آخر الأخبار

صمتنا علي التجاوزات فكانت النتيجة اعتداء علي مسجد بفرنسا وجرح اثنان

اليمين المتطرف وخطاب الكراهية يؤدى الى كوارث وخلق بيئة حاضنة للإنتقام والإرهاب

تقرير بقلم الباحث والمحلل السياسي
دكتور محمد رمضان
نائب رئيس منظمة “اعلاميون حول العالم”
النٌظم التسلطية العربية وصمتها على مايحدث هى صانعة الإرهاب فى العالم

حادث جديد تتعرض له مساجد فرنسا ومسلمي فرنسا في جنوب غرب البلاد وتحديدًا مدينة بايون القريبة من الحدود الاسبانية وتقع جنوب مدينة بوردو الفرنسية .

متطرف يمين ينتمي للجبهة الوطنية التي تتزعمه مارين لوبان اراد حرق المسجد واطلق عدة أعيرة نارية فاصاب اثان وضعهما الصحي حرج ،
المهاجم المتطرف يبلغ من العمر 84 عاما وكان مرشحا عن الحزب في الانتخابات المحلية عام 2015 ولم يستطيع ان يحقق النتيجة المرجوة فحصل علي 17% فقط من الأصوات .
هذا الحادث الاجرامي ليس الاًول من نوعه بل تعرضت مساجد المسلمين في فرنسا الي عشرات بل الي مئات الاعتداءات من قبل متطرفين احرق خلالها بعض قاعات الصلاة ودنس البعض بدماء الخنزير والبعض برسومات النازية علي الجدران .

ففي الأسابيع القليلة الماضية تصاعدت حدة الهجوم علي الاسلام وبأشكال متعددة ، فعقب مقتل اربعة من رجال الشرطة في المقر الرئيسي للأمن علي يد زميل لهم قيل انه اعتنق الاسلام وتغير سلوكه ، بدأت الحملات المعادية للإسلام تشن من كل حدب وصوب حتي من رئيس الدولة شخصيًا إيمانويل ماكرون الذي وصف ما حدث بالإرهاب الاسلامي في سقطة خطيرة من اعلي منصب في الدولة .

وتصاعدت الأحداث تباعًا واصبح كل شرطي من أصول عربية مسلمة مشكوك في ولاءه فتم توقيف عدد من القيادات ونزع أسلحتهم ووضع عدد اخر تحت المراقبه والتدقيق في سلوكياته.

هذه التصريحات وماصاحبها من افعال ادت الي ارتفاع أصوات اليمن المتطرف ومن يدور في فلكه للهجوم علي المسلمين وظهر ذلك جليًا فيما قام به عضو في المجلس المحلي لمقاطعة “فرانش كونتيه “بإخراج سيدة مسلمة من القاعة لانها ترتدي الحجاب معلل ذلك بانه تطبيقا لعلمانية الدولة !
ولم ينتهي الامر عند ذلك الحد وفي لقاء متلفز علي احد القنوات الفرنسية RMC تحدث برلماني من اليمني المتطرف عن ان مِن يتعلمون اللغة العربية يتحولوا مباشرة الي إرهابين !
نحن امام هجوم من الجميع متطرفون وعلمانيون يحاولون إلصاق التهمة بالإسلام ويضعون المسلمون في خانة الارهاب علي الرغم من ان اكثر من تعرض للإيزاء والتهميش المعتنقين لهذا الدين مقارنة بغيرهم من الملل الآخري ،

لقد اثبت الأحداث ان كلما اقترب استحقاق انتخابي ترتفع وتيرة العنف الموجة ضد مسلمي فرنسا وتسعي الاحزاب المتطرفة لجذب مؤيدين لها علي حساب المسلمين ، فمسلمي فرنسا يعيشون منذ عقود علي هذه الارض ولهم مساهمات في شتي المجالات ولكن العنصرية البغيضة التي تغذي العداء للإسلام تمتد من اقصي الارض الي اقصاها فلا تري مشردا او مهجرا الا من المسلمين ، من الايجور الي الروهينجا مرورا بكشمير جميعهم يعاني من الاضطهاد والتهميش والقتل والتعذيب لانهم مسلمون .

من هم «المتطرفون البيض» الإرهابيون؟

تفوق العرق الأبيض white supremacy فكر عنصري يرى ذوي الأصل الأبيض أسياداً على كل البشر. وأصبحت هذه الأفكار توجهات سياسية تشجع على سيطرة البِيض على النواحي الاجتماعية، والسياسية، والتاريخية، والصناعية في مجتمعاتهم.

هذه الأفكار كانت شائعة في أمريكا قبل الحرب الأهلية، وكان المواطنون ذوو البشرة الملونة محرومين من الحقوق والمناصب الحكومية إلى النصف الثاني من القرن العشرين.

انتشرت منظمات «سيادة البِيض» أيضاً في جنوب إفريقيا أثناء فترات التفرقة العنصرية حتى عام 1990. وأيضاً انتشرت هذه الحركات في أوروبا لأوقات متفاوتة.

لا يكتفي المتطرفون المؤمنون بتفوق العرق الأبيض ضد الملونين بهذا الهوس، فيعتقد بعضهم «أن هناك تمايزاً بين أبناء الجنس الأبيض أنفسهم».

هناك متعصبون للعرق النوردي، أي شعوب الدول الاسكندنافية (السويد، النرويج.. إلخ)، وشعوب ألمانيا وإنجلترا وهولندا؛ لأنهم هم أفضل وأرقى بكثير من شعوب الدول الأوروبية الجنوبية والشرقية أصحاب البشرة الداكنة قليلاً وذوي الخلفيات الثقافية المختلفة.

كان العداء يشمل: الإسبان والبرتغاليين والإيطاليين والروس وكل مَن ليس أوروبيَّ النشأة. واعتبر هؤلاء العنصريون أنه عندما تتزاوج الأعراق وتتخالط يحدث «الانتحار العِرقي» أو الإبادة الجماعية، كما قال زعيم سابق لجماعة كو كلوكس كلان Ku Klux Klan بعد أن قتل ثلاثة أشخاص داخل مركز يهودي ودار مسنين في كانساس الأمريكية عام 2014.

الدكتاتوريات العربية وصمتها المريب المتواطئ سبب اساسى لكل مايحدث فى العالم

ان الحكومات العربية والمسلمة تخلت عن دورها في الدفاع عن الاسلام الا القليل منهم بل ان من هذه الحكومات من ناصب الاسلام العداء واعلن حربه علي كل ما هو إسلامي كما يحدث في “مصر والإمارات والسعودية” علي سبيل المثال ،

وامام هذه التحديات الخطيرة التي تواجه مسلمي فرنسا نطالب المسوؤلين عن الجاليات الاسلامية ممثلة في منظمة “مسلمي فرنسا” ومسجد باريس ان يقوما بدورهما في الدفاع عن المسلمين ،لا نريد بيانات وشعارات جوفاء نريد حلولًا عملية نريد حماية وحرية ممارسة الشعائر دون خوف او ارهاب من متطرفين يتم تغذيتهم من خلال الاعلام المعادي للإسلام ، وأطالبهم ايضا بتشجيع ابناء الجالية علي خوض المعترك السياسيي من خلال الانتخابات المحلية القادمة وحث الشباب علي استخراج بطاقات الاقتراع قبيل نهابة هذا العام لمن بلغ سن الثامنة عشر ، انها معركة بقاء ووجود فان لم ناخذ بالاسباب فلا نسال عما يحدث بعد ذلك.

يقول عدة مراقبين إن النشاط المتزايد لليمين المتطرف عبر الانترنت (أي العالم الافتراضي) يهدد بالانتشار على شكل أعمال عنف في العالم الحقيقي المعاش. فهل تقوم الحكومات وشركات التكنولوجيا الرقمية بما يكفي للتصدي لهذا الخطر؟

قبل يومين من تنفيذ هجومه على مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش النيوزيلندية، نشر الأسترالي برينتون تارانت تغريدات تضمنت صورا للأسلحة التي كان ينوي استخدامها. وقبل نصف ساعة من بدء أول هجوم، نشر مداخلة في منبر إلكتروني شرح فيها ما كان ينوي فعله. وقبل بضع دقائق فقط من الهجوم الأول، بعث برسالة ألكترونية ضمّنها “بيانا” شرح فيه الأسباب التي دفعته لتنفيذ الهجمات. وعند بدئه بتنفيذ هجماته، شغّل بثا حيا عبر فيسبوك تمكن بواسطته المشاهدون في أنحاء العالم من متابعة ما يجري.

عندما يطلق وحش مذبحة نيوزيلندا برينتون تاران (28 عاماً)، النار على جمع من المصلين الآمنين في زاوية من العالم الحر ، ويردي 50 بريئاً لا ذنب لهم سوى مخالفته في اللون والدين، لا ينظر للمسألة بالمعيار ذاته، رغم عديد القرائن والأدلة التي تثبت أن الجرم ارتكب بدوافع دينية تستند إلى عداء للعرق غير الأبيض المهاجر للغرب، وليس آخر هذه الأدلة اعتراف المجرم نفسه، عبر بيان مفصل ثابت النسب إليه.

خطر على الديمقراطية فى العالم المتحضر 

تصاعد مد التيار القومي المتطرف دفع بالعديد من الصحف والكتاب الغربيين إلى دق ناقوس الخطر والتحذير من كارثة تتهدد الديمقراطية.

وبهذا الخصوص قالت صحيفة “ديلي بيست”: إن “برينتون تاران ليس شخصاً مستقلاً بذاته في جريمته، بل هو جزء من حركة الإرهاب القومي الأبيض، تماماً مثل تنظيم القاعدة عندما هاجم الولايات المتحدة عام 2001”.

وأضافت في تقرير لها: إن “حركة القوميين البيض أخطر بكثير على مستقبل الديمقراطيات الغربية من الإرهاب المنسوب للإسلام، ومن الضروري أن تبدأ مكافحة التطرف بمخاطبة الأفكار بلغة واضحة، فقد حان الوقت لشن حرب عالمية على الإرهاب القومي الأبيض”.

وبحسب صحيفة “الغارديان” البريطانية، فقد تمكن المتطرفون البيض خلال أقل من عقد من ارتكاب عدد من الجرائم البشعة بحق المهاجرين.

وأضافت في تقرير: إن “الهجمات توزعت على قارات العالم الخمس، وتنوعت بين إطلاق النار والطعن والتفجيرات والهجمات بالسيارات، مهددين بذلك حياة اليهود والمسلمين والمهاجرين واللاجئين والحركات النسائية والسياسيين اليساريين”.

وذكرت أن “المهاجمين لاينتمون لمجموعة واحدة بيضاء، إلا أن ما يجمعهم هو تبني الخطاب العنصري المعادي، وعادة ما يشير مرتكب هجوم واحد إلى أسماء من سبقوه في تنفيذ هجمات مماثلة، مثل تاران الذي قال إنه استوحى هجومه من أندرس بيرينغ بريفيك مرتكب هجمات النرويج عام 2011”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى