ثقافة وادب

بعضها سُرق فاشتهر، والآخر عبَّر عن أمراض نفسية.. أشهر 10 لوحات في العالم

في كل عام، تمُرّ فنون تُقدّر قيمتها بمليارات
الدولارات عبر دور المزادات العالمية، في حين يحتفظ كل متحف بعشرات الآلاف -وربما
مئات الآلاف- من الأعمال الفنية داخل مجموعاته. 

لكن القليل من تلك الأعمال الثمينة هي التي
تُحقّق الشهرة المطلوبة لتصير أسماء لامعة.

وبحسب شبكة CNN ونتائج البحث على محرك جوجل، جُمعت عشرات من أشهر التحف الفنية بدايةً من الأعمال
الكلاسيكية مثل «الموناليزا» و «الموجة الكبيرة في كاناغاوا»
و «سالفاتور مندي»، وصولاً إلى الأعمال الأكثر معاصرة مثل «صقور
الليل» وسلسلة «كلاب يلعبون البوكر».

ووفقاً لتلك النتائج هذه هي أشهر 10 لوحات في العالم جرى البحث عنها:

ليس من المُفاجئ أن تكون لوحة المرأة الغامضة ذات
الضحكة الساحرة هي اللوحة الأشهر في العالم، لكن شهرتها هي واحدةٌ من الأمور
المؤكدة القليلة حول هذا العمل الفني.

ويُعتقد أنّ المرأة الجالسة في اللوحة هي ليزا غيرارديني، زوجة التاجر الفلورنسي فرانشيسكو ديل جوكوندو، لكن الخبراء ليسوا واثقين من ذلك. 

ومثّلت اللوحة ابتكاراً في عالم الفن، إذ إنّها
أول رسمة بورتريه إيطالية تُركّز عن قربٍ على شخصيةٍ جالسة في بورتريه لنصف الجسم،
وذلك وفقاً لمتحف اللوفر حيث
عُرِضَت اللوحة للمرة الأولى عام 1804.

هل تعلم أنّ المؤرخين يقولون إنّ لوحة الموناليزا
لم تكُن معروفةً خارج الأوساط الفنية قبل القرن العشرين؟ ولكن في عام 1911، سرق
موظفٌ سابق باللوفر اللوحة وأخفاها لعامين. 

وساعدت تلك السرقة على ترسيخ مكانة اللوحة في
الثقافة الشعبية منذ ذلك الحين، كما عرّفت الملايين على فن النهضة.

يُعَدُّ ليوناردو، فنان النهضة الأصلي، هو الفنان
الوحيد الذي يحتل مركزين في هذه القائمة.

ورُسِمَت هذه اللوحة في عصرٍ كانت المشاهد
الدينية لا تزال موضوعاً رائجاً خلاله، وتُصوّر لوحة العشاء الأخير آخر مرةٍ تناول
فيها المسيح الطعام مع تلاميذه قبل صلبه.

واللوحة هي عبارةٌ عن صورةٍ جصية ضخمة، بطول 4.6
متر وعرض 8.8 متر، مما يجعلها مشهداً رائعاً.

هل تعلم أنّ هذه الصورة الجصية نجت من تهديدَي
حرب؟ إذ استخدمت قوات نابليون حائط حجرة الطعام، التي رُسِمت داخلها اللوحة،
للتدريب على الرماية. 

وتعرّضت للهواء طوال سنوات، حين دمّرت أعمال القصف خلال الحرب العالمية الثانية سقف دير الدومينيكان بكنيسة سانتا ماريا ديلي غراسي في ميلان.

إنّ الرسم التجريدي الذي لا مثيل له هنا هو خير
مثالٍ على ابتكار فان جوخ واستخدامه الجريء لضربات الفرشاة السمكية. 

إذ أثارت درجات اللونين الأزرق والأصفر الصادمة،
والأجواء الحالمة المُتموّجة، اهتمام عشاق الفن طوال عقود.

هل تعلم أنّ فان جوخ كان يعيش داخل ملجأ في سان
ريمي بفرنسا حين رسم لوحة ليلة النجوم؟ إذ كان يُعالَج من مرضٍ عقلي، وهناك استمد
الإلهام من المشهد الذي يُطِل عليه شباكه.

بادئ ذي بدء، ليست الصرخة عملاً فنياً منفرداً،
إذ تقول مدونة المتحف البريطاني إنّ هناك
لوحتين تصويريتين ولوحتي باستيل زيتي، وعدداً غير مُحدّد من اللوحات
المطبوعة. 

وتُوجد اللوحات داخل المتحف الوطني ومتحف مونك،
وبيعت إحدى لوحات الباستيل الزيتي بالمزاد العلني مُقابل 120 مليون دولار تقريباً
في عام 2012.

وكما هو الحال مع الموناليزا أدّت السرقات
الجريئة للنسختين التصويريتين من الصرخة (عام 1994 و2004) إلى زيادة الوعي العام
بتلك الأعمال الفنية. 

وعُثِر على اللوحتين بنهاية المطاف.

هل تعلم أنّ الجسم الخنثوي الموجود في مقدمة لوحة الفن الجديد لا يصرخ، ولكنه يُحاول حجب صراخ الطبيعة الثاقب، والفكرة مستلهمةٌ من تجربةٍ حقيقية مرّ بها مونك أثناء تجوّله في أوسلو وقت غروب الشمس، حين غمرت حواسه صبغةٌ دراماتيكية حمراء.

هذه هي أحدث لوحات القائمة، وهي تُصوّر القصف
الجوي الألماني لبلدة غرنيكا في منطقة الباسك خلال الحرب الأهلية الإسبانية.

وتتمتّع اللوحة بأسلوب بيكاسو المميّز، إذ كان
فحصها الصريح لأهوال الحرب هو ما جعلها جزءاً أساسياً من ثقافة وتاريخ القرن
العشرين.

هل تعلم أنّ لوحة غرنيكا نُقِلت إلى متحف
المتروبوليتان للفن الحديث في نيويورك خلال الحرب العالمية الثانية من أجل
حمايتها؟ 

وطلب بيكاسو إطالة أمد بقائها حتى عودة
الديمقراطية إلى إسبانيا. وعادت اللوحة بنهاية المطاف إلى مدريد عام 1981، أيّ بعد
ست سنواتٍ من موت الديكتاتور الإسباني المُعمّر فرانشيسكو فرانكو.

الفنان: غوستاف كليمت

التاريخ التقريبي: من عام 1907 إلى عام 1908

الموقع: متحف بيلفيدير في فيينا بالنمسا

في اللوحة السادسة على هذه القائمة، ننتقل من
دراسة الكراهية إلى دراسة الحب، مع لوحة القبلة المحبوبة لغوستاف كليمت.

ورسم كليمت هذه اللوحة خلال «فترته
الذهبية»، إذ يظهر تأثُّره بالفن البيزنطي في الأثواب شديدة الزخرفة التي
يرتديها الزوجان الشغوفان بالحجم الطبيعي.

ويقول متحف بيلفيدير إنّ
كليمت قدّم من خلال لوحة القبلة «بياناً تمثيلياً عاماً حول كون الحب قائماً
في مركز الوجود البشري». 

ويبدو أنّ الناس يتفقون مع هذا الرأي، نظراً
للقبول الجذاب الذي تتمتّع به اللوحة.

هل تعلم أنّ لوحة القبلة ليست للبيع، لكن أعمال
كليمت الأخرى تُباع وتُشترى مقابل مبالغ ضخمة، إذ باعت أوبرا وينفري لوحة رسمت
العام 1907 «أديل بلوخ باور الثانية» مُقابل 150 مليون دولار عام 2016،
بربحٍ رائع يصل إلى 60 مليون دولار.

تُقارن هذه اللوحة المفضلة المثيرة للاهتمام
عادةً بلوحة الموناليزا. ورغم اختلافات الأسلوبين، فإن لوحة الفتاة ذات القرط
اللؤلؤي لا تُعد «بورتريه»؛ إذ إنَّها من فئة التروني، وهي كلمة هولندية
لوصف تصوير شخصيات خيالية بتفاصيل مُبالغ فيها.

وتُعَدُّ الألوان الزيتية على قماش التحفة الفنية
رائعةً بسبب بساطتها، إذ ينصبّ تركيز اللوحة بالكامل على الفتاة التي ترتدي عمامةً
باللونين الأزرق والذهبي وقرطاً لؤلؤياً ضخماً، مع خلفيةٍ داكنةٍ فقط وراءها.

هل تعلم أنَّ لوحة الفتاة ذات القرط اللؤلؤي سافرت في جولةٍ بالولايات المتحدة وإيطاليا واليابان؟ وذلك إبان أعمال التجديد التي أُجرِيَت على
متحف ماورتشهاوس بين عام 2012
و2014. 

وجذبت اللوحة جماهير عريضة، مما عزَّز مكانتها بوصفها واحدةً من أشهر
الأعمال الفنية في العالم.

أقدم لوحةٍ على قائمة اللوحات الأشهر في العالم، وتتنافس مع لوحة
القبلة على لقب اللوحة الأكثر شاعرية. ورُسِمَت ولادة فينوس على الأرجح بتكليفٍ من
أحد أفراد عائلة ميديتشي الثرية والعاشقة للفن، والتي حكمت فلورنسا والمناطق
المُحيطة بها لقرون.

وخلق بوتيتشيلي شخصيةً لا تُنسى، تُظهِر إلهة الحب وهي تخرُج من
قوقعةٍ مشطية ضخمة، عن طرق المزج بين الاهتمام المُتجدّد بالثقافة اليونانية
الكلاسيكية وبين أسلوب عصر النهضة المُبكّر.

هل تعلم أنَّ لوحة فينوس الخاصة ببوتيتشيلي شهدت خروجين عن النص الذي
التزمت به غالبية الأعمال الأخرى لمُعاصريه؟

فأولاً، رسم بوتيتشيلي اللوحة على القماش بدلاً من الخشب الشائع
آنذاك. وثانياً، كان العُري نادراً في عصره، لذا فإنَّ هناك ضرباً من الجرأة في
تصوير فينوس عاريةً بالكامل، باستثناء شعرها الطويل المُنسدل ويديها اللتين غطتا
(بالكاد) أكثر أجزاء جسمها حميمية.

مدريد هي المدينة الوحيدة على هذه القائمة التي ستعثر فيها على
اثنتين من أشهر 10 لوحاتٍ في العالم، الأولى هي غرنيكا في المركز الخامس، والثانية
هي الوصيفات في المركز التاسع.

والوصيفات، المعروضة داخل متحف ديل برادو الشهير والضخم، هي أشهر
لوحات دييغو فيلاسكيز، وواحدة من أكبرها حجماً. وسحر تعقيد العمل عقول النقاد
والجمهور طوال قرون.

وتُؤدّي اللوحة دور البورتريه المزدوج. إذ تُعَدُّ صورة بورتريه
جماعي للعائلة الملكية الإسبانية، و «بورتريه» شخصياً لفيلاسكيز نفسه في
العمل على اليسار.

هل تعلم أنّ الملك فيليب الرابع، ملك إسبانيا بين عام 1621 و1665، هو من أمر برسم لوحة الوصيفات؟ وظلّت اللوحة داخل قصره الملكي حتى عام 1819، حين نُقِلَت إلى متحف ديل برادو.

تُغطّي أشهر أعمال الفنان الشهير مايكل أنجلو قسماً كاملاً من سقف
كنيسة سيستينا، وعليك أن تنظر للأعلى حتى تراها. ويُصوّر المشهد الإله وآدم بأذرعٍ
ممدودة، وتكاد أصابعهما تتلامس. وهي واحدةٌ من أكثر الصور التي جرت مُحاكاتها في
التاريخ.

وتُلمح تفاصيل آدم العضلية إلى موهبة مايكل أنجلو الأخرى، إذ إنّ
تمثال داود يُمكن اعتباره أشهر تماثيل العالم. ويُمكنك رؤية التمثال الرخامي
الشاهق في معرض الأكاديمية بفلورنسا.

هل تعلم أنّ سقف كنيسة سيستينا بهت بسبب قرونٍ من التعرّض لدخان
الشموع، إلى جانب أشياء أخرى؟ ولكن بعد عملية تنظيفٍ طويلة ومُكثّفة استمرت حتى
عام 1989؛ صُعِق الناس لرؤيتهم الألوان الزاهية والحيوية التي استخدمها مايكل
أنجلو في الأصل.

إليك خمس لوحاتٍ شهيرة أخرى أوشكت أن تكون جزءاً من قائمة أشهر 10
لوحاتٍ في العالم:

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى