منوعات

منعه القساوسة المسيحيون 100 عام ووصفوه بأنه «صوت الشيطان».. ما هو الغناء الحلقي، وأين نشأ؟

عندما نستمع إلى أحد المغنّين وهو ينتج بأحباله الصوتية نوتة موسيقية حادة أو غليظة، أو ينتقل من واحدة إلى أخرى فيُنتج عن هذا نوعاً مميزاً من الغناء أو الطرب، ولكن عندما نستمع إلى الغناء الحلقي  Throat Singing فسوف نكتشف أن الصوت البشري قادر على ما هو أكثر من هذا. 

في التقرير التالي نعرف ما هو الغناء الحلقي والذي يتميز بجاذبية كبيرة، ويعطي للمستمع تأثيراً مميزاً لا يشبه تأثيراً آخر في عالم الغناء.

وأين نشأ والذي يتميز بجاذبية كبيرة، ويعطي للمستمع تأثيراً مميزاً لا يشبه تأثيراً آخر في عالم الغناء.

الغناء الحلقي Throat Singing يعرف أيضاً باسم Overtone singing هو نوع من الغناء،  أو النداءات الصوتية التي يستطيع من خلالها المؤدي أو المغني أن ينتج أكثر من نوتة موسيقية –طبقة لحن- في الوقت ذاته.

وبحسب ما شرح موقع Smithsonian Institution فوصف الغناء الحلقي بأنه عن طريق حركة الشفاه والحلق وأغشية الحنجرة يستطيع المغني الحلقي إنتاج  تناغمات صوتية مميزة باستخدام أجسادهم فقط بدون استخدام آلات مصنوعة.

ويعتمد الغناء الحلقي بالأساس على إصدار نغمة جهيرة bass note من الحلق، وتشكيلها باستخدام الأحبال الصوتية لإنتاج الغناء.

يختلف المؤرخون حول الموقع الدقيق لنشأة هذا النوع من الغناء، ولكن جميعهم تقريباً يتفقون على أن إقليم «توفا» الروسي الواقع شمال غرب منغوليا هو المكان الأول الذي رُصد فيه الغناء الحلقي منذ قرون.

وبحسب التسمية المحلية، فالغناء الحلقي يسمى Khöömei، ويتعلم مؤدِّي هذا الفن أن يعيد إصدار اهتزازات أحباله الصوتية منذ الصغر، ويؤدي هذا النوع من الفن الرجال بشكل حصري، مستغلين الفضاء الطبيعي في جبال توفا الرائعة.

موطن آخر شهير لهذا النوع من الفن هو شمال كندا، وتحديداً قبائل «إنويت» Inuit، وهم السكان الأصليون لغالبة شمال كندا، التي تشير بعض المصادر إلى أنهم من أصول منغولية أيضاً.

وبخلاف الغناء الحلقي من منطقة توفا، فالغناء الحلقي من إنويت تؤديه النساء بشكل حصري، ويكون عادة تنوعاً غنائياً بين اثنتين من المغنيات، ويعتمد على تقنية تختلف عن الآتية من توفا، فيعتمد غناء إنويت على أصوات شهيق وزفير مقتضبة وحادة ومتناغمة.

بخلاف  نوع آخر من الغناء الحلقي يمارسه أهل إنويت  ولكن يصاحبه الرقص والطبول. ورغم أن قبائل إنويت ليس لديهم أية سجلات تاريخية، فإنهم يعلمون يقيناً أن الغناء الحلقي تراث «إنويتي» أصيل منذ آلاف السنين.

تجدر الإشارة إلى أن عروض الغناء الحلقي تحوز إعجاب الطبقات الراقية، وتمت تأدية بعض فقرات من الغناء الحلقي في حفلات ملكية كندية -كندا ما زالت رسمياً تحت تاج المملكة المتحدة- حضرها العديد من أفراد العائلة الملكية من ويلز.

وتجدر الإشارة إلى أن الغناء الحلقي لقبائل إنويت الكندية مُنع لمدة 100 عام بأمر القساوسة المسيحيين بحجة أنه «غير لائق» أو «فظّ» أو «صوت الشيطان»، وإن لم يمنع هذا شباب قبائل إنويت من تعلّم الغناء الحلقي من أجدادهم كإرث ثقافي قبلي لهم.

في بداية الثمانينيات رفع المنع عن الغناء الحلقي في كندا، وعاد ليظهر من جديد بمثابة إرث ثقافي لأهل المنطقة القطبية الشمالية في كندا. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى