تكنولوجيا

جدال حول تطبيقات الخصوبة.. غير مجدية وتنتهك الخصوصية

تعتمد النساء في العادة على زيارة أطباء أمراض النساء لمتابعة صحتهن الإنجابية. لكن تطبيقات الخصوبة هي طريقة يتزايد استخدامها حالياً لمتابعة التغيرات الشهرية والتي تشير إلى ارتفاع احتمالات حمل المرأة أو انخفاضها.

ما مدى فاعلية هذه التطبيقات؟ وكيف يمكن لمشاركة هذه المعلومات الحميمية عبر الإنترنت أن تؤثر على خصوصيتك؟

حلل باحثون، يعملون مع جامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا، 200 ألف مستخدمة لتطبيقين من هذه التطبيقات Sympto وKindara.

يستخدم كلا التطبيقين وسيلة «درجة الحرارة والأعراض» لتحديد فترات الخصوبة خلال دورة الطمث، عن طريق تسجيل حالة إفرازات عنق الرحم ودرجة حرارة الجسم وأعراض جسدية أخرى.

صُممت الدراسة لتحدد ما هي المعلومات التي قررت المستخدمات متابعتها طواعية عبر هذه التطبيقات، ولتكشف إذا ما كانت هذه المعلومات تنبأت بدقة بتوقيت التبويض.

خلص الباحثون إلى أن متوسط مدة ومدى مرحلة الجُرَيب (مرحلة نضج البويضة) كانت أكبر مما سبق تسجيله، هذه المرحلة تبدأ بها دورة الطمث وتنتهي عند حدوث التبويض.

أظهرت نماذجهم أن 24% فقط من التبويض حدث عند اليوم 14 و15 من الدورة، وفق ما نشر موقع Healthline.

ولكن أثبتت البيانات أن كلاً من المدة والمدى لمرحلة الطور الأصفري (الطور الإفرازي) كانت متفقة مع نتائج الدراسات الأخرى.

قال د. جوشوا هيرويتز، أخصائي الغدد التناسلية الصماء وأخصائي العقم لدى Reproductive Medical Associates في ولاية كونيتيكت بالولايات المتحدة الأمريكية، لموقع Healthline: «يمكن لتطبيقات متابعة التبويض أن تكون دليلاً ممتازاً للنساء اللاتي يحاولن أن يحملن أو يتجنبن الحمل. لكنها لا تصلح لكل النساء».

وتابع: «المريضة المُعتادة التي لا يصلح لها التطبيق هي أي سيدة لا تحظى بتبويض مُنتظم. كلما ازداد عدم انتظام دورة السيدة، قلت فائدة التطبيق لها».

د. هيرويتز طبيب معتمد من المجلس الأمريكي في تخصص أمراض النساء والولادة والغدد الصماء التناسلية. 

أضاف د.هيرويتز أن التطبيقات يمكنها مساعدة النساء على التعلم عن أجسامهن ودوراتهن. وقال: «لكن عواقب حمل غير مقصود لا تَحتمِل المخاطرة باستخدام التطبيقات كوسيلة مطلقة لمنع الحمل».

بدورها قالت د. تارا بودينيتس، أخصائية الغدد التناسلية الصماء والعقم لدى Abington Reproductive Medicine في جامعة سانت لوك للصحة في ولاية بنسلفانيا، إن تطبيقات الخصوبة ليست دائماً فعالة في ترجمة البيانات بدقة لأن دورة كل سيدة مختلفة.

وقالت د. بودينيتس: «لو أنكِ لست ضمن المدى والسن الطبيعيين، يمكن أن يخطئ التطبيق في التنبؤ بوقت التبويض والدورة لديكِ، بكوني طبيبة يمكنني مساعدة المريضات على الفهم إذا كان تطبيق الخصوبة يتنبأ لهن بدقة بفترة الخصوبة ووقت التبويض عن طريق اختبارات الدم التأكيدية».

تقول د. بودينيتس إن واحدة من مميزات هذه التطبيقات هي مساعدة النساء على أن يصبحن أكثر وعياً بأجسامهن ومعرفة إذا كانت هناك أي مشكلة».

وأوضحت: «على سبيل المثال، إذا كانت دوراتك في العادة مدتها 30 يوماً والآن أصبحت 50 يوماً، ينبغي أن يدفعك هذا لزيارة طبيب أمراض النساء والتوليد من أجل تقييم إضافي».

وأضافت: «لكن وسيلة «التقويم» أو «الوتيرة» التي يتجنب فيها الزوجان ممارسة العلاقة الجنسية حول وقت التبويض، ليست ناجحة بوجه عام في منع الحمل مقارنة بالوسائل الأخرى مثل حبوب منع الحمل والوسائل الرحمية لمنع الحمل (اللولب الرحمي) وحتى الواقيات الذكرية».

وتابعت أنه للنساء غير القادرات على استخدام أي وسيلة أخرى لمنع الحمل، يمكن للتطبيق مساعدتهن على تحديد وقت تجنب ممارسة العلاقة الجنسية.

وقالت: «مع أنها ليست أفضل وسيلة ولا أكثرها دقة، إلا أنها أفضل من عدم فعل أي شيء».

نوه هيرويتز أنه هناك مخاطر إذا لم يستخدم التطبيق بصورة سليمة.

وأوضح: «إذا كانت المرأة لا تستخدم التطبيق بصورة سليمة، يمكنها أن تزيد مخاطر حدوث حمل إذا كانت تحاول تجنب الحمل، أو يمكن أن تهدر وقتاً ثميناً إذا كانت تحاول أن تحمل».

وقالت بودينيتس: «يختلف كل تطبيق عن الآخر في البيانات التي يجري إدخالها. لو أنك تسجلين معلومات تعريفية شخصية مثل اسمك ورقم هاتفك وعنوانك وتاريخ ميلادك وعنوان بريدك الإلكتروني، يمكن أن يساء استخدام هذه المعلومات من قبل أطراف أخرى».

وحذرت من أن تطبيقات الخصوبة لا تحقق معايير الخصوصية نفسها التي يلتزم بها الطبيب لأنها لا تخضع كلها لقانون HIPAA.

اتفق هيرويتز مع هذا الرأي. وقال: «لا تحقق تطبيقات الخصوبة معايير الممارسة الطبية المحترفة. لذلك لا يوجد ضمان أن البيانات لن تُسرق أو يساء استخدامها».

وأضاف: «كيف إساءة استخدامها لا تشكل فارقاً. أي معلومات صحية محمية هي معلومات خاصة ويجب عدم مشاركتها بأي طريقة تُمكن من التعرف على صاحبها في أي وقت».

في المقابل قالت جينا نيبسار، مديرة الإنتاج في تطبيق Ovia لموقع Healthline: «خصوصية البيانات هي أمر فائق الأهمية لشركة Ovia Health».

وأضافت: «عملاؤنا هم أولى أولوياتنا. نريد مساعدتهم في نمو عائلاتهم وأن يحظوا بالدعم الصحي الذي يحتاجونه.. ولذلك السبب لا نشارك البيانات الصحية الشخصية أبداً مع أي معلنين أو أي مواقع تواصل اجتماعي».

وأشارت نيبسار إلى أن شركة Ovia تخضع لقانون HIPAA ومعتمدة من شركة HITRUST.

وقالت: «هذا يعني أننا نلتزم بأقصى المعايير الممكنة لخصوصية البيانات. وهذه هي نفس المعايير التي ينبغي للأطباء المتخصصين الالتزام بها».

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى