آخر الأخبار

الدواء الذي تلقاه ترامب لعلاج كورونا يثير حيرة علماء وقلقهم! نتائجه غير مثبتة وله أعراض جانبية خطيرة

تلقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المصاب بفيروس كورونا، جرعة واحدة من مزيج أجسام مضادة من مختبر “ريجينيرون” الأمريكي، كعلاج لمرضه، لكن الدواء أثار قلق خبراء الصحة، وتساءلوا عن كيفية إقدام الرئيس على تناوله حتى قبل أن يتم الحسم بشأن نتائجه. 

إضعاف الفيروس: علاج ريجينيرون، والمسمى ريجن-كوف-2، هو مزيج من اثنين من الأجسام المضادة، بروتينات مقاومة للعدوى تم تطويرها للالتصاق بجزء من فيروس كورونا المستجد الذي يستخدمه لغزو الخلايا البشرية، ويُعطى العلاج عن طريق التنقيط الوريدي.

تلتصق الأجسام المضادة بأجزاء مختلفة من “شوكة بروتينية” على غلاف الفيروس، ما يؤدي إلى تشويه بنيتها بطريقة مماثلة لتغيير شكل مفتاح بحيث لا يلائم قفله، وفقاً لوكالة الأنباء الفرنسية.

وتعمل اللقاحات عن طريق تعليم الجسم صنع الأجسام المضادة الخاصة به، لكن العلماء يختبرون أيضاً أجساماً مضادة جاهزة من بلازما مأخوذة من دم مرضى متعافين، إلا أنه من غير الممكن تحويل بلازما النقاهة إلى علاج جماعي.

في ورقة بحثية نُشرت في مجلة “ساينس” الأمريكية في يونيو/حزيران 2020، وصف علماء “ريجينيرون” كيف اختاروا أفضل اثنين من الأجسام المضادة من كل من المرضى البشريين المتعافين والفئران المصابة التي تم تعديلها وراثياً لمنحها أجهزة مناعية تشبه أجهزة الإنسان.

في ورقة أخرى في نفس المجلة العلمية البارزة، دعا علماء إلى توخي الحذر، إذ إنه باستخدام اثنين من الأجسام المضادة هناك احتمال لتحوّر سارس- كوف-2 عشوائياً للتهرب من العمل المعطل لأحد الجسمين المضادين، ثم الانتقال بعد ذلك ليصبح السلالة المهيمنة من الفيروس.

استخدمت الشركة تقنية “الفأر المستأنس” نفسها لتطوير مزيج ثلاثي من الأجسام المضادة، والذي ثبت العام الماضي أنه فعال ضد حمى إيبولا النزفية، وما زال ينتظر موافقة السلطات الأمريكية.

خبراء قلقون: وأصيب بعض العلماء بالحيرة من إعطاء ترامب العلاج قبل إصدار التجارب بيانات كافية للحصول على إذن للاستخدام في حالات الطوارئ.

وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن كارلا بيريسينوتو، أخصائية أمراض الشيخوخة والأستاذة في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، قولها إن “استخدام العلاجات غير المعتمدة على أساس الاستخدام التعاطفي يحدث عادة عندما يفشل كل شيء آخر”.

أشارت بيريسينوتو إلى أن “خطر حدوث آثار جانبية أكبر بكثير، لدرجة أنني عادة ما أكون حذرة للغاية بشأن أي شيء تجريبي ولم تثبت فاعليته”.

من جانبه، أوضح جيريمي فاوست، خبير الصحة العامة في جامعة هارفارد، أنّ الأمر أثار احتمالات غير مريحة، وقال “إما أن فريق الرئيس لم يفهم مجرى العملية، أو أنهم فهموا ولكن ترامب تجاوزهم استناداً إلى نصيحة شخص آخر”.

فاوست أضاف أن “الناس سيرون هذا، وسيعتقدون أن هذا هو العلاج الذي يجب أن تحصل عليه، وإذا لم تعطه لأشخاص آخرين مصابين بفيروس كورونا فإننا نحرمهم من المعاملة الخاصة. في الواقع ليست هذه هي الحال (…) لا ينبغي أن نتعامل مع الرئيس على أنه فأر تجارب”.

ونظراً إلى أن ترامب يبلغ من العمر 74 عاماً فإنه “معرّض لخطر أكبر للإصابة بشكل حاد بالمرض”، وفقاً للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي).

لذلك ستجري مراقبة ترامب عن كثب، للانتباه لمجموعة واسعة من الأعراض الشائعة للفيروس، والتي تشمل الحمى والقشعريرة والسعال وضيق التنفس والتعب وآلام العضلات والصداع، بحسب (أ ف ب).

هل الدواء فعّال؟ تجرى التجارب السريرية لاختبار سلامة الدواء وفاعليته عند مستويات جرعات مختلفة، ومقارنته بعلاج وهمي للإجابة عن هذا السؤال.

والثلاثاء الماضي، أعلنت الشركة المصنعة عن بعض النتائج من تجربة سريرية مبكرة، قائلة إن علاجها قلل من الحمل الفيروسي ووقت الشفاء لدى مرضى كوفيد-19 الذين لم يتم إدخالهم المستشفى.

تتعلق النتائج هذه بـ275 مريضاً، وقال جورج يانكوبولوس، رئيس ريجينيرون، إنّ الشركة بدأت محادثات مع السلطات التنظيمية، على الأرجح للحصول على إذن مؤقت قبل الترخيص الكامل، لكن البيانات المفصّلة لم تُعلن بعد أو تُراجع من قِبل علماء أقران.

أما فيما يتعلق بالسلامة فقالت الشركة إن “رد الفعل على الحقن” لوحظ لدى أربعة مرضى، اثنان على الدواء الوهمي واثنان على العقار، في حين حدثت “أحداث سلبية خطيرة” لدى اثنين من المرضى الذين يستخدمون الدواء الوهمي وواحد على العقار، لكن لم يمت أحد.

لم تذكر الشركة بالتفصيل ماهية هذه الآثار الجانبية، لكن آرون سواميناث، الطبيب في مستشفى لينوكس هيل بنيويورك، قال إنه بشكل عام تشتمل ردود الفعل الخفيفة على العلاجات الوريدية الحمى والقشعريرة والتعب، فيما تشمل الأعراض الأكثر خطورة ألم الصدر وضيق التنفس.

يُشار إلى أن الشركة قالت إنها ستستقطب 1300 مريض للمراحل المقبلة من التجارب على مرضى خارج المستشفيات.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى