تقارير وملفات إضافية

طوق النجاة لنتنياهو.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يلجأ إلى فزاعة الشرق الأوسط للبقاء في الحكم

في شهر مايو/أيار الماضي،
حلّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الكنيست، بعد أقل من شهرين على
انتخابه، مع انتهاء المهلة المحددة له لتشكيل ائتلاف حكومي، وقرر إعلان عقد
انتخابات تشريعية جديدة على أمل أن يفوز حزبه «الليكود» بعدد كافٍ من
الأصوات يسمح له بتشكيل ائتلاف برلماني وحكومة يكون هو على رأسها.

ومع ذلك، جاءت نتائج
الاقتراع مخيبة لآمال نتنياهو، الذي لم يحقق حزبه أغلبية ساحقة تسمح له بتنفيذ
خطته، على الرغم من الحيل السياسية التي عكف على تنفيذها لإقناع أحزاب من مختلف
الأطياف السياسية في إسرائيل للانضمام تحت لواء الليكود والمشاركة في حكومة
بقيادته.

لكن من الواضح أن ما يرفض
نتنياهو أخذه بعين الاعتبار هو أنَّ هذه الأحزاب التي فشل في استمالتها إما كانت
معارضة له خلال فترة ولايته الأخيرة، وإما كانت ضمن الائتلاف المؤيد له لكنها
أصبحت تنظر إليه باعتباره عقبة أمام تشكيل حكومة ائتلافية في إسرائيل، بحسب تقرير
لموقع Lakoom-info الجزائري.

ويُرجِع البعض ذلك لفقدان
نتنياهو مصداقيته بعد تقديم وعود لم يفِ بها، فيما يرى البعض الآخر أن سبب ذلك هو
تورّطه في قضايا فساد تستوجب أن تكون الشغل الشاغل للقضاء الإسرائيلي.

ومع ذلك، فبالرغم من أنَّ
رئيس الوزراء اضطر للتخلى عن مهمة تشكيل حكومة بعد فشله في العثور على الحلفاء
الضروريين لها، ما زال يرغب في الحفاظ على منصبه من خلال دفع إسرائيل نحو منحدر
يأمل في أن يكسبه الزخم الذي يفتقر إليه. وهذا المنحدر هو التوترات الإقليمية أو
حتى صراعات مسلحة مفتوحة مع إيران أو أحد حلفائها في المنطقة.

ويرى نتنياهو أنَّ هذه
الاستراتيجية هي طوق النجاة الذي سينقذه، وقد بدأ تنفيذها بالفعل من خلال الهجوم
الإسرائيلي المتكرر على سوريا وحزب الله والميليشيات الشيعية في العراق ووكلاء
إيران في سوريا. وقبل بضعة أيام، طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي -على الرغم من أنَّه
قيد التحقيق لتورطه في قضايا فساد- انعقاد مجلس الأمن القومي لتبني استراتيجية
سارع سراً للحصول على مباركة المملكة السعودية والإمارات العربية المتحدة عليها،
وهما المنفحتان على أية مغامرة تستهدف إيران، عدوهما اللدود.

ولن يكون مستغرباً إذاً أن
تقود هذه الأحداث في الشرق الأوسط في المستقبل القريب إلى اندلاع  نزاع مسلح
يرجوه ويؤجج نيرانه رئيس الوزراء الصهيوني الخبيث لغرض وحيد وهو تسوية الأزمة
السياسية الإسرائيلية لصالحه وإعادة انتخابه لفترة أخرى على رأس الحكومة. وبالتالي
سيمتلك صلاحيات تُمكِّنه من دحر العدالة في بلده التي تلاحقه من أجل الفساد.

ولهذا، يُحضِّر نتنياهو
ومؤيدوه الرأي العام في إسرائيل لهذا النزاع المسلح، عن طريق إغراقه بتصريحات
هستيرية ومثيرة للقلق حول الهجمات الوشيكة على إسرائيل من قبل إيران وحلفائها. بما
يكفي للتعتيم على العدوان العسكري الإسرائيلي الذي يشنه نتنياهو عن عمد ضد بعض دول
المنطقة في ما يسميه «حرب وقائية» لضمان أمن إسرائيل.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى