يعاني الشخص المصاب بمتلازمة تململ الساقين انزعاجاً في الساقين تصحبه رغبة لا يمكن السيطرة عليها، في تحريك القدمين. عادة ما يحصل الأمر بعد الذهاب إلى الفراش للنوم، ولأن هذا يمكن أن يؤدي إلى الأرق، فإنه يعد من اضطرابات النوم.
قد تحدث متلازمة تململ الساقين (RLS) بسبب مشاكل نفسية أو جسدية، أو قد تحدث كأثر جانبي لتناول بعض الأدوية.
قد تصنف متلازمة تململ الساقين على أنها خفيفة أو شديدة، حسب تواتر الأعراض وشدتها.
وتصيب متلازمة تململ الساقين ما يصل إلى 1 من كل 10 أشخاص في وقت ما خلال حياتهم، والغالبية العظمى من الحالات تشفى من تلقاء نفسها مع مرور الوقت أو بمجرد إجراء تغييرات بسيطة على نمط الحياة.
عادة ما يحدث تململ الساقين خلال فترات النوم، ولكن من الممكن أن تحدث الأعراض عندما يكون الشخص مستيقظاً في مكان ضيق، مثل مقعد الطائرة أو بالسينما.
وأبرز أعراض المتلازمة، الرغبة الشديدة في تحريك الساقين والقدمين خاصة عند الاستلقاء على السرير، ويصحبها الإحساس بالوخز أو أن هناك سحباً وزحفاً على الساقين.
الطريقة الوحيدة لتخفيف الانزعاج هي تحريك الساقين، إذ تميل الأحاسيس إلى الحدوث عندما يكون الفرد مستريحاً أو غير نشط، وليس فقط في أثناء الليل.
غالباً ما تزداد الأعراض سوءاً في المساء والليل، وقد تتحسن فترة قصيرة بالصباح.
وبما أن متلازمة تململ الساقين تؤدي إلى صعوبة في النوم، فقد يكون الشخص متعباً خلال اليوم التالي، وهو ما يؤثر في العمل والتركيز والمهام والأنشطة الروتينية.
أما قلة النوم فتؤدي في النهاية إلى تقلب المزاج، والتهيج، والاكتئاب، وتقويض الجهاز المناعي، وغيرها من المشاكل.
إذا كانت المتلازمة ناتجة عن إصابة معينة أو الحمل أو تناول أدوية معينة، فقد تختفي بمجرد اختفاء المحفز.
في أغلب الأحيان لا يكون سبب الإصابة بمتلازمة تململ الساقين واضحاً، ولكن عادةً ما يكون السبب وراثياً أو بيئياً، فنحو 40% من المصابين لديهم تاريخ عائلي من الإصابة.
وقد يكون هناك اتصال بين متلازمة تململ الساقين وانخفاض مستويات الحديد بالدماغ، أو انقطاع في مسارات الدوبامين بالدماغ، مثلما يحدث في مرض باركنسون.
من الممكن أن تؤدي بعض المواد مثل الكافيين أو الكحول إلى تحفيز الأعراض أو تكثيفها.
والأسباب المحتملة الأخرى تشمل تناول بعض الأدوية مثل أدوية الحساسية والغثيان والكآبة والذهان.
هناك نوعان رئيسيان من متلازمة تململ الساقين، وهما:
– متلازمة تململ الساقين الابتدائية مجهولة السبب
وهو النوع الأكثر شيوعاً، وعادةً ما يبدأ قبل سن الأربعين، ومن الممكن أن يبدأ في وقت مبكر من الطفولة. قد يكون سبب النوع الابتدائي من المتلازمة وراثياً، وقد تزداد الأعراض سوءاً مع مرور الوقت.
– متلازمة تململ الساقين الثانوية
يحدث النوع الثانوي من المتلازمة بسبب مرض أو حالة أخرى، وعادة ما يبدأ بعد الخامسة والأربعين، ولا يرتبط بالوراثة.
تبدأ الأعراض فجأة ولا تتفاقم عادة مع مرور الوقت، ولكنها قد تكون أكثر حدة.
من الأمراض والحالات التي تسبب حدوث متلازمة تململ الساقين السكري، والفشل الكلوي، ونقص الحديد، ومرض الشلل الرعاش، والاعتلال العصبي، والحمل.
قد تواجه السيدات الحوامل متلازمة تململ الساقين، كما قد تتفاقم الأعراض خلال الحمل لدى من كانت تعاني المتلازمة قبل الحمل، وتزداد الأعراض سوءاً مع تقدُّم الحمل، خاصة في الثلث الأخير.
سبب زيادة الإصابة بمتلازمة تململ الساقين في أثناء الحمل غير معروف، ولكن يُعتقد أن هناك عدداً من العوامل المتورطة مثل: انخفاض مستويات المعادن والفيتامينات في الجسم مثل الحديد والفولات، والحرمان من النوم.
تعد الحمامات الدافئة وتدليك الساق علاجاً منزلياً بسيطاً يساعد على تخفيف الأعراض، وغالباً ما يوصى بالعلاجات السلوكية خلال فترات الحمل مثل التمارين الرياضية الخفيفة والنوم الصحي.
إذا كان يعتقد أن مستويات الحديد المنخفضة هي السبب في المتلازمة خلال الحمل، فإن مكملات الحديد الفموية تعد من أسلم الحلول خلال تلك الفترة، أما إذا كانت الحالات شديدة، فيمكن إعطاء الحديد عبر الوريد.
كذلك، بالنسبة للأشخاص العاديين المصابين بنقص الحديد، فإن مكملات الحديد قد ساعدت في تحسين الأعراض.
مسكنات الألم مثل عقار الإيبوبروفين، وهو دواء مضاد للالتهابات غير الستيرويدية، قد تساعد في ظهور أعراض خفيفة. كذلك تساعد أدوية مضادات الاختلاج (مضادات الصرع) في علاج الألم وتشنجات العضلات والاعتلال العصبي.
عادة ما يتم الخلط بين تململ الساقين واضطراب حركة الأطراف الدورية، وهو من اضطرابات النوم أيضاً.
في هذا الاضطراب يحرك المريض أطرافه بشكل دوري لا إرادي في أثناء فترة النوم.
ونحو ما لا يقل عن 80% من المصابين بمتلازمة تململ الساقين لديهم اضطراب حركة الأطراف الدورية.
ومن هنا نجد أن اضطراب حركة الأطراف الدورية يحدث لا إرادياً، في حين أن متلازمة تململ الساقين هي استجابة طوعية لرغبة قوية في تحريك الساقين، بسبب الشعور بعدم الراحة.
