ثقافة وادب

من بينهم خليفة عربي.. أقصر فترات حكم لملوك ورؤساء في التاريخ

ليس مثيراً للدهشة أن نسمع بحكام أو ملوك ظلوا في الحكم لفترات طويلة، خاصة في عالمنا العربي، ولكن عندما نتحدث عن أقصر فترات حكم لملوك ورؤساء في التاريخ، فإن الأمر قد يثير دهشتنا، خاصة إذا كان من بينهم اسم عربي لأحد الخلفاء الإسلاميين.

من بين حكام وملوك ورؤساء العالم كانت هناك أمثلة غير اعتيادية لفترات حكم قصيرة، ربما نتجت عن أسباب داخلية، أو طارئة، وفي تقريرنا نطلعكم على أقصر فترات حكم مرت على العالم وسجلها التاريخ.

في أغسطس/آب 1830 حكم الملك لويس التاسع عشر فرنسا رسمياً، ولكن الحكم كان لمدة 20 دقيقة فقط! فبعد أن تنازل والده الملك تشارلز العاشر عن الحكم في أحداث ثورة يوليو (تموز) 1830، وقّع رسمياً لويس التاسع عشر على وثيقة قبوله بالحكم.

ولكن بعدها تنازل بدوره رسمياً عن الحكم لصالح ابن أخيه هنري دوق بوردو، بعدما أجبره والده الملك تشارلز العاشر على التنحي نظراً لطباعه الحادة وشخصيته غير المحبوبة في الأوساط الملكية. بعد تولي هنري دوق بوردو الحكم، انتقل لويس التاسع عشر إلى اسكتلندا وأقام فيها حتى مماته.

الإمبراطور الصيني مو جين (اسمه الحقيقي هو وانيان شينغلين) تولى الحكم في فبراير/شباط 1234، في فترة عصيبة كانت الصين تواجه فيها العديد من الصراعات والحروب الداخلية، والخارجية أيضاً، ولكن الإمبراطور آيزونغ الذي سبقه، الذي تعتبره مصادر التاريخ آخر حكام أسرة جين رسمياً، هو من طلب منه رسمياً تولي الحكم بدلاً منه.

وفي ليلة تنصيبه يوم 9 فبراير/شباط، هجمت جيوش المغول وأغارت على الصين، واجتاحت المدن واحدة تلو الأخرى، حتى سقط الإمبراطور مو جين قتيلاً في المعركة، بعد سويعات قليلة من توليه الحكم في الصين.

يجدر بالذكر أن الإمبراطور آيزونغ الذي سبقه وطلب منه تولي الحكم انتحر قبل بدء المعارك خوفاً من القبض عليه، وهو ما جعله في التاريخ الصيني يبدو في صورة أكثر الأباطرة جبناً، بينما خلدت المصادر التاريخية مو جين كأحد أشجع الرجال في تاريخ الصين.

هو أحد الخلفاء العباسيين، وشاعر شهير في التراث العربي، وأسس علماً في البلاغة سُمي علم (البديع)، وكان يشتهر باسم أبوالعباس.

وبحسب كتاب عبدالله بن المعتز العباسي للدكتور محمد الكفراوي، فقد ولد عام (247 هـ – 861م)، في بغداد، وكان أديباً وشاعراً، وأطلق عليه خليفة يوم وليلة، إذ آلت الخلافة العباسية إليه عام 296هـ.

ولكن الصراع على كرسي الخلافة حرمه من منصبه بسرعة شديدة، إذ لم يلبث في الحكم يوماً واحداً حتى أرسل المقتدر بالله، أحد مستشاري الخلافة آنذاك، رجاله ليحاولوا التخلص منه مباشرة أو عن طريق جاسوس في قصره، وقتل عبدالله بين المعتز بالله العباسي في عام  296هـ – 909م، وجلس على كرسي الخلافة المقتدر بالله في غضون يومين، بعدما أزاح عبدالله بن المعتز.

ديديوس يوليانوس تولى حكم إمبراطورية الروم عقب أحداث تمرد في بلاط روما، أدت إلى اغتيال الإمبراطور السابق له (بيرتناكس) في عام  193م على يد مجموعة من جنود منافسيه، عرفوا باسم جنود الحرس الإمبراطوري.

وبعد مقتله عرضوا جثته لأعلى ثمن في ساحة القصر، فتقدم ديديوس يوليانوس وكان أحد أكبر أثرياء روما آنذاك، وعرض ما قيمته 25 ألف قطعة نقود لكل حارس في مقابل الجثة -وهو ما يعني أن المشتري سوف يكون هو الإمبراطور- وبالفعل حصل عليها، ولكنه كان قليل الخبرة بأمور الحكم، شديد الخوف من بطش الجيش به، وسرعان ما حدث ما خشِيَه ديديوس يوليانوس، واغتيل بعد 65 يوماً من توليه الحكم على يد رجال الجيش، وبعض الساسة المتآمرين.

عقب ثورة شينهاي الصينية على الإمبراطور (بويي) عام 1912، برز اسم يوان شيكاي أثناء توليه قيادة أحد فيالق الجيش الصيني، وسرعان ما استطاع تولي قيادة البلاد المضطربة بمنصب رئيس الدولة الصينية، بعدما أسقط الشعب الحكم الملكي أو الإمبراطوري القائم على التوريث وأعلن الجمهورية.

وحاول بعدها يوان شيكاي بكل قوة إعادة النظام الملكي/الإمبراطوري، تمهيداً لتوريث نسله الحكم، ولكن الثورة التي كانت قد هدأت عادت للاشتعال عندما أعلن نفسه إمبراطوراً، ولكن استسلم يوان شيكاي لرغبة الشعب الثائر، وأعاد الصين إلى الحكم الجمهوري مرة أخرى بعدما قضى مدة 101 يوم فقط بمثابة إمبراطور، امتلأت جميعها بأعمال الشغب والمسيرات الاحتجاجية.

الإمبراطور إسحاق الثاني حَكَم الإمبراطورية البيزنطية مرتين، الأولى استمر فيها حكمه مدة 10 سنوات من 1185 إلى 1195، ولكن شقيقه الذي عُرف باسم ألكسيوس الثالث قام بثورة ضده وعزله من الحكم بعد أن عذّبه وأفقده البصر، ثم سجنه في قبو بعيد لمدة 8 سنوات.

ولكن عندما مرت الحملة الصليبية الرابعة بالأراضي البيزنطية هاجمت شقيقه، وعزلته، ثم أعادت إسحاق الثاني إلى الحكم برفقة ابنه ألكسيوس الرابع، ولكنه لبث في الحكم مدة 179 يوماً فقط، قبل أن يواجه سخطاً شعبياً عندما لم يلبِ طلبات الشعب، الذي كان يعاني آنذاك من مشاكل اقتصادية، فاستغلّ هذا السخط غريمه السابق وشقيقه أليكسيوس الثالث، وأعاد الاستيلاء على الحكم، بعد أن قتل إسحاق الثاني وسجن ابنه ألكسيوس الرابع.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى