تقارير وملفات إضافية

في المغرب نساء يمارسن لعبة الرغبي.. كيف بدأت القصة؟ ولماذا؟

كرة القدم النسائية أصبحت الآن أمراً عادياً، ربما ليست في شعبية كرة القدم الرجالية نفسها، لكنها لا تبتعد كثيراً. أما لعبة الرغبي فهي غير موجودة في بلادنا العربية تقريباً، لكن في المغرب، الرغبي أصبحت موجودة من خلال فريق للنساء، فما القصة؟ وكيف بدأت؟ ولماذا الرغبي؟

صحيفة الغارديان البريطانية أعدت قصة مصورة عن الموضوع، بعنوان: «رياضة رغبي النساء في المغرب»، تتبعت فيها خيوط الحكاية والتقت بطلاتها.

بالنسبة لأولئك النسوة، فإن رياضة الرغبي تُعتبر إعلاناً للاستقلال ومصدراً للتمكين. إن طبيعة اللعبة تشجّع ممارسيها على أن يكون لهم حضور طاغٍ، وفي كل مباراة، يوجد ما هو أكثر بكثير من الفوز على الفريق الخصم؛ هناك الفوز الحقيقي الكامن في استعادة الثقة بالذات، والحريّة الشخصية، وأحد الأدوار الأساسية بين مجتمع إسلامي.

تقول يسرا علوي، الطالبة البالغة من العمر 24 عاماً، وهي قائدة فريق جمعية مراكش آركان للرغبي (AMAR): «للرياضة قوة مؤثّرة، من شأنها تغيير حياة النساء، فمن خلال تعليم النساء العمل الجماعي، والاعتماد على الذات، والمرونة، والثقة، يمكن أن تصبح الرياضة أحد أهم البواعث المعززة لحيادية النوع الاجتماعي. تتحدى النساء الصور النمطية والأعراف الاجتماعية في أثناء ممارستهنّ للرياضة، ويصرن نماذج مُلهِمة، ويُظهِرن أن الرجال والنساء متساوون».

وجمعية مراكش آركان للرغبي هي فريق في مدينة مراكش المغربية. وقد تأسس الفريق في سبتمبر/أيلول 2015، على يد عمرو اليزيدي، أحد أساتذة التربية الرياضية بالبلاد. ويوفر الفريق مستويات تدريب للصغار والشباب والكبار، للرجال والنساء على حدٍ سواء، كما انطوى أيضاً على مجموعة خاصة للاعبين المتقاعدين الأكبر سنّاً. ويشارك النادي في منافسة الاتحاد الملكي المغربي للرغبي التي تبدأ في يناير/كانون الثاني، وتنعقد على مستوى البلاد. ويشارك الفريق عادةً في أربع إلى خمس بطولات في العام، إلى جانب بطولة رغبي الشاطئ التي تنعقد في مدينة أكادير.

وينظم النادي سنوياً فعاليات وطنية ودولية للعبة الرغبي. وفي يوليو/تموز، نظمت الجمعية إحدى كبرى الفعاليات الدولية، وهي بطولة كأس مراكش للرغبي السباعي، وقد انعقدت في المغرب، الذي يضمّ 26 نادياً نسائياً. وبالإضافة إلى ذلك، شارك الفريق المغربي الوطني للرغبي السباعي، هذا العام، في دوري الرغبي السباعي لسيدات إفريقيا بتونس.

ويكمن واحد من عوامل الجذب التي تتسم بها هذه اللعبة في إمكانية استيعاب أنواع متفرقة من الأجسام. وتقول يُسرا علوي: «إنها (الرياضة) تمنح الجميع بمستوياتهم المختلفة من اللياقة البدنية، الفرصة للمشاركة على أرض الملعب؛ يمكنكِ أن تكوني طويلة، أو قصيرة، أو عريضة الكتفين، أو يمتلئ جسدك بالانحناءات، أو إذا كنتِ ذات سيقان ممتلئة، أو بجسدٍ صغير الحجم. هذا لا يهم، إذ بإمكان كل فتاةٍ استخدام قوّتها الفريدة من نوعها لتساهم مُساهمة فعّالة في الفريق. وجميع أنواع وأشكال الأجسام موضع حفاوة وتقدير، فلا يوجد شيء يُدعى (الجسم المثالي لرياضة الرغبي)».

تتدرّب النساء في ملعب الزرقطوني مرتين أسبوعياً؛ خلال يومي الجمعة والسبت، ويجمعن في تدريباتهنّ بين تمارين اللياقة البدنية والمباريات التنافسية. وتتطلب مبارياتهنّ مهارة السرعة، وخفة الحركة، ومستوى عالياً من اللياقة البدنية والتكتيكات الذكية. ويساعد التدريب واللياقة البدنية في التعامل مع الإصابات بتلك الرياضة، التي تنطوي على احتكاك واتصال جسدي بين لاعبيها، وتتضمّن الاصطدام بالكرة، والركل، والركض.

وتعقد النساء مرة سنوياً مباراة يتنافسن خلالها وهنّ مُرتديات الأزياء التقليدية، لإثبات عدم التناقض بين الأناقة والقوّة. تقول يسرا: «السبب وراء هذا الحدث هو أن نبيّن للعالم أنه لا يوجد ما يمنع امرأة أنيقة من ممارسة لعبة قويّة مثل الرغبي، ولا يمكن الاستهانة بها لمجرد أنها امرأة أو لأنها ترتدي فساتين ورديّة اللون، فالمرأة يمكنها أن تؤدّي الدورين معاً؛ أن تكون لاعبة رغبي تُحكم قبضتها على كرة بيضاوية في ملعبٍ موحل، وفي الوقت نفسه سيدة أنيقة تمثل رمزاً للأنوثة».

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى