تقارير وملفات إضافية

هل يحمي يوتيوب المسلمين؟ المنصة الشهيرة تعلن تغيير سياستها من العنف والتحرش

بعد 6 أشهر من انتقاد يوتيوب بسبب رفض إزالة
مقطع فيديو يعادي المثلية الجنسية، قالت المنصة التي تملكها شركة جوجل إنها ستأخذ
«موقفاً أقوى» ضد التهديدات والهجمات الشخصية على موقع مشاركة الفيديو.

قال موقع يوتيوب في إعلان الأربعاء 11
ديسمبر/كانون الأول 2019، إنه سيضيق القواعد فيما يتعلق بما يعتبره الموقع محتوى
هجومياً، وسوف يحظر مقاطع الفيديو التي تلحق «إهانة ضارة» بأي شخص بناءً
على عِرقه، أو جنسه، أو ميوله الجنسية، بحسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني. 

جاء التحديث بعد أن استهدف ستيفين كراودر، الممثل الكوميدي اليميني،
صحفياً في موقع Vox Media الأمريكي.

قالت جمعية Muslim Advocates الحقوقية، ومقرها واشنطن، إنها على الرغم من ترحيبها بالإعلان،
يجب أن تشمل سياسة يوتيوب لمكافحة التحرش حماية للمسلمين.

قالت مديحة الحسين، المستشارة الخاصة لمكافحة
التعصُّب ضد المسلمين في الجمعية، لموقع Middle East Eye
البريطاني: «كانوا يقولون إنهم سيلتزمون بقمع المحتوى الذي يروج النظريات
العنصرية ضد فئة محمية». وأضافت: «وهذا يعني مثلاً العنصرية أو النظريات
المناهضة للإسلام ضد أفراد يُعرفون أنفسهم بأنهم مسلمون».

واجه يوتيوب لسنوات نقداً لسماحه بالمحتوى الذي يستهدف الأقليات
والجماعات المهمشة تاريخياً بالنشر دون فحص.

استغرقت المنصة عدة أشهر لإزالة مقاطع صوف، وهو
فتى عمره 14 عاماً من مستخدمي الموقع، وأنتج محتوى مناهضاً للسود، وأيضاً مقاطع
فيديو تتبنى الكراهية ضد المسلمين.

اكتسبت قناة صوف على يوتيوب، التي كانت تعمل تحت
رداء غث من كوميديا الإنترنت الحديثة، جمهوراً تجاوز 800 ألف مشترك قبل أن تُحجب
أخيراً في شهر أغسطس/آب.

وقالت مديحة إنه على الرغم من أن الأسلوب الحديث
قد يكون خطوة في الطريق الصحيح، «المهم هو كيفية تطبيق هذه السياسة».
وأضافت أن يوتيوب يحتاج لنقل «هذه السياسة إلى حيز التنفيذ».

قال يوتيوب في منشور مقالي يوم الأربعاء إنه كان
«يضيِّق السياسات من أجل برنامج شركاء يوتيوب YPP ليكون أقسى وأقسى على مَن يتورطون في سلوك
مزعج، ولنتأكد أننا نكافئ فقط المبدعين الموثوقين».

لكن وفقاً لمقاطع فيديو شاهدها موقع Middle East Eye، ما
زال هناك العديد من المقاطع التي تبنَّت خطابات الكراهية والتمييز ضد المسلمين
متاحة بسهولة.

حاول موقع Middle East Eye
الوصول ليوتيوب من أجل التعليق، لكن لم تتسلم رداً بعد حتى وقت نشر المقال.

قالت مديحة إن التعصب ضد المسلمين كان منتشراً
على المنصة، واستشهدت بمقاطع بذيئة، بعضها وصل عدد مشاهداتها إلى الملايين، تستهدف
عضوَي الكونغرس المسلمتين إلهان عمر، ورشيدة طالب.

قالت مديحة لموقع Middle East Eye:
«لدينا أمثلة على مقاطع فيديو ما زالت على الموقع نعتقد أنها تروِّج لنظريات
عن كونهما إرهابيتين، أو عن أن المسلمين إرهابيون». 

تلقت كلتا عضوتي الكونغرس العديد من التهديدات بالموت في الأشهر الأخيرة بسبب
معارضتهما القوية للرئيس دونالد ترامب.

تقول مديحة إن هناك مثاراً قلقاً آخر على المنصة،
وهو ليس المقاطع فقط، بل قسم التعليقات المصاحبة أيضاً.

تقول مديحة: «قسم التعليقات هو أداة يسيء
الأفراد استخدامها باستمرار، ليس فقط ضد المسلمين بل في خطاب الكراهية السلبي
بانتظام».

وأضافت: «في الواقع، عادةً ما يتضمَّن قسم
التعليقات محتوى أسوأ من المحتوى الموجود في الفيديو الأصلي نفسه».

يحافظ يوتيوب على أنه اتخذ ردة فعل شديدة تجاه
التعليقات التي تخترق سياسة المضايقات، وأزال 16 مليون تعليق في الربع الثالث من
هذا العام فقط.

وتقول مديحة إنه بينما قد تبدو السياسة الجديدة «إشارة على
التقدم» ما زال باكراً لنقرر هل ستؤدي إلى تقليل التعبير عن الكراهية أم لا.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى