لايف ستايل

كيف يمكنك تعزيز مناعتك لتتجنب فيروس كورونا ونزلات البرد

مع انتشار الذعر بين الناس؛ خوفاً من تفشي فيروس كورونا، وحصده أرواح كثيرين، باتت تراودنا فكرة حماية أنفسنا عن طريق تعزيز جهازنا المناعي للوقاية منه أو من نزلات البرد. فما الطرق التي يمكن اتباعها من أجل تعزيز قوة جهازنا المناعي؟

وفق شينا كرويشانك، وهي أستاذة في علم المناعة بجامعة مانشستر، فإنه عندما يلامس جلدك فيروس أو جرثومة ما، فإن جهازك المناعي سيحاول فعل ما بوسعه لمنعهم من الدخول، إن كان عن الجلد أو المخاط الموجود في الأنف أو الميكروبات التي تعيش بجسمنا من الداخل وعلى سطحه الخارجي، ويبلغ عددها نحو 100 تريليون ميكروب.

وأضافت شينا لصحيفة The Guardian البريطانية، أنه تحت كل هذه الحواجز من المخاط والميكروبات، تُبطّن أجسادنا خلايا طلائية، “يصعُب حقاً المرور خلالها”.

كما تُنتج هذه الخلايا مواد مضادة للميكروبات، من بينها أشياء متعلقة بفيروس كورونا، ومركبات مضادة للفيروسات عدائية لحد كبير.

وإذا اخترق واحد من مسببي الأمراض كل هذه الدفاعات، فعليه التعامل إذن مع كُرات الدم البيضاء، أو الخلايا المناعية.

لذلك إذا أُصبت بالجرثوم أو الفيروس نفسه مرة أخرى، فإن كل هذه الحواجز ستتعامل معهم دون أن تشعر أنت حتى، وهكذا تزداد مناعتك، وهذا هو الأساس الذي يقوم عليه اللقاح؛ وهو محاولة تجاوز جميع الخطوات الأولى وإنشاء ذاكرة؛ حتى لا تُضطر أنت إلى الشعور بالمرض.

رغم ذلك يمكن أن تكون لدى جهازنا المناعي نقاط ضعف، مثل أن استجابتنا المناعية لا تتعرف على بعض الجراثيم، أو وجود جراثيم لها استراتيجيات غزو خبيثة.

لذلك عليك تقوية جهازك المناعي، حتى يتمكن من حمايتك من أنواع الجراثيم والفيروسات كافة، ولا شيء أفضل من اتباع أسلوب حياة صحي لتقويته.

قال أرن أكبر، رئيس الجمعية البريطانية لعلم المناعة: “نعيش في علاقة تكافلية مع البكتيريا التي تسكن أمعاءنا”.

وأوضح أكبر أن “هذه البكتيريا التي تطورنا بها، هي الأفضل لصحتنا، إذ لا تشكل الميكروبات الموجودة في أجسامنا حواجز وقائية فقط، لكنها تبرمج أيضاً أجهزتنا المناعية، فالحيوانات التي تُهجن من دون ميكروبات، لديها استجابات مناعية أقل تطوراً، كما أن البشر الأكبر سناً، ومن يعانون أمراضاً مرتبطة بالالتهابات مثل الحساسية، والربو، والتهاب المفاصل الروماتويدي، عادةً ما تكون البكتيريا التي تعيش داخلهم أقل تنوعاً”.

لكي تُطعم الميكروبات التي تعيش في أمعائك جيداً توصي شينا بأن يكون “نظامك الغذائي أكثر تنوعاً وغنياً بالألياف”.

لا يُشترط أن تكون نباتياً لتُحسِّن من صحة الميكروبات بداخلك، لكن كلما أكلت أغذية نباتية، أصبح الوضع أفضل، كما أنّ الميكروبات النافعة تحب الألياف، والبقول والأطعمة المخمرة.

إضافة إلى أنّ البكتيريا التي تعيش على سطح البشرة مهمة أيضاً، لكننا لا نعرف عنها سوى القليل، فالتعرض لجرعات كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية (عادة من الشمس) له تأثير سلبي عليها، وهو ما يضعف أي وظائف واقية (بالإضافة إلى ذلك، تقلل الأشعة فوق البنفسجية من الاستجابة المناعية للبشرة نفسها).

وغسل اليدين أكثر من اللازم بسوائل تنظيف قوية واستخدام منتجات مضادة للبكتيريا ليسا من الأمور اللطيفة للبكتيريا النافعة على البشرة.

لترفع لياقتك المناعية، تحتاج رفع لياقتك البدنية، فقد تكون كرات الدم البيضاء غير نشيطة كلياً، لكن التمارين تحركها، بزيادة تدفق الدم؛ ومن ثم يمكنها أن تؤدي أعمال المراقبة والبحث والتدمير المنوطة بها في أجزاء الجسم الأخرى.

ووفق هيئة الخدمات الصحية البريطانية فإن الفرد البالغ يجب أن يمارس نشاطاً بدنياً في وقت ما من اليوم، وأن يؤدي على الأقل 150 دقيقة أسبوعياً من النشاط التنفسي المعتدل (مثل المشي مسافات طويلة أو ركوب الدراجات).

أو 75 دقيقة من النشاط العنيف (مثل الركض أو السباحة السريعة، أو التمارين الرياضية).

يُنصح الأشخاص الأكبر سناً، الأكثر عرضة للعدوى، بممارسة أي تمارين ممكنة.

ومن الجوانب الإيجابية الكثيرة للتمارين أنها تقلل التوتر، وهو العامل التالي في قائمة العوامل التي تعزز المناعة، كما أنّ هرمونات التوتر مثل الكورتيزول يمكنها تثبيط وظائف الجهاز المناعي.

انسَ الإسراف بالشرب في أثناء أزمة فيروس كورونا، لأن الإسراف في شرب الكحوليات ينهك خلايا المناعة لدينا، إذ تشير بعض الدراسات إلى أن الخلايا البلعمية التي تمثل خط الدفاع الأول ليست فعالة بالقدر المعتاد لدى من يشربون كثيراً من الكحول.

هناك ما يشير إلى أنَّ شرب كثير من الكحول قد يؤدي إلى هبوط في مستوى الخلايا الليمفاوية أيضاً. لذا، إذا أُصبت بجرثومة، فلن تكون بالكفاءة المعتادة في احتوائه ومحاربته.

هناك نتيجة جانبية للأكل والتمرين الجيد وهي المساعدة على النوم الجيد، وهو مكسب إضافي، لأن الجسم المتعَب أكثر عُرضة للأمراض.

وفيروس “كورونا المستجد” و فيروس مُعدٍ، حيواني المصدر، تم اكتشافه مؤخراً بعد بدء تفشيه في مدينة ووهان الصينية، في ديسمبر/كانون الأول 2019.

ويُعرف المرض الذي يسببه الفيروس بـ”كوفيد-19″، ويمكن أن يتحول هذا المرض إلى حالة مميتة إذا أدّى إلى التهاب رئوي أو فشل في الجهاز التنفسي أو صدمة إنتانية.

بينما ينتقل فيروس “كورونا المستجد” إلى الإنسان عند مخالطة الحيوانات البرية المصابة بالفيروس، كما ينتقل عند التعامل مع فضلات هذه الحيوانات.

وبحسب منظمة الصحة العالمية ينتقل الفيروس أيضاً من شخص مريض إلى آخر من خلال رذاذ الفم الناتج عن سعال المريض أو زفيره، لذلك من المهم أن تبقى على بُعد متر واحد على الأقل، من الشخص المصاب.

كما ينتشر من خلال لمس يدي الشخص المصاب أو وجهه، أو عن طريق لمس أشياء مثل مقابض الأبواب التي لمسها الأشخاص المصابون.

أما بالنسبة لأكثر أعراضه شيوعاً فهي الحمى والتعب والسعال الجاف، وتشبه أعراضه عموماً أعراض الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي وتسببها الفيروسات التاجية الأخرى.

وقد يصاب بعض المرضى كذلك بآلام في أنحاء الجسم كافة، أو احتقان الأنف أو سيلانه، أو التهاب الحلق أو الإسهال، وفي معظم الحالات لن تعرف ما إذا كان لديك فيروس كورونا أو فيروس مختلف يسبب اضطراباً في الجهاز التنفسي.

تبدأ هذه الأعراض في العادة بشكل خفيف، ثم تتزايد تدريجياً، وقد يصاب بعض الأشخاص بالعدوى، ولكن لا تظهر عليهم أي أعراض ولا يشعرون بتوعّك.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى