آخر الأخبار

نفوق مئات الآلاف من الأسماك في نهر أسترالي بسبب انجراف رماد الحرائق، السكان يحاولون ضخ الأكسجين للمياه

أشارت تقارير إلى نفوق مئات الآلاف من الأسماك شمال ولاية نيو ساوث ويلز، إثر انجراف رماد حرائق الغابات في نهر ماكلاي.

وصارت بعضُ أجزاءِ نهر ماكلاي -الذي يفضّل الصيادون الهواة ارتياده- خليطاً سميكاً من المياه والرماد، وذات رائحة كريهة، جراء الثمار المتعفنة والأسماك الميتة، حسبما أفاد السكان في تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية.

يقول أحد علماء البيئة في مجال المياه العذبة، للنسخة الأسترالية من الصحيفة، إن تأثير نفوق تلك الأسماك قد يظلّ ملموساً لعقود قادمة، لاسيّما الضرر الهائل الذي لحق بأنواع طويلة العمر، مثل أسماك الباس الأسترالي.

تتلقّى وزارة الصناعات الأولية في نيو ساوث ويلز تقاريرَ عن نفوق «مئات الآلاف» من الأسماك في النهر، منذ ديسمبر/كانون الأوّل 2019.

السكان المحليون قالوا إن الأمطار التي شهدتها البلاد خلال الأيام العشرة الماضية انطوت على انجراف المزيد من الرماد والطين الناجم عن حريق الغابات في النهر.

وتعد كارثة نهر ماكلاي واحدةً من ثماني كوارث نفوق للأسماك، تلقَّت الوزارة بلاغاتٍ بها هذا العام، ويرتبط السبب في تلك الوقائع غالباً بنقص الأمطار.

قال لاري نيوبيري، وهو صياد هاوٍ من مدينة فريدريكتون، الواقعة بالقرب من بلدة كيمبسي، إنه سافر مسافة 100 كيلومتر إلى منطقة جورج كريك، لاستكشاف ما آل إليه النهر في نهاية الأسبوع الماضي.

أضاف: «مما شاهدته سأقول إنني لن أتفاجأ بنفوق كل سمكة في مساحة 100 كيلومتر على الأقل من النهر. وقد كانت الرائحة الكريهة طاغية لدرجة تعيق التنفّس، بسبب الأسماك الميّتة والثمار المتعفّنة والرماد الناجم عن الحرائق، وربما مواد إطفاء الحريق أيضاً. لقد كان ذلك يشبه تماماً الوحل البنّي».

قائلاً: «لَطالما مارستُ هواية الصيد في هذا النهر لمدّة 50 عاماً، ورأيت وقائع نفوق أسماك من قبل، ولكنّ لم يضاه شيء ما شهدته مؤخراً، وسيحدث هذا على ضفاف كل نهر شهد حرائق الغابات بالساحل الشرقي».

كان نيوبيري ينتقد عمليات الصيد التجارية التي كانت تستهدف أسماك الباس الأسترالية، وكذلك وزارة الصناعة الأولية، إثر ما وصفه بافتقارها إلى الاستجابة.

من بين الأنواع التي شوهدت نافقة، وعلمت بشأنها النسخة الأسترالية من صحيفة The Guardian، الباس الأيرلندي، وثعابين الماء، والبوري مفلطح الرأس، والبوري ذو الأعين الصفراء، والرنجة، وسمك الجوبيو، وأسماك السلور.

وعند المنبع الواقع بمنطقة كيمبسي في بلدة بيلبروك، استخدم السكان المضخات والخراطيم التي استعاروها من طواقم الإطفاء، لمحاولة ضخ الأكسجين في المياه. وقال نيوبيري إنه معجب بالجهود المبذولة، ولكنه يخشى أن يكون هذا غير كافٍ بالمرة.

جيمس بريتشارد، مؤسس نادي بيلبروك الاجتماعي لصيد الأسماك، قال إن أمطار مساء الخميس، 16 يناير/كانون الثاني، رفعت مستوى النهر، ولكنها «جلبت معها أطناناً وأطناناً من الحطام والأوساخ».

وقال: «يوجد حالياً رماد في النهر أكثر مما رأيت في أي وقت مضى، إن سطح النهر مغطّى بالرماد الذي يشبه مزيج كعكٍ غير مطهيّ.. إنه مُروِّع. لقد انتهى أمر النهر لأجيال مقبلة، ولن أرى تعافي النهر في حياتي من جديد، لذا فحين أقول إنني غاضب ومُحبَط فربما يكون الوصف غير دقيق، فلَطالما اعتمدت الشعوب الأصلية هنا على وجود نهرٍ سليم من أجل الغذاء ونقل الثقافة على ضفافه، وهذا قد دمّر هذه الجهود».

تابع: «هذا خطأ للغاية، والوزارة كانت تدرك أن هذا سيحدث، إلا أنهم لم يفعلوا شيئاً حياله». 

قال البروفيسور لي بومجارتنر، عالم البيئة المتخصص في المياه العذبة بجامعة تشارلز ستورت، إن السمك قد اختنق، حيث إن إضافة الرماد والمواد المغذية إلى الماء تُعزز نمو البكتيريا، التي بدورها تفني الأكسجين من الماء، وإذا أصبحت المياه وحلاً فلن تتمكن الأسماك من تمرير كمية كافية من الماء إلى خياشيمها لاستخلاص الأكسجين.

أشار بومجارتنر إلى أنه بالرغم من أن الجهود الرامية إلى ضخّ الأكسجين في الماء على نحو مصطنع قد تبدو غير مجدية، فإنها ربما قد أسفرت أيضاً عن نجاة أنثى باس واحدة لتفرّخ وتضع مئات وآلاف البيض. 

وقال إن هناك سابقة لفهم الآثار الطويلة الأجل لحدث مثل هذا؛ إذ تسببت حرائق الغابات الهائلة التي شهدتها البلاد في عام 1939 في انجراف الرماد إلى نهر لاتشلان، و «لم تتعافَ الأسماك من أثر تلك الحرائق قط، أعتقد أننا سنرى المزيد من هذه الأحداث أثناء المطر، وربما يمتدّ أثرها لعقود، ويمكن أن يكون الأمر فظيعاً حقاً». 

تحتوي صفحةُ «قتل الأسماك» على موقع الوزارة أيضاً على تقارير عن نفوق مئات الأسماك في بحيرة تيلبا، على الساحل الجنوبي لنيوساوث ويلز، حيث علمت السلطات بوجود سخام على ضفاف النهر، وإلى جانب نفوق أسماك الدنيس نفقت كذلك أسماك البوري مفلطحة الرأس، وثعابين البحر، والسرطان الأزرق السابح.

ويُحتمل أن يكون الجفاف قد تسبب في نفوق الآلاف من الأسماك في نهر هاستينغز بالقرب من بورت ماكواري، حسبما ذكرت الصفحة.

وقال بيان الوزارة في نيوساوث ويلز إن إدارة المصايد التابعة لها «تُواصل التحقيق في نفوق الأسماك على نهر ماكلاي، السبب وراء الحادث يتمثّل في رداءة نوعية المياه، ما يؤدي إلى انخفاض الأوكسجين المذاب. ويضيف هطول الأمطار الرماد الناجم عن حرائق الغابات الواسعة في جميع أنحاء المنطقة إلى مستجمعات المياه المحلية، فضلاً عن المواد العضوية الأخرى والرواسب، وهذا بدوره قد يتسبب في انخفاض مستويات الأكسجين في الماء على نحو سريع».

البيان ذكر أن «موظفي مصايد الأسماك أجروا العديد من التقييمات الميدانية، وكانت الأنواع الرئيسية المتأثرة هي الباس الأسترالي، وسمك البوري، وسمك السلور، ويقدر عدد الأسماك المتأثرة بمئات الآلاف». 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى