ثقافة وادب

هنا يتوقف وصف الأطفال بالبراءة.. إليك أطفالاً قتلة ارتكبوا جرائم في غاية الوحشية

التساؤل عن السبب الذي يدفع الأطفال لارتكاب جريمة القتل قد يتحول إلى طريقٍ طويل وصعب من التفسيرات المحتملة، قد يفسر الأمر فكرة أن بعض الناس يولدون ميالين للعنف ببساطةٍ فيتحولون إلى أطفال قتلة . بينما اتجاهٌ آخر في التفكير يقترح أن الأطفال الذين يرتكبون جرائم قتلٍ هم في أغلب الأحيان ضحايا إساءةٍ أو تجاهلٍ أو غير ذلك من الظروف الفوضوية في منازلهم؛ ما يشكل وصفةً لصناعة كارثةٍ. 

يندر للغاية ارتكاب أطفال دون الثانية عشرة جرائم قتل، لكن ذلك يحدث، أما القتلة الأطفال فوق سن الثانية عشرة فإنهم شائعون بعض الشيء في واقع الأمر، ولَطالما كانوا موجودين في التاريخ الإنساني. وفيما يلي، خمسة أطفالٍ قتلةٍ من الماضي، وحكاياتهم، بحسب موقع listverse الأمريكي:

كان بيتر وجيمس ثنائيَّ قتلٍ، من مدينة ستوكبورت في إنجلترا. لكنَّ هذين الطفلين البالغين من العمر ثمانية أعوامٍ، ارتكبا جريمةً تتحدى في بشاعتها المنطق، فيما نتساءل: كيف يمكن أن يقتل طفلان كهذين أحداً؟

في أبريل/نيسان من عام 1861، وُجدت جثة الطفل جورج بورغيس، البالغ من العمر عامين، وعليها كل العلامات التي تشير إلى وقوع جريمة قتلٍ. وفي حين وجدت الشرطة علامات كدماتٍ قديمة أشارت إلى سوابق للاعتداء عليه، قال عديد من الشهود إنهم رأوا الصغير جورج لآخر مرةٍ مع الطفلين بيتر وجيمس. قتل الصبيان الصغير بضربه بمنتهى الوحشية، وأغرقاه بإقحام وجهه في جدولٍ قريبٍ.

كانت المحاكم وقتها مختلفةً بعض الشيء، وزعمت أن الشيطان قد سكن الصبيَّين، اللذين ابتعدا كثيراً عن طريق الرب، وأنه -الشيطان- هو السبب الرئيسي لتلك الجريمة. اعترف الصبيان حين سُئلا، وأقرّا بالتفصيل بكل شيءٍ فعلاه بالصغير جورج ابن العامين حين قتلاه.

وفيما وُجد أن الصبيَّين كانا قادرين على التمييز بين الخير والشر، وجدت المحاكمة أنهما لم يفهما عواقب أفعالهما؛ لصغر سنهما. نتيجةً لذلك، فقد أُدينا بالقتل وحكم عليهما بالسجن مدة شهرٍ، يتبعه خمس سنواتٍ في المدرسة الإصلاحية.

كان ألفريد دانسي تلميذاً في الرابعة عشرة من عمره حين ارتكب جريمته. خارج المدرسة كان ألفريد مجرد صبيِّ توصيل، ولا تتوافر تفاصيل دقيقةٌ حول ما قاد إلى وقوع الحادث؛ إذ لا تتوافر مصادر سوى جرائد قديمة من هنا وهناك. في مايو/أيار 1850 كان ألفريد يتسكع مع صبيٍّ آخر اسمه كولينز، قرب الجسر الحديدي في مقاطعة بيدمنستر بمنطقة بريستول في إنجلترا، حين أتت جماعةٌ أخرى من الصبيان، ومرت بجانبهما، وقالوا شيئاً ما. 

على الفور بدأ ألفريد ورفيقه في شتم الصبية الآخرين (هورغان، وكوغان، وويليام براوند) بألفاظ نابيةٍ. وسرعان ما شبّ شجارٌ بعد تبادل مزيد من الشتائم في مواقع عدةٍ. ولبعض الوقت كان ألفريد ورفيقه يتبعان الصبية الآخرين ويوجهان إليهم الإهانات.

في النهاية، سحب ألفريد الذي ملأه الغضب مسدساً، وركض نحو ويليام براوند، مُصوِّباً نحوه ومهدِّداً بإطلاق النار قبل أن يضغط الزناد، قُتل براوند، وليس معروفاً علامَ كان الخلاف، لكن ألفريد رُحِّل إلى أستراليا، حيث سُجن عشر سنواتٍ؛ لارتكابه جريمة قتل.

كان مايكل كارنيل صبياً آخر في الرابعة عشرة من عمره، يملك ميلاً إلى القتل، ومسدساً. كان مايكل فتىً متواضعاً بنظارةٍ، ولم يكن صاحب قوةٍ بدنيةٍ حقيقيةٍ، كما لم يكن متأقلماً مع أقرانه على الإطلاق. ثم انفجر بنهاية المطاف في الأول من ديسمبر/كانون الأول 1997، العام الذي بدأت فيه ظاهرة إطلاق النار في المدارس. 

دخل مايكل مسلَّحاً بسلاحٍ نصف آليٍّ من عيار 22، إلى ممرٍ في مدرسة هيث الثانوية قرب مدينة بادوكا بكنتاكي. مجموعةٌ من الطلبة المسيحيين اجتمعوا للصلاة، فتح مايكل النار عليهم. ومن بين 40 تلميذاً كانوا موجودين تقريباً، قتل مايكل 3 فتياتٍ وأصاب خمسة تلاميذ آخرين.

فور أن أطلق النار على الطلبة هلع مايكل فوراً؛ إذ بدأ إدراك حقيقة فِعلته. توسل إلى مَن حوله أن يقتلوه فيما كان يبكي خوفاً وألماً. وضع مايكل بعدها سلاحه واستسلم. اعتقلته الشرطة، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة، مع إمكانية إطلاق سراحٍ مشروطٍ بعد 25 سنةً.

وفقاً لسجلات المحكمة فقد كان ويليام يبلغ من العمر 12 عاماً حين ارتكب جريمته في إنجلترا عام 1847. أيضاً كان شكله مختلفاً، فقد كان طوله 150 سنتيمتراً، وكان له وجهٌ طويلٌ ولديه نمَشٌ. يُقال إن والده كان مجنوناً، وإن ويليام كان يمشي في أثناء نومه ويسمع أصواتاً. 

كان ويليام غالباً ما يكذب، وكان يكذب على جده، الذي كان يحمل اسم صامويل نيلمي، ويجادله. ويبدو أنهما في إحدى المرات خاضا جدالاً حاداً، وأن صمويل ضربه. تسبب ذلك في وقوع ويليام على رأسه.

أتى ويليام المستاء بسبب المشاجرة، خاصةً أنه خسرها، بخطةٍ للانتقام من جده، فسرق بعض الزرنيخ، ووضعه في وعاء السكر، وخلطه به حتى ينسجم معه. قتل الزرنيخ صامويل، واعتُقل ويليام وخضع للمحاكمة. امتلأت المحكمة بشهود الإثبات، حتى إن أمه حضرت لتشهد ضده، قائلةً إنه طفلٌ سيئ للغاية. أُدين ويليام وحُكم عليه بالنفي إلى أستراليا مدى الحياة. ومات بمرض السل في سن الثامنة عشرة.

ويليام يورك هو أقدم قاتلٍ على هذه القائمة، وقد كان صغيراً للغاية حين قتل ضحيته، سوزان ماهيو، عام 1748. حينها كانت سوزان في الخامسة من عمرها، وكان ويليام بالعاشرة. وفي حين تندر المصادر التي تتحدث عن تلك الواقعة، لكنها وقعت بلا شك، فلدينا قصصٌ بالجرائد، وغيرها من وسائل الإعلام التي سجلت حدوثها. ويبدو أن ويليام التقى سوزان في إصلاحيةٍ ببلدة أيك الواقعة في مدينة سوفولك بإنجلترا. ووفقاً لويليام، فقد وقع بينهما شجارٌ قبل أن يضربها وتبدأ في البكاء.

بدأت سوزان تفر، لكن ويليام دخل إلى الداخل، وأحضر سكيناً، وخرج. أمسك سوزان من يدها وبدأ في تقطيع معصمها. استمر بعد ذلك في تقطيع كوعها ومعصمَيها وصولاً إلى العظم، قبل أن يختم بقطع فخذها إلى العظم، كي تنزف حتى الموت. أدرك ويليام بعد ذلك أنه يحمل جثةً بين يديه، فغسلها ثم دفنها. أُلقي القبض عليه، وحوكم، وأُدين بالقتل. حُكم عليه بالإعدام، ثم عُفي عنه في نهاية المطاف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى