منوعات

الانفجار الأكبر الذي ترصده البشرية.. علماء فلك يسمعون صوت أكبر حدثٍ كوني منذ الانفجار الكبير

أعلن علماء التحقُّق من إشارةٍ من ارتطامٍ وَقَعَ منذ زمنٍ بعيد بين ثقبين أسودين خلقا ثقباً أسود ذا حجمٍ لم يُشهَد من قبل، بل إن آلان وينستين، أستاذ الفيزياء بمعهد التكنولوجيا بولاية كاليفورنيا الأمريكية، الذي شارَكَ في فريق الاكتشاف قال: “إنه الانفجار الأكبر الذي ترصده البشرية منذ الانفجار الكبير“. 

الثقوب السوداء حسب صحيفة The Guardian البريطانية هي مناطق مضغوطة من الفضاء ومُكتظَّة بصورةٍ مُكثَّفة بحيث لا يتمكَّن حتى الضوء من الهروب منها. وحتى الآن، لم يرصدها علماء الفلك إلا في حجمين: ثقوب “صغيرة” تُسمَّى الثقوب السوداء النجمية، التي تنشأ بعدما ينهار نجمٌ، وتكون بحجم المدن الصغيرة، والثقوب السوداء الهائلة التي هي أكبر من شمسنا بملايين وربما مليارات المرات، وتدور حولها مجرَّات بأكملها. 

وفقاً لحسابات علماء الفلك، فإن أيَّ شيءٍ بين الحجمين ليس منطقياً؛ لأن النجوم التي تكبر على نحوٍ واسع قبل أن تنهار تستهلك نفسها تماماً ولا تترك أيَّ ثقوبٍ سوداء. ويقول نيلسون كريستنسن، مدير الأبحاث في وحدة أرتميس بالمركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية، إن العلماء يعتقدون أن انهيار النجوم لا يمكنه أن يخلق ثقوب سوداء نجمية أكبر من كتلة شمسنا بـ70 مرة. 

 في مايو/أيَّار 2019 التَقَطَ كاشفان إشارةً تُبيِّن أنها طاقةٌ من ثقبين أسودين نجميَّين -كلّ منهما كبير بالنسبة إلى أحجام الثقوب السوداء النجمية- يرتطمان ببعضهما. كانت كتلة أحدهما 66 مرة كتلة شمسنا، والآخر بلغت كتلته 85 مرة قدر كتلة الشمس. وكانت النتيجة هي ميلاد أول ثقب أسود متوسط معروف حتى الآن، تبلغ كتلته 142 مرة قدر كتلة الشمس. 

فُقِدَت في الارتطام كميةٌ هائلةٌ من الطاقة في شكل موجة جاذبية تموج في الفضاء بسرعة الضوء. هذه الموجة التي التقطها الفيزيائيون في الولايات المتحدة وأوروبا العام الماضي، مُستخدِمين كاشف LIGO وكاشف Virgo. وبعد فكِّ شفرة الإشارة والتحقُّق من عمل الكاشفين، نشر العلماء النتائج أمس الأربعاء 2 سبتمبر/أيلول في دوريَّتي Physical Review Letters وAstrophysical Journal Letters

نظراً إلى أن أجهزة الكشف تسمح للعلماء بالتقاط موجات الجاذبية كإشاراتٍ صوتية، فإن العلماء قد سمعوا الارتطام بالفعل. ومع كلِّ هذه الإثارة، لم تستمر الإشارة إلا عُشر ثانية فقط. قال وينستين: “بدا أنه صوتٌ مكتوم. ولا يبدو الصوت هائلاً على مُكبِّر الصوت”. 

حَدَثَ هذا الصدام قبل 7 مليارات سنة، حين كان الكون في أواسط عمره الحالي، لكن تم التحقُّق منه الآن لأنه وَقَعَ في مكانٍ بعيدٍ للغاية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى