منوعات

10 أفلام رعب مشهورة ليست مخيفة حقاً

يمكننا أن نقول الآن إننا نعيش في العصر الذهبي للرعب. لطالما كان إنتاج هذه الفئة غزيراً، لكن جودة الأفلام لم تكن دوماً جديرةً بالذكر. فقد زادت كفاءة الأفلام في خلق القشعريرة والذعر والمناخ المخيف. وغالباً ما تكون هذه الأفلام ذات أبعاد نفسية وتحتوي كذلك على كثيرٍ من الرسائل الكامنة، وهو أمر قد يبهج المشاهد الراقي

لكن في بعض الأحيان يكون استخدام بعض الحبكات التقليدية أمراً محبطاً، ولذا أحياناً يعاني الفيلم نقصاً في الرعب، ربما لأننا نتوقع دائماً ما سيأتي في المشهد التالي حتى وإن حاول المخرجون بكل إصرار تخبئة مشاهد الجفول المفاجئ التي تجعل قلبك يقفز. 

وبحسب تصنيف موقع Taste of Cinema الأمريكي، فتلك الأفلام هي الأقل جودة في فئة الرعب ووجودها قد يكون غير مرغوبٍ فيه بسبب تواضع مستواها. ودون مزيدٍ من المقدِّمات، إليكم 10 أفلام رعب مشهورة ليست مخيفة؛ وللتنويه التقرير التالي يحوي حرقاً جزئياً أو كلياً لأحداث الأفلام الواردة به.

جمع «Truth or Dare» كل كليشيهات الرعب معاً لصنع فيلم ممتع ومخيف على حد سواء. لكن كانت النتيجة أنه نصف ممتع وليس مخيفاً بالمرة. هناك لذة سادية نابعة من مشاهدة الناس يعانون ويموتون وسط راحة بيوتهم أو المسارح.

ولا ينجح «Truth or Dare» إلا في ذاك الجزء، لكن الأبطال باهتون وغير مميزين للغاية، حتى يصعب عليك الاكتراث حتى بموتهم. وليس التمثيل حتى مقبولاً، وموضوع الشيطان المعتوق هذا تكرَّر أكثر مما ينبغي. للأسف، مشاهد الموت مضحكة وليست مخيفة، ولقطات الجفول لا تؤثر فيك. من الصعب دائماً تحرير فيلم سيئ الإخراج ولم يستطع المحرِّر صنع تجميعةٍ نهائيةٍ جيدةٍ من المشاهد.

لم يستطِع «Truth or Dare» إخافة جمهوره بصفته فيلم رعب، لكن أكثر ما يجيده هو الدعاية لمنتج Snapchat وإثارة ضحكات دون قصد لمن يشاهدون الفيلم في مواعيد غرامية.

الأنسب أن تسمِّي «Unfriended» حكاية تحذيرية ديستوبية عن العالم الرقمي، لا فيلم رعب، إنه أشبه بحلقة من «Black Mirror» في هيئة فيلم سينمائي. وهل تسمِّي «Black Mirror» مسلسل رعب أم خيال علمي؟ الخيار الثاني هو دائماً الأفضل عند تقديمه لأحدٍ لم يشاهده.

من المؤكد أن الوسائل المستخدَمة في «Unfriended» ثورية، لكن كما كان «Rope» تجربةً فاشلةً لهيتشكوك باعتراف الرجل نفسه، هذا الفيلم أكثر تركيزاً على البصريات ولكنه ليس فعالاً. وكذلك من المتعب للغاية مشاهدة شاشات الحاسوب مراراً وتكراراً، فهي تسبِّب صداعاً سيئاً كإدمان فيسبوك، وهذا الملل يقضي على أي فرصة للشعور بالخوف.

كان دافع انتحار الشخصية غير مقنع وغير مُتقَن، والنهاية المثيرة للجفول هي نتيجة لكتابة وتنفيذ كسولَين وغير مُلهَمين. قد يدخل «Unfriended» التاريخ لابتكاره كثيراً من الأشياء، لكن عدم فاعليته كفيلم رعبٍ قديمة وطبيعية جداً.

لكل شيء نقطة انكسار. ولكثرة الأفلام المشتقَّة والأجزاء التابعة والتمهيدية، كان من المؤكَّد أن نهاية عالم «The Conjuring» السينمائي قد اقتربت بشدةٍ، ويمكن لـ «The Nun» أن يكون الشاهد التاريخي على ذلك. كانت كتابة «The Nun» ببساطةٍ سيئةً، إذ تقدِّم كليشيهات الرعب التي شهدها عشَّاق الفئة مراراً وتكراراً. في البداية، ينجح في خلق مناخٍ مخيفٍ، لكنه عجز عن الاحتفاظ بالمستوى نفسه من التوتر بسبب المنطق الكليشيهيِّ والإيقاع غير المتَّسق.

كثيراً ما تظهر شخصياتٌ في الظلال دون أي سبب، وبناء العالم يفتقر إلى الكثير. أما التصميم الصوتي فهو أسوأ، في حضورٍ دائمٍ للأصوات العالية للأبواب المطقطقة، ومزجه بضوضاء الكمان الخافقة، مما يجعل تجربة الفيلم مزعجةً. تشتهر أفلام «The Conjuring» بلقطات الجفول، لكنها وحدها لا تستطيع خلق تجربة سينمائية ممتعة حين يفتقر الفيلم إلى الإخراج الصحيح.

يمكن للمرء بسهولةٍ تصوُّر منتجي الفيلم ومديري الاستوديو التنفيذيين في اجتماعٍ يناقشون فيه ببهجةٍ العائدات الاقتصادية من جراء الجمع بين عالمَي رعبٍ محبوبَين: «A Nightmare on Elm Street» و»Friday the 13th». من البداية، كان قراراً جشعاً جداً مكتوباً عليه الفشل، إذ تُصنع الأفلام الجيدة بدافعٍ من الشغف والحب، لا الطمع. والنتيجة واضحة في النسخة النهائية من الفيلم. لم يستثمر صنَّاع الفيلم مجهوداً كبيراً فيه، ولم يستجذبوا المتفرِّجين إلا باستراتيجيات الدعاية، ولأجل ذلك يعاني الفيلم.

إنه فيلم للعشاق الدؤوبين فقط، أما الآخرون فسيضحكون على تكلُّف هذين الأيقونتين السينمائيتين. جايسون يقتل أكبر عددٍ من الناس، وفريدي غاضبٌ من ذلك. وأطفال الفيلم مجرَّد نماذج بدائية صُنِعت فقط لمتعة فريدي وجايسون. سيجد المشاهدون «Freddy vs. Jason» فيلم حركة كوميدياً، لا فيلم رعب.

باستغلال تقنية القصة الإطارية، يقدِّم ما يسمَّى أحياناً بفيلم الرعب متعدِّد السرديات «V/H/S» قصةً تعتمد أكثر على الدماء والرعب الجسدي من اعتمادها على المناخ العام. تخلق تيمة فيلم «V/H/S» ضرورةً سرديةً لضمِّ المقاطع المستقلة معاً باستخدام لقطاتٍ معثورٍ عليها، وجاءت النتيجة محاولةً متعثرةً وثقيلةً. وتتفاوت المقاطع الفردية في جودتها: من المقبولة إلى الكارثية.

بناء كل قصةٍ رتيبٌ وشبيهٌ بالآخر. تشعر كأن العواطف والمشاعر ذاتها تتكرَّر باستمرار، وتصير مشاهدة الفيلم مملةً، مع أن القصص مختلفةٌ اختلافاً طفيفاً. وحتى إن كانت الأجزاء القصيرة بشعةً، فكانت هناك فرصةٌ للجمع بين كل شيءٍ حين تشاهده بالكامل، لكن الكتابة المهملة تقف دون حدوث ذلك. العاطفة اللائق وصف الفيلم بها هي الملل، لا الخوف أو الرعب.

اسمعوا، «Halloween III: Season of the Witch» فيلم جيد. لكنه ليس فيلم رعب، وإنما فيلم خيال علمي ناجح في الثقافة الشعبية. ومما أثار غضب عشَّاق السلسلة، لا يظهر مايكل مايرز في الفيلم. ولا يستعمل السرد التقليدي لأفلام القتَّالين، بل يركِّز «Halloween III» على الممارسات السحرية بمهرجان سامهاين الكلتي. أراد المخرج جون كاربنتر جعل «Halloween» سلسلةً متعددة السرديات تصل بينها ليلة هالوين واحدة، وابتعاد هذا الجزء عن سابقَيه كان محاولةً أوليةً لتنفيذ هذه الفكرة.

تريد قصة «Halloween III» استبدال الروبوتات بالأطفال، لكن لِمَ؟ لا إجابة عن ذلك. وتوجد رسالةٌ معاديةٌ للرأسمالية كذلك في الفيلم، لكنها ليست بالوضوح البادي في فيلم «They Live» من إخراج كاربنتر. «Halloween III» تكرار متعمَّد باهت لأفلامٍ أفضل بكثيرٍ مثل «Invasion of the Body Snatchers» و»They Live»، وليس معنياً بتكثيف مُعامل الرعب، بل بإبداء الاهتمام بسياسات عالم المؤسسات.

لم يصرُّ الشبح في «Ouija» على تخييط أفواه ضحاياه؟ على الأرجح، اعتُقد أن هذا سيصنع شبحاً غريباً مثيراً للاهتمام يدبُّ الرعب في قلوب المشاهدين. لكن الأثر المقصود مفقودٌ في النسخة النهائية من الفيلم، ومكائد هذا الشبح من العالم الآخر مثيرة للضحك.

الكتابة فوضوية هنا، كمعظم أفلام الرعب التجارية السائدة: فلا يوجد منطق وعلى المشاهد التوقف تماماً عن إعمال عقله ليستطيع الاستمتاع بهذا الفيلم. وجود لوح ويجا في حدِّ ذاته أمرٌ لا يُصدَّق، وفضول المراهقين تجاه هذه القطعة الأثرية غير واقعيٍّ إلى أبعد الحدود.

يريد «Ouija» إشعارنا بالخوف حين تُكتب رسالة «أهلاً يا صديقي» في أماكن مختلفةٍ وعلى متعلِّقات هؤلاء المراهقين. لكن هل من الواقعي أن يفكِّر شابٌّ من جيل الألفية حقاً في هذا؟ على الأرجح سيعتبره مجرَّد عمل تخريبي ويحاول الكشف عن المشتبه به. 

إذا لم تكن الخطوة الأولى من إرساء المنطق مكتملةً، ازدادت صعوبة صنع فيلم مخيف. «Ouija» هو مثالٌ واضحٌ لرعب المراهقين الصغار حيث كل شيءٍ غبيٌّ بصورة مؤلمة ويُنتَقص من درجة عنفه لأجل تقييم الفيلم من اللجنة الرقابية. هناك شبح في الفيلم يُدعى «دي زد»، ومن المؤكَّد أن يشعر المشاهدون بالغثيان منه.

حاول «Happy Death Day» مضاعفة المتعة بالمزج بين فئة القتَّالين والدراما الكوميدية على شاكلة «Groundhog Day»، ولا ينجح سوى في تقديم الكوميديا تقديماً صحيحاً. أن تستيقظ في السرير نفسه كل يومٍ وتُقتَل في نهايته فكرة مخيفة وتبدو رائعةً على الورق، لكن الرعب الوجودي لا يمكنه خلق مناخ مروِّع على الشاشة.

حاول الفيلم استخدام كليشيه القصِّ الماورائي لأفلام القتَّالين لأجل صناعة الضحكات، ولكن لكي يكون الفيلم فعالاً، اضطُرَّ إلى المضاعفة من الرعب ومن الكوميديا. لكن «Happy Death Day» حائرٌ بين النوعَين، ويستهدف جمهور المراهقين العاديِّين بنتيجةٍ متعمَّدةٍ من الطموح المتدنِّي.

تعاني بعض الأفلام من طموحاتها العالية، لكن «Happy Death Day» يفشل لأن صنَّاعه الكسالى عاجزون عن كتابة الكوميديا والرعب في آنٍ واحدٍ، ولا أيٍّ منهما أصلاً. أضف إلى ذلك انعدام المنطق فيه كعادة أفلام القتَّالين السيئة، كحين يكون هناك سلَّم أمام الشخصية مباشرةً، وتنتظر وصول المصعد في وقتٍ تسعى فيه إلى الفرار بأسرع ما يمكن.

عدد الأفلام المستلهَمة من «The Exorcist» لا يُحصى. ويستنسخ سكوت ديريكسون «Deliver Us from Evil» عناصر كثيرةً من «The Exorcist» ويمزجها بحبكات أفلام رعبٍ أخرى لصُنع فيلم مفكَّك به الكثير من لقطات الجفول غير المبدعة. نجح ديريكسون في بناء المناخ المريب بمساعدة كهفٍ محطَّمٍ وإضاءةٍ كئيبةٍ، لكنه لا يملك ما يكفي من المواد لدعمهما.

يتمتع الفيلم بطاقم ممثلين ممتازٍ، لكنهم يفشلون في التغلُّب على السيناريو البشع الذي اضطُرُّوا للعمل به. أفسد ديريكسون إيقاع الفيلم بلحظات ترويح كوميدي سخيفة وغير ضرورية. كان يمكن لـ «Deliver Us from Evil» تحقيق الكثير بقصَّته وارتباطها بحرب العراق، لكن الفيلم يفشل تماماً في الاستفادة من هذا النوع المُفترض كونه جديداً من الأفلام.

علاوةً على أنه يستخدم أغاني فرقة The Doors في الموسيقى التصويرية، مما لمَّح إلى إمكانية وجود جنونٍ نفسيٍّ حاول القسُّ تقديمه كرعبٍ خارقٍ للطبيعة بشياطين تجمع بين الشرِّ الأوليِّ والثانويِّ. يبدأ «Deliver Us from Evil» بفرضيةٍ ومناخٍ مناسبَين لمنحنا نسخةً عصريةً من «The Exorcist»، ولكنه سرعان ما تخلَّى عن جودته وأساء استعمال وسائله الروائية.

يحدث هذا مع كل أفلام الرعب السيئة: يحتار المخرج في ما يريد أن يقوله. وينطبق الأمر ذاته على «St. Agatha» الذي يستخدم تركيبة الراهبة والدَّير التقليدية ولكنه أقرب إلى استغلال الراهبات من كونه فيلم رعب خارق للطبيعة.

تؤكِّد القصة شيئاً: أن أُسَّ الشر في القديسة أغاثا ليس شراً أزلياً، بل جشعاً بشرياً للسلطة. أخرج دارين لين باوسمان من قبلُ عدداً من الأجزاء التابعة من سلسلة «Saw» ويعلم أن الدماء والتعذيب لا يساويان بالضرورة إثارةً ورعباً، لكنه يسقط في هذا المسار الكسول لتقديم الخوف. «St. Agatha» أقرب إلى كونه فيلم إثارةٍ لا رعبٍ.

سوَّق الاستوديو للفيلم باعتباره فيلم رعب خارقاً للطبيعة، وهي إساءة كبيرة، إذ إن الفيلم في حقيقته تلذذ بالتعذيب، ولا يجيد حتى في تلك الفئة. كانت فئة استغلال الراهبات شيئاً من الماضي، وحين تعود في العصر الحديث، فهي تحتاج إلى قصةٍ ومعاملةٍ أفضل من أجل كتم أفواه المعارضين.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى