لايف ستايل

يستخدمها كثيرون بشكلٍ خاطئ.. فهل تقضي المناديل المعقمة على الفيروسات حقاً؟ وكيف يمكن أن تحمينا من كورونا؟

حتى قبل انتشار فيروس كورونا وتحوُّله إلى جائحةٍ عالمية وتحوُّل التعقيم إلى “هوس” لدى كثيرين، كان استخدام المناديل المبللة رائجاً بين كثيرين. ففي العام 2008، قامت الجمعية الأمريكية للصابون والمنظفات “SDA” بإجراء بحث ودراسة استقصائية عن التنظيف في أمريكا، فوجدت أن نسبة 71% من الأمريكيين يستخدمون أحد أنواع المناديل المبللة، ويحتفظ 77% منهم بعلبتين على الأقل في منازلهم بشكل دائم!

فهل المناديل المعقمة هي حقاً ذلك الحل السحري السريع لتعقيم كل شيء بمسحة واحدة وسريعة؟ إن كنت تعتقد ذلك، فدعنا نخبرك بحقائق لا تعرفها عن المناديل المعقِّمة وما إذا كانت “تنظف” أو “تعقِّم”. 

بدايةً دعونا نتعرف على أنواع المناديل؛ فهناك ثلاثة أنواع رئيسية للمناديل: مناديل التنظيف، ومناديل التعقيم، ومناديل مضادة للبكتيريا.

إن فاعلية وسهولة استخدام المناديل في الحياة العملية حقيقة من الصعب الجدال فيها. وفقاً لدراسة أجرتها جمعية الصابون والمنظفات، فإن 28% من الأمريكيين الذين يستخدمون إما مناديل التنظيف أو التعقيم أو المناديل المضادة للبكتيريا يفعلون ذلك بسبب سهولة حمل هذه المناديل، بينما يستخدمها 20% بسبب “سهولة التخلص منها”. البعض الآخر يحبها لأنها سريعة وعملية. يحب كثيرون مناديل التعقيم على وجه الخصوص، بسبب قدرتها على قتل الجراثيم.

يقوم المصنِّعون عادةً بكتابة مدى قدرة مناديلهم المبللة على قتل الجراثيم على العلبة، وقد أكدت دراسات مستقلة أن الأرقام الواردة على علب المناديل دقيقة إلى حدٍّ بعيد. موقع Science Daily نقل عن دراسات منشورة في Journal of Applied Microbiology، أنَّ مسح أدوات المطبخ باستخدام مناديل مطهرة بعد تحضير الدواجن يقلل من فرص التسمم الغذائي بنسبة 99.2%.

في إحدى حلقات برنامج The Dr. Oz Show، قال د. سامبسون ديفيس إن المناديل المبللة تتكون من الماء مع عامل الارتباط الصوديوم C14-17 sec-alkyl sulfonate، إلى جانب بعض الزيوت الأساسية التي تعطي رائحة عطرة للمناديل.

ويضاف أيضاً إلى المناديل المعطرة بعض المواد الحافظة؛ لمنع نمو العفن والبكتيريا، وأخيراً حمض الجليكوليك الذي يساعد في الحفاظ على نعومة المنطقة التي نمسحها.

إحدى مشاكل مناديل التعقيم ليست لها علاقة بالمنتج نفسه، بل بكيفية استخدامنا له. مجموعة العمل البيئي EWG كتبت على موقعها: “الحقيقة هي أن مناديل التطهير ليست ضرورية للتنظيف الروتيني”.

على الرغم من أننا نعتقد أن التطهير والتنظيف يعنيان الشيء نفسه، فإن هناك فرقاً كبيراً بين التنظيف والتطهير؛ “فالتنظيف يزيل الجراثيم من السطح، بينما يقتلها التطهير باستخدام مبيدات الآفات المضادة للميكروبات، مثل مركبات الأمونيوم الرباعية”.

قبل أن تستخدم علبة المناديل المبللة، أنت بحاجة إلى معرفة ما إذا كنت تحتاج بالفعل إلى التطهير أو فقط إلى التنظيف. التنظيف المنتظم سيزيل الجراثيم الموجودة ويمنع ظهور مزيد منها. عندما يلامس السطح اللحم النيء أو الدم أو سوائل الجسم، أو عندما يعاني أحد أفراد الأسرة مرضاً معدياً، مثل الإنفلونزا، يُنصح بالتطهير.

من المؤكد أن المناديل المبللة فعالة للغاية في قتل الجراثيم، لكن يجب ألا ننسى ضرر التخلي عن الماء والصابون واستبدالهما باستخدام مضاعف للمناديل، الذي قد يكون ضاراً حرفياً. على الرغم من أن أغلبنا قد يستخدمها في المطبخ للمسح السريع، فإننا في الواقع قد ننشر البكتيريا والجراثيم مقابل تطهير السطح.

بعد تنظيف المنطقة بالماء والصابون أولاً، يجب ترك المنطقة تجف. ثم، يجب أن تلقي نظرة خاطفة على التعليمات الموجودة على ظهر حاوية المناديل. ستخبرك التعليمات بالفترة التي ستحتاجها للحفاظ على رطوبة مساحة السطح بالمادة التي تحتويها المناديل حتى يتم تطهيرها بشكل صحيح.

هذا يعني أنك قد تضطر إلى تطهير منطقة لمدة “من أربع إلى عشر دقائق”. لسوء الحظ، يمكن أن يسبب ذلك المسح السريع الذي مدَّته ثوانٍ في إلحاق ضرر أكثر من نفعه وينشر البكتيريا في أماكن أوسع.

يخبرك ملصق المناديل المطهرة بكم من الوقت يجب أن تبقى المنطقة رطبة. على سبيل المثال، تعليمات استخدام مناديل Clorox تنص على أنه يجب عليك مسح السطح، باستخدام ما يكفي من المناديل ليبقى السطح المعالَج مبللاً أربع دقائق، ثم دع السطح يجف. في كثير من الأحيان، هذا يعني أنك ستحتاج أكثر من قطعة واحدة صغيرة.

نظراً إلى أن كثيراً مننا قد لا ينتظر أربع دقائق قبل ضمان تعقيم السطح، فإننا جميعاً نخاطر بنشر الجراثيم حولنا. لذلك اتباع التعليمات المرفقة مهم جداً للوصول إلى التعقيم المطلوب. كما أوصى رئيس قسم الطب الوقائي في كلية الطب بجامعة فاندربيلت ويليام شافنر، بأن نستخدم المنديل مرة واحدة على منطقة واحدة، ونتخلص من المنديل فوراً قبل الانتقال إلى منطقة جديدة، واستخدام منديل جديد للمنطقة الجديدة.

يمكن أن تكون مناديل التعقيم إضافة مرحباً بها لمساعدتك في الحفاظ على حمامك صحياً. ومع ذلك، فهي ليست المنتَج الوحيد الذي يجب عليك استخدامه، لأنها مصنوعة في الغالب للتطهير. يمكن أن تستخدمها للتنظيف السريع والمريح مثل مسح مقاعد المرحاض وعلب القمامة؛ لتوفير كثير من الوقت عندما يتعلق الأمر بتنظيف الحمام العميق.

بقدر ما نتمنى أن تكون مناديل التطهير هي الحل السحري للتنظيف، فهي للأسف ليست كذلك. قد تمنحك المناديل وقتاً قليلاً من الاستراحة بين عمليات التنظيف الأكثر عمقاً، ولكنك ستظل بحاجة إلى تنظيف المرحاض ومكان الاستحمام بشكل عميق منتظم.

المناديل المعقمة ليست مثل المناديل المضادة للبكتيريا، ولا يجب استخدامها بالطريقة نفسها، ولا يمكن استخدامها للأطفال أيضاً.

علاوة على ذلك، يمكن أن يتسبب تعقيم الجلد بالمناديل في تهيُّجه، وألا يلامس العين، لأنه يهيجها أيضاً. وعلى هذا النحو، تنصح Clorox المستخدمين بـ”تجنب ملامسة العينين”، و”الغسل جيداً بالماء والصابون بعد لمس المناديل”.

في إطار الاستجابة لتفشي فيروس كورونا المستجد، المعروف أيضاً باسم COVID-19، أصدر مركز الكيمياء التابع لمجلس الكيمياء الأمريكي قائمة بالمنتجات المعتمدة من قِبل وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA) “للاستخدام ضد مسببات الأمراض الفيروسية الناشئة”. ضمن هذه المنتجات توجد مناديل Clorox و Purell Professional Surface Disinfectant، ومع ذلك، لا ينبغي اعتبار هذه المناديل بديلاً عن الممارسات الصحية الأخرى مثل غسل اليدين المناسب بالماء والصابون.

وأوضح أندرو ويلر، مدير وكالة حماية البيئة، في بيان قدَّمه إلى شبكة CNN Health، أن “استخدام المطهر الصحيح جزء مهم في منع وتقليل انتشار الأمراض، إلى جانب العوامل المهمة الأخرى مثل غسل اليدين”.

من المهم جداً اتباع التعليمات الموجودة على العلبة فيما يتعلق بالوقت المطلوب لإبقاء السطح مبللاً بالمادة المعقمة قبل أن يجف كما أوضحنا أعلاه. كما يُنصح باستخدامها في وقت الجائحة على الأسطح الأكثر استخداماً، مثل قبضات الأبواب، والطاولات، ومفاتيح الإضاءة، والمكاتب، والهواتف، ولوحات المفاتيح، والمراحيض، والحنفيات، والمصارف.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى