اخبار إضافيةالأرشيف

أرفضُ العيشَ في مملكة الحشرات .

بقلم الإعلامى

مهندس محمود صقر

22/04/2019
بيت النحل أو النمل في غاية الدقة والإتقان ، يبنيه جيش من الحشرات، كل حشرة في جيش الحشرات تعرف وظيفتها، ولكل منهم درجته الوظيفية في هذا الجيش.
وبرغم الدقة المتناهية والنظام البديع والالتزام الوظيفي، فبيت النحل أو النمل كما هو لم يتطور في الماضي ولن يتطور في المستقبل.!
أما بيت الإنسان فلم ولن يقف عند حد في التطور، ولم ولن يكون في وضع ثابت يلتزم به كل الناس.
فالإنسان يختلف عن سائر المخلوقات بما وهبه الله من خيال وإبداع وابتكار وإرادة حرة للاختيار.
ويوم يفقد المجتمع الإنساني تلك الصفات الإنسانية فهو يفقد أخص خصوصيات الإنسانية ويتحول إلى مجتمع “حَشَري“.
وقد خاضت بعض النظم السياسية تلك التجربة بالفعل.
فالنظم الشيوعية والفاشية والعسكرية حاولت تحويل مجتمعاتها إلي معسكرات عمل.
وبالفعل نجح بعضها من خلال النظم الصارمة في خلق منظومة إنتاج ناجحة من خلال إدارة عسكرية منظمة ومنضبطة ومطيعة وتنفذ الأوامر بلا نقاش.
وبدت مجتمعاتها كخلية نحل دقيقة منظمة لها ملك وشغالة ويعاسيب، واستطاعت أن تبني بيوتاً ومصانع وأسلحة وتكنولوجيا….
ثم ماذا كانت النتيجة.؟
انهارت تلك الدول ذات البناء الذي يبدو منظماً ومتيناً، انهياراً مفاجئاً، لأنها ببساطة ضد الفطرة الإنسانية المجبولة علي التطلع للحرية والإبداع والاختيار والمسئولية.
ومن هنا رفضَت كل المجتمعات المتطورة هذه النظم “الحشرية” البائدة.
وأي نظام من شأنه أن ينزع عن الإنسان تلك الحرية ويعفيه من مسئولية الاختيار الحر، أو يشتري ذمم الناس ويسلب عقولهم ويقودهم بالغش والخداع ليكونوا مجرد حشرات لبناء صروح الزعامة، هو نظام غير إنساني، ومحكوم عليه بالفشل، ومحكوم على بنائه الهش بالانهيار المفاجئ.
ولا شك أن هذا المجتمع الحشري مسلوب الإرادة هو مجتمع يروق لبعض الناس، فكثير من الناس يعشق عيشة النحل، يتبع أوامر الملكة ويثق في عقلها المدبر ويكتفي بوظيفة “الشغالة أو اليعسوب” ليضمن له مكاناً داخل الخلية.
ولكن الفطرة السوية ترفض عيش الحشرات .. حتى لو كانت غارقة في عسل.. مملكة النحل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى