ثقافة وادب

أنجبت رئيسين إسرائيليين ولا تزال تحتفي بلينين رغم مرور 29 عاماً على سقوط الشيوعية.. ما لا تعرفه عن بيلاروسيا

تشهد شوارع روسيا البيضاء احتجاجات عارمة غير مسبوقة، فجرتها نتائج الانتخابات الرئاسية التي يعتقد على نطاق واسع أنها زوّرت لصالح الرئيس الحالي آلكسندر لوكاشينكو الذي حكم البلاد منذ استقلالها عن الاتحاد السوفييتي في العام 1994، ليكون بذلك أطول حكام أوروبا خدمةً.

لا تعدُّ روسيا البيضاء – أو بيلاروسيا – من الدول الحاضرة في المشهد السياسي العربي، لكن التظاهرات غير المسبوقة التي تشهدها البلاد أثارت اهتمام الإعلام العالمي، سيما أنها تقع ضمن “الحظيرة الخلفية” لروسيا.

فيما يلي نقدّم لك مجموعة من المعلومات عن روسيا البيضاء، حتى تكون في صورة الحدث حال نجحت الاحتجاجات الشعبية في الإطاحة بلوكاشينكو.

بعد دقائق من تصريح الرئيس البيلاروسي آلكسندر لوكاشينكو الأحد 16 أغسطس/آب 2020، بالتصدي للمتظاهرين الذين وصفهم بأنهم “جرذان” و”قمامة” و”قطاع طرق”، نظم المتظاهرون المناهضون للحكومة أكبر احتجاج لهم في تاريخ البلاد، خرج فيه أكثر من 200 ألف متظاهر في وسط العاصمة مينسك.

كان ذلك بعد أسبوع من الاشتباكات العنيفة مع متظاهري المعارضة وإضرابات في مؤسسات الدولة الكبرى، انتهت بإعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في 9 أغسطس/آب بفوز لوكاشينكو بنسبة 80%.

ويسعى المتظاهرون للإطاحة بلوكاشينكو الذي حرص منذ توليه الحكم على الحفاظ على تركة الشيوعية السوفييت، فظل جزء كبير من التصنيع تحت سيطرة الدولة، وبقيت القنوات الإعلامية الرئيسية موالية للحكومة حتى أن الشرطة السرية القوية لا تزال تسمى KGB، الاسم الذي كان يُطلق على جهاز المخابرات سيئ السمعة في الاتحاد السوفييتي.

حاول لوكاشينكو أن يسوّق نفسه ك قومي صارم بطريقة مباشرة، و أنه يدافع عن بلاده من التأثيرات الأجنبية “الخبيثة” لضمان الاستقرار.

في المقابل، يشتكي الناس في بيلاروسيا من الفساد المستشري والفقر، ونقص الفرص والأجور المنخفضة. وقد تفاقم هذا الوضع بسبب أزمة فيروس كورونا. ويصف المعارضون تعامل رئيسهم مع جائحة كورونا بأنه غير مسؤول وأنه اقترح محاربة الفيروس بالفودكا الساونا العمل جاد دون أن يفرض أي حظر، كما جاء في The Washington Post.

قبيل الانتخابات الرئاسية، قامت الحكومة بحملة قمع وحشية ضد المعارضين اعتقلت فيها ما يقارب 7 آلاف شخص عشوائياً كما جاء في موقع BBC. عبر الشعب عن غضبهم في الخروج بمظاهرات وعندما جاء رد الحكومة أكثر وحشية، بدأوا بالخروج إلى شرفات منازلهم يصرخون مطالبين رئيسهم بالرحيل. كما قامت الحكومة بسجن اثنين من مرشحي المعارضة وأجبرت المرشحة سفيتلانا تيكانوفسكايا على مغادرة البلاد بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات كما جاء في The New York Times.

Understanding leaving their home would be followed by detentions, Belarusians shout from their balconies. They ask Lukashenko to leave the power #Minsk #Belarus #belaruselections #Беларусь pic.twitter.com/KnaFs85d0J

وبعد الإعلان عن فوز الرئيس بالانتخابات، انسحب موظفو التلفزيون الرسمي وانضموا إلى الاحتجاجات كما سبق ذلك عدة استقالات رفيعة المستوى.

وقد تعرض لوكاشينكو لصيحات استهجان من العمال المضربين عندما زار مصنعاً للجرارات، واستقال عدد من المسؤولين وضباط الشرطة الحاليين والسابقين.

بعيداً عن السياسة ودهاليزها، نستعرض فيما يلي مجموعة من الحقائق عن بيلاروسيا.

تقع بيلاروسيا شرق أوروبا، وهي دولةٌ داخلية لا تطل على أي بحار أو محيطات. يحدّها من الشرق روسيا وأوكرانيا، ومن الشمال لاتفيا وليتوانيا، ومن الغرب بولندا، ومن الجنوب أوكرانيا.

تبلغ مساحتها حوالي 202 ألف كيلومتر (أكبر بقليل من سوريا)، ويقطنها حوالي 9.5 مليون نسمة، يعتنق 55.4% منهم المسيحية، فيما يتبع 3.3% من السكان دياناتٍ أخرى، وتبلغ نسبة الملحدين 41.1%. 

كانت روسيا البيضاء من ضمن أكثر البلاد تضرراً  في الحرب العالمية الثانية، ويقدّر  أنها فقدت حوالي 25% من سكانها عندما حاولت ألمانيا النازية غزو الاتحاد السوفييتي.

مات في الحرب أكثر من 1.6 مليون مدني و600 ألف جندي سوفييتي في بيلاروس، بما في ذلك جميع السكان اليهود الذين أحرقهم هتلر في محارقه النازية.

ورغم انهيار الاتحاد السوفييتي في العام 1991 وسقوط التيار الشيوعي في معظم دول العالم، لا تزال بيلاروسيا تحتفي بهذا الإرث الثقافي؛ ففي كل مدينة في البلاد شارع على الأقل يحمل اسم المفكّر السياسي والمنظّر الشيوعي الروسي فلاديمير لينين الذي حكم الاتحاد السوفييتي بين 6 يوليو/تموز  1923 و21 يناير/كانون الثاني 1924.

مينسك هي عاصمة بيلاروسيا. تأسست المدينة عام 967، وهي أقدم حتى من العاصمة الروسية موسكو. يعيش اليوم حوالي 2 مليون شخص في مينسك وهي أكبر مدينة في بيلاروسيا.

تم تدمير العاصمة بالكامل خلال الحرب العالمية الثانية، و كان المخطط أن يتم إعادة بنائها في مكان مختلف، على بعد حوالي 30 كيلومتراً من المكان الأول، بسبب مساحة كبيرة من الأنقاض. ولكن أعيد بناؤها في نفس المكان وهي الآن مدينة جميلة للغاية بها الكثير من عوامل الجذب الفريدة لزوارها.

مينسك مدينة خضراء ونظيفة للغاية. بالإضافة إلى العديد من المتنزهات و الحدائق، يوجد فيها ثالث أكبر حديقة نباتية في العالم.

تعتبر العاصمة مدينةً آمنةً للغاية،  حيث احتلت المرتبة 351 من حيث الخطر في قائمة 378 المدن الأكثر خطورة في العالم، وهي المدينة الأكثر أماناً بين دول الاتحاد السوفيتي السابق. تعد بيلاروسيا نفسها واحدة من أكثر الدول أماناً في العالم وفقاً للإحصاءات.

أطول شارع في بيلاروسيا هو شارع الاستقلال في مينسك والذي يعتبر بهندسته المعمارية الفريدة نصباً تذكارياً في حد ذاته. يبلغ طول الشارع أكثر من 15 كم وهو مرشح للإدراج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي.

تعد المكتبة الوطنية لجمهورية بيلاروسيا، التي افتتحت في عام 2006 في مينسك، واحدة من أكبر المكتبات في العالم. بمساحة بناء إجمالية تبلغ 112 ألف متر مربع. تشغل الكتب 55 ألف متر مربع ويزن هذا الهيكل بأكمله 115 ألف طن.

ولد رئيسان إسرائيليان في بيلاروسيا؛ هما حاييم وايزمان، وشمعون بيريز الحائزين على جائزة نوبل للسلام. كما كان سيمون كوزنتس أول بيلاروسي يفوز بجائزة نوبل في الاقتصاد عام 1971، وسفيتلانا أليكسيفيتش في الأدب، وزورس إيفانوفيتش ألفيروف في الفيزياء.

بعض الشخصيات المشهورة الأخرى ذات الجذور البيلاروسية تشمل هاريسون فورد (أجداده كانوا مهاجرين من بيلاروسيا)، ومصمم الأزياء الأمريكي الشهير رالف لورين، والممثل الأمريكي مايكل دوغلاس، والممثلة الحسناء سكارليت جوهانسون.

ألغيت عقوبة الإعدام بالكامل في جميع الدول الأوروبية باستثناء بيلاروسيا.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى