيس في عام 1866.

بينما لا ينشر لبنان بيانات اقتصادية تُذكر، فإن الشركات تغلق أبوابها بوتيرة سريعة.

فقد أظهرت دراسة أجرتها شركة إنفو برو للأبحاث، فقدان ما لا يقل عن 220 ألف وظيفة في القطاع الخاص بين أكتوبر/تشرين الأول وفبراير/شباط، مع توقعات بألا تتغير الأرقام إلا للأسوأ.

محمود، وهو عامل صيانة بالجامعة الأمريكية في بيروت، فقدَ وظيفته، قال إنَّ دخله الشهري كان يوازي نحو 100 دولار فقط؛ نظراً إلى أن الليرة اللبنانية فقدت نحو 80% من قيمتها في السوق الموازية.

وتساءل، بالقرب من عشرات الموظفين السابقين المحتشدين عند مدخل المستشفى: “هل نحن العبء على الجامعة؟ نحن الطرف الأضعف، الذين ليس لنا من يدعمنا أو يساعدنا”.

وانتقد بعض خريجي الجامعة الأمريكية في بيروت على مواقع التواصل الاجتماعي، الوجود الأمني ​​المكثف بالقرب من حرم الجامعة والمركز الطبي خلال عمليات التسريح من العمل. ورأى شاهد من رويترز 10 عربات عسكرية في مكان قريب.

خالد الحمصي (59 عاماً)، وهو أب لخمسة أطفال يعمل هناك منذ 35 سنة، قال: “لقد أمضيت أياماً وليالي في هذه الجامعة، إنها بيتي. وفي النهاية مصيري الطرد!”.

ويشعر الرجل بالقلق إزاء المستقبل، في ظل توقعات قاتمة بشأن الوظائف. ويقول: “الآن مليون ليرة تساوي 100 دولار، فماذا أفعل بها؟!”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى