ثقافة وادب

سفيرة النوايا الحسنة لليونيسيف وضحية من ضحايا الحرب العالمية الثانية، الوجه الآخر لأودري هيبورن

لم تكن أيقونة الموضة وحسناء الشاشة الفضية فحسب، فقد كرست نجمة هوليوود سنوات حياتها الأخيرة لخدمة الأطفال والمحتاجين حول العالم، بصفتها عضوة في منظمة اليونيسف لسنوات عديدة، وسفيرة للنوايا الحسنة منذ العام 1989، نعم نحن نتحدث عن الجميلة أودري هيبورن.  

عمل هيبورن الإنساني لم يقتصر على تقديم تقارير في الإذاعة، فقد شاركت بجولات ميدانية حول العالم من إثيوبيا إلى بنغلاديش وفنزويلا والإكوادور، وها هي هيئة الأمم المتحدة تستعرض اليوم على صفحتها الشخصية صورة لأودري هيبورن بالهيئة وهي تراجع نصاً قدمته في الإذاعة التابعة للهيئة في مثل هذا اليوم في عام 1953.

فما هي الأعمال الإنسانية التي قامت بها هيبورن؟ ولماذا اختارت هذا الطريق؟

#TBT to 1953 as Audrey Hepburn checks a script before recording a program for @unicef on #UnitedNations Radio.⠀ ⠀ Around the world, radio brings people together and helps them access news and information. Radio also promotes diversity and allows voices to be represented and heard.⠀ ⠀ “As we strive to achieve the #GlobalGoals and tackle the climate crisis, radio has a key role to play as a source of information and inspiration alike,” said UN Secretary-General @antonioguterres on Thursday’s #WorldRadioDay.⠀ ⠀ “Let us recognize the enduring power of radio to promote diversity and help build a more peaceful and inclusive world.”⠀ ⠀ ?: UN Photo⠀ ⠀ #ThrowbackThursday #ClimateAction

A post shared by United Nations (@unitednations) on Feb 12, 2020 at 6:35pm PST

قالت هيبورن في إحدى مقابلاتها إنها كانت من بين الأطفال الذين تلقوا الغذاء والمعونة من قبل منظمة اليونيسف في أعقاب الحرب العالمية الثانية.

لم تنس هيبورن المجهود الذي قدمته هذه المنظمة لضحايا الحرب، لذا أرادت أن تقدم نفس المساعدة التي قُدمت لها عندما تكبر، وهذا ما كان، فقد عملت مع المنظمة لسنوات كنوع من إظهار الامتنان.

لم يقتصر نشاط هيبورن على المساعدة المعنوية فقط، بل امتد ليشمل المساهمة الميدانية في نشاطات اليونيسف.

فبعد فترة وجيزة من تعيينها سفيرة للنوايا الحسنة، ذهبت هيبورن في مهمة إلى إثيوبيا، هناك حيث تسببت سنوات من الجفاف والصراع الأهلي في مجاعة رهيبة.

انضمت هيبورن إلى فريق الطوارئ، وكان دورها إيصال المعاناة التي يعيشها السكان المحليون إلى وسائل الإعلام في الولايات المتحدة وكندا وأوروبا على مدار عدة أسابيع.

إذ دأبت على إجراء حوالي 15 مقابلة يومياً مع المتضررين، وشكلت سابقة بالتزامها الشديد مع اليونيسف.

في السنوات التي تلت ذلك قامت هيبورن بسلسلة من الرحلات الميدانية مع فريق اليونيسف، فدعمت مشروع لقاح شلل الأطفال في تركيا، وبرامج تدريب للنساء في فنزويلا، ومشاريع للأطفال الذين يعيشون ويعملون في الشوارع في إكوادور، ومشاريع لتوفير مياه الشرب في غواتيمالا وهندوراس ومشاريع محو الأمية الإذاعية في السلفادور.

كما زارت المدارس في بنغلاديش، ومشاريع للأطفال الفقراء في تايلاند، ومشاريع التغذية في فيتنام ومخيمات الأطفال المشردين في السودان.

باختصار، كان نشاط هيبورن عالمياً بكل معنى الكلمة.

لم تتوقف هيبورن عن دعم القضايا الإنسانية عندما كانت في الولايات المتحدة، ففي الوقت الذي لم تقم فيه هيبورن بأي رحلات ميدانية لدعم القضايا التي تؤمن بها، كانت تنشغل بدعم هذه القضايا بصورة مختلفة.

فقد أدلت على سبيل المثال بشهادتها أمام الكونغرس الأمريكي عما شاهدته في رحلاتها الميدانية حول العالم، وشاركت في مؤتمر القمة العالمي من أجل الطفل، وأصدرت تقارير عن حالة الأطفال في اليونيسف.

علاوة على ذلك استضافت احتفالات جائزة داني كاي الدولية للأطفال، وصممت بطاقات لجمع التبرعات، وشاركت في جولات للحفلات الموسيقية، وألقت العديد من الخطب والمقابلات التي تروج لليونيسف.

رغم مرضها بالسرطان، واصلت هيبورن عملها بلا كلل مع اليونيسف، حيث سافرت إلى الصومال وكينيا والمملكة المتحدة وسويسرا وفرنسا، بالإضافة إلى أعمالها في الولايات المتحدة.

لذا من الطبيعي أن تستحق هذه المرأة الاستثنائية أعلى جائزة مدنية من الولايات المتحدة، وهي ميدالية الحرية الرئاسية، التي حصلت عليها في ديسمبر/كانون الأول 1992. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى