منوعات

ليست فقط مكاناً للحروب والمجاعات، شاب يصمم رموزاً تعبيرية لمحو الصورة الذهنية عن إفريقيا

أراد طالب إفريقي أن يمحو الصورة الذهنية المأخوذة عن إفريقيا بكونها منطقة للحروب والمجاعات فقط، فخاض تحدياً صعباً أمام نفسه، وقرر أن يصمم رموزاً تعبيرية في كل يوم من أيام العام تعكس ثقافة بلده الأم، ساحل العاج، ومنطقة غرب إفريقيا بشكل عام.

وفي يناير/كانون الثاني 2018، بدأ أوبليرو غريبت البالغ من العمر 20 عاماً، في تطبيق التحدي، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية، الأحد 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2019.

وقال غريبت إنه أراد عمل مشروع يروج للثقافات الإفريقية، ولتغيير الصورة التي يرسمها الإعلام الغربي عن إفريقيا، والتي تقتصر على الجوع والفقر والحروب، مضيفاً: «أردت أن أظهر الجانب المختلف والإيجابي».

واعتمد غريبت على أساليب مختلفة كل أسبوع، وشارك تصميماته اليومية على منصة إنستغرام. وبدأ بتصميمات للأطعمة والمشروبات، الأمور المتعارف عليها ويحبها الجميع.

وبدأ غريبت مشاركة تصميمات لوجبة الفوتو (طبق من هريس موز الجنة والبفرة)، ووجبة جبوفلوتو (كرات العجين المقلي)، وتُظهر إحدى صوره المفضلة كيساً بلاستيكياً ينفجر عن سائل أرجواني، يمثل عصير الكركديه.

وقال غريبت: «لديّ ذكريات تتعلق بهذا المشروب. يبيعه النساء في إفريقيا في أكياس بلاستيكية صغيرة خارج المدارس، وكنت أشتري منه من مرحلة رياض الأطفال وحتى الثانوية».

ولم يخبر أحد من معلميه أو زملائه في معهد أبيدجان لعلوم وتكنولوجيا الاتصالات عن هذا المشروع، ولكنهم لاحظوا تزايد شعبيته على الإنترنت بشكل ملحوظ.

وبدأ الأشخاص يطالبونه بتصميمات جديدة، بالإضافة إلى الكثير من التعليقات المشجعة من الأشخاص في جميع أنحاء إفريقيا أو المغتربين خارجها. وقال: «كانوا يخبرونني أن أعمالي مهمة بالنسبة لهم وألّا أتوقف».

وأرسلت وكالة إعلانية إلى غريبت جهاز أبل ماك لكي يتمكن من عمل تصميمات لأجهزة iOS إلى جانب هواتف أندرويد. وهذا العام، أطلق مجموعة من الصور بلغ عدد مرات تنزيلها أكثر من 100,000 مرة.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن تصميمات غريبت ليست رموزاً تعبيرية رسمياً، لأنها لم تحصل على اعتماد مجمّع يونيكود، المنظمة التي تراجع طلبات التصميمات الجديدة وتحدد معايير الشخصيات عبر البرامج والمنصات المختلفة.

ويعمل غريبت حالياً على مراسلة الهيئة، وحتى الآن يمكن استخدام صور غريبت بمثابة ملصقات أو صور منفردة من التطبيق الخاص به، الذي يحمل الاسم Zouzoukwa، والذي يعني «صورة» بلغة بيتي، لغة قبائل بيتي جنوب غرب ساحل العاج.

وتزايد عدد الرموز التعبيرية الرسمية بشكل كبير على مر السنوات الأخرى، وأصبح هناك مجموعة أكبر من فوارق لون البشرة، فضلاً عن الأيقونات التي تمثل مختلف أشكال الإعاقات، مثل العكاز أو الكرسي المتحرك، والرموز المحايدة بين الجنسين. ولكن لا يزال هناك الكثير من الجوانب الحياتية غير ممثلة في الرموز التعبيرية.

وقال غريبت: «أعتقد أن تصميمات Zouzoukwa نالت تلك الشعبية لأنها تملأ الفجوة الموجودة في المجتمع الرقمي عن إفريقيا. تساعد أعمالي على التواصل بشكل أوضح، واستخدام الرموز التعبيرية التي تمثّل كيف نعيش وما نريد قوله».

ومن تصميماته المفضلة «هل رأيت ذلك؟»، تعبير الوجه الذي يقول إنه يُستخدم في ساحل العاج ومعناه مماثل لمقولة «لقد أخبرتك مسبقاً».

وبعد نشره على الإنترنت، بدأ مختلف الأشخاص في غرب إفريقيا مشاركة معنى هذا التعبير في بلادهم. وقال غريبت: «علّق المتابعون على إنستغرام من الكاميرون وقالوا إنهم يستخدمون نفس التعبير أيضاً، ولكن بلهجة أكثر تهديداً، مثل: إذا فعلت ذلك، فسوف ترى ما سأفعله».

ومن تصميماته المفضلة أيضاً تصميم الرمز التعبيري لرقصة الزولي، رقصة القناع التقليدية لشعب الغورو في ساحل العاج. وقال: «أحب تصميم رقصة الزولي، لأنه يجمع بين عدة فنون؛ الرسم، والنحت، والموسيقى والرقص، ولأنني أحب الرقصة أيضاً».

وقال غريبت إن الشركات التقنية يجب أن تبذل جهداً أكبر للتأكد من أن منتجاتها تمثّل شيئاً فعلياً، وأضاف: «في نفس الوقت، أعتقد أن ذلك ليس دورها الفعلي، ولكن بوجود الوسائط الاجتماعية اليوم أصبح لدينا الأدوات اللازمة لإيصال أصواتنا والتأثير على ما تنتجه تلك الشركات».

وضرب مثالاً بحملة Emojination، التي تهدف إلى تمثيل أكبر لمجموعة الرموز التعبيرية الرسمية، ومساعدة ريوف الحميدي، الطالبة السعودية في ألمانيا، على اعتماد الرموز التعبيرية للنساء المحجبات.

وصمم غريبت حتى الآن 376 تصميماً مختلفاً، ويأمل في مواصلة تصميم الصور لمختلف الدول في إفريقيا. وقال: «حلمي الأكبر الآن هو السفر إلى المزيد من الدول الإفريقية، واكتشاف ثقافاتهم، وتحويل ثقافتهم الشعبية والتقليدية إلى رموز تعبيرية».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى