آخر الأخبار

بن زايد رتّبها له! ديلي بيست: تفاصيل القمة التي تلاعب فيها الأمير محمد بترامب وجعلت مفاتيح المملكة بيده

تحدث موقع The Daily Beast الأمريكي، الإثنين 31 أغسطس/آب 2020، عن القمة التي حضرها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي مثلت بداية حصوله على مفاتيح إدارة المملكة، مشيرةً إلى أن الفائز من تلك القمة لم يكن ترامب، بل الأمير محمد. 

قمة الرياض: يقول الموقع الأمريكي، إنه لم تمرَ سوى 4 أشهر على تولي ترامب رئاسة الولايات المتحدة، حتى وجد نفسه حاضراً في قمة بالعاصمة السعودية الرياض، ومعه ما يقرب من 40 من قادة دول العالم الإسلامية، من أفغانستان وحتى اليمن.

تعرف ترامب على بعض الحاضرين في القمة، ومنهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره المصري عبدالفتاح السيسي، لكن الباقين كانوا بحراً من الوجوه غير المألوفة من دول غير معروفة، لدرجة أن مسؤولين بالبيت الأبيض شعروا حينها بالحرج، حين سألهم ترامب عن اسم الرجل الذي اتضح في ما بعد أنه المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان أشرف غاني.

على مدار القمة التي استمرت لثلاثة أيام، أوضحت فعاليات مثل القمة الإسلامية أنَّ الفائز الحقيقي من هذه الزيارة كان الأمير محمد بن سلمان، الذي كان يبلغ من العمر وقتها 31 عاماً، والذي اجتاح المملكة الغافلة بسرعة وحماس لم يُشاهد منذ جيل.

في هذا السياق، أشار موقع The Daily Beast إلى أن المخططين في البيت الأبيض لم يفهموا المغزى من أن يكون أول اجتماع خارجي لترامب مع قادة من دول ذات غالبية مسلمة، حتى إنَّ البعض نصح ضد فعل ذلك، لكن جاريد كوشنر مستشار ترامب قال: “هذه هي رغبة السعوديين”.

أما بالنسبة لجميع القادة الآخرين في القمة من آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط، كان الهدف من اللقاء واضحاً: تريد السعودية إظهار أنها عادت لمكانتها الحليف الرئيسي لواشنطن في العالم الإسلامي، وأنَّ الشخص المسؤول عن إحياء العلاقات هو الأمير محمد بن سلمان. 

كان ذلك هو العنوان الرئيسي لزيارة ترامب، وكذلك الموضوع الأشمل لأجندة السياسة الخارجية، وفي تجاهل لتوصيات السلك الدبلوماسي، مضى قدماً في تنفيذ الخطة سعياً للحصول على بعض المكاسب الدولية المبكرة.        

ما حصل عليه في المقابل، كان عناوين صحفية عن مبيعات الأسلحة وصعود الأمير السعودي الذي وصفه الموقع الأمريكي بـ”المستبد”، الذي يطمح لتحرير مملكته من أية سلطة، بما في ذلك الولايات المتحدة. 

دعم إماراتي للأمير محمد: تعود جذور هذه الزيارة السعودية لبعد فوز ترامب مباشرة بالانتخابات الأمريكية، حين توجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبو ظبي والحاكم الفعلي للإمارات، إلى مجموعة أبراج ترامب في مدينة نيويورك.

كانت المجموعة التي استقبلت الشيخ محمد بن زايد مختلفة عن أي شيء رآه في السنوات التي قضاها في الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، أقرب حليف وحامي غربي لبلاده. 

ضمت المجموعة ستيف بانون، المصرفي السابق والمدير التنفيذي لوسائل الإعلام اليمينية الأمريكية، وجاريد كوشنر صهر الرئيس ومستشاره، ومايكل فلين، وهو جنرال ومستشار سابق وناشط لصالح حكومات أجنبية.

وشعر محمد بن زايد براحة شديدة عندما بدأ بانون الحديث، إذ أشار هذا الأخير إلى الإيرانيين بـ”الفرس” ووصف سياسة أوباما الخارجية في الشرق الأوسط بأنها كارثية. 

كذلك تحدث الرجال لأكثر من ساعة عن التاريخ والأمن والسياسة الإقليمية، ثم قدَّم الشيخ محمد بن زايد اقتراحاً إلى بانون: يجب أن يلتقي ترامب بمحمد بن سلمان. وقال: “إنه مفتاح خططك في المنطقة”.

يضيف الموقع الأمريكي، أنه وبعد أن رأى فرصة لا تتكرر إلا كل جيل لمساعدة المملكة العربية السعودية على تغيير مسارها، وضع محمد بن زايد آليات الضغط الراسخة في بلاده في حالة تأهب لمساعدة الأمير الشاب السعودي على مقابلة الأشخاص المناسبين. 

صعود بن سلمان: بعد فترة وجيزة من ذلك الاجتماع، خطَّط بانون وكوشنر لاستضافة الشاب السعودي في البيت الأبيض، وعلى الفور، بدأ فريق الأمير محمد بن سلمان النشط حملة ساحرة ركزت على شخصية أخرى من جيل الألفية صعدت إلى السلطة على خلفية علاقاتها العائلية، وهو جاريد كوشنر.

لكن شعر آخرون في إدارة ترامب الجديدة بالقلق من تلك الزيارة المرتقبة، واعترض وزير الخارجية ريكس تيلرسون وبعض العاملين في مجلس الأمن القومي؛ فقد كان أمام إدارة ترامب أولويات أهم في السياسة الخارجية وحلفاء أكثر موثوقية يحتاجون إلى التركيز عليهم.

بيد أنَّ كوشنر جادل بأنَّ البيت الأبيض يجب أن يمنح السعوديين فرصة لعرض ما لديهم؛ لذا رتّب فريق عمل ترامب لمكالمة هاتفية بين الرئيس الجديد والملك سلمان، وحينها قال الملك سلمان، خلال الاتصال الهاتفي: “أنا معجب بك جداً، سيدي الرئيس”.  

أجاب ترامب أنه سيُكلِّف صهره كوشنر بتنظيم رحلته إلى السعودية، ورد الملك سلمان بأنه كلّف نجله الأمير محمد برعاية الأهداف والمصالح السعودية، ثم تقدم ببادرة لاسترضاء ترامب. إذ قال الملك سلمان: “إذا كنت لا تعتقد أنه يقوم بعمل جيد، يمكنك أن تقول له: أنت مطرود!”، وفقاً للموقع الأمريكي.

ترويج الأمير محمد لنفسه: خلال الاتصالات التالية التي جرت، أعطى الأمير محمد بن سلمان كوشنر الثقة، في أنه يمثل نوعاً جديداً من الأمراء، وأنه شخص يفهم أهمية عالم المال والتكنولوجيا ولم يكن مهتماً بالمظالم القديمة. ويبدو محمد بن نايف مقارنة به متعباً وكارهاً للتغيير.

أما كوشنر فأخبر الأمير محمد بن سلمان أنه يريد الرياض أن تقدم كل الوعود المرتبطة بالزيارة كتابةً، ورد الأمير بإرسال مسؤول أمني مخضرم اسمه مساعد بن محمد العيبان إلى واشنطن لعدة أسابيع.

وبمجرد إبرام الصفقات، عاد العيبان إلى الرياض وبدأ فريق الأمير محمد في التخطيط لسلسلة من الاحتفالات العامة المترفة، بينما ركز كوشنر على الأعمال الدرامية اليومية الأخرى التي ميزت البيت الأبيض في عهد ترامب.

الأمير محمد يثبت أقدامه: قبل أشهر قليلة من زيارة ترامب للسعودية، تلقى ستيف أتكيس، مسؤول أمريكي سابق في التخطيط والتنسيق للزيارات، مكالمة مفاجئة من البيت الأبيض، وقال مساعد يدعى جو هاغين لزميله السابق أتكيس: “يبدو أنَّ أول رحلة للرئيس إلى الخارج ستكون إلى السعودية. لا أحد هنا لديه أية معرفة بكيفية التخطيط لمثل هذه الرحلة، ولا أحد لديه أية معرفة بالسعودية”.

لكن كان كل شيء قد دُبِّر بخصوص استقبال ترامب ليدعم صورة الأمير محمد، وحتى الأخطاء الصغيرة لم يكن لها مجالٌ. 

بعد ذلك، انهال السعوديون على ترامب بالهدايا الفخمة -من منحوتات مرصعة بالجواهر وسيوف وخناجر ورداء مبطن بفراء النمر الأبيض وغيرها- حتى يعود الرئيس الأمريكي وموظفوه إلى الولايات المتحدة مدعين انتصار السياسة الخارجية بإعادة العلاقات مع حلفاء الشرق الأوسط إلى طبيعتها.

من ناحية أخرى، حظى الأمير محمد بتغطية إخبارية لا تصدق وعناوين باهرة عن المملكة وإصلاحاته – وكانت أفضل ما يمكن لأي شخص أن يتذكره منذ الأيام التي سبقت هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.

فقد أظهر الأمير لوالده أنه يستطيع التعامل مع أهم حليف للدولة، بل وأيضاً يتفوق في تعميق علاقة البلدين، وبفضل الدعم الذي منحته إياه التجربة، شَرَع الأمير في تنفيذ خطط لتوطيد سلطته باعتقال أبناء عمومته ومجموعة من المليارديرات بسبب مزاعم بالفساد، وإعادة ترتيب الهيكل الحكومي، وإبعاد محمد بن نايف عن منصبه ليرث هو العرش.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى