رياضة

جذَب الجماهير مرة أخرى.. 4 ظواهر أعادت البريق للبوندسليغا بعدما سحب الكالتشيو البساط من تحت قدميه

بعد أن تفوق الدوري الألماني في إثارته في المواسم الأخيرة على نظيره الإيطالي، الذي اختفى قليلاً بسبب تصدُّر يوفنتوس للمسابقة وعدم وجود منافسة قوية، استعاد الكالتشيو بريقه هذا الموسم بشدة، وخطف الأضواء من البوندسليغا مرة أخرى.

فيما حاول الألمان استعادة تلك المكانة مرة خرى، ولكن كان الأمر يتعلق ببايرن ميونيخ، عملاق الكرة الألمانية، مرة أخرى، الذي عاد مؤخراً لقمة توهجه، وأشعل المنافسة على اللقب ليستعيد الدوري بريقه من جديد بشكل تدريجي.

وكان يجذب الدوري الألماني أنظار الكثير من عشاق كرة القدم، بفضل احتدام المنافسة بين الفرق، وثقافة التشجيع السائدة هناك، واجهت البوندسليغا عدة تحديات تحتم عليها اتخاذ قرارات مهمة، يفترض أن تصبّ في صالح الجميع، وقد بدأت تلك العودة بـ4 ملامح ظهرت في الفترة الأخيرة، نعرضها في الآتي:

ثقافة جمهور مختلفة

في مساء يوم الجمعة الماضي، وفي حي «إيرنفيلد» في مدينة كولونيا الألمانية، اجتمعت مجموعة من عشاق كرة القدم الإنجليزية، من أجل الاستمتاع بحفل موسيقي قبل عطلة نهاية الأسبوع في الدوري الألماني لكرة القدم.

وفي يوم السبت، توجهوا إلى مدينة دورتموند، للانضمام إلى المئات من المشجعين البريطانيين الآخرين، الذين يحضرون كلّ مباراة يخوضها «الفريق الأصفر» على ملعبه، ثم عادت هذه الجماهير مرة ثانية إلى مدينة كولونيا، لحضور مباراة فريق المدينة أمام فرايبورغ.

ولا شك أن هذه الجماهير الإنجليزية لن تشعر بخيبة أمل، لأن مباريات «البوندسليجا» تتوفر على كل العناصر، التي تمكنها من جذب الجماهير الأجنبية نهاية كل أسبوع: تذاكر بأسعار معقولة، مدرجات ممتلئة، وأجواء صاخبة.

في دورتموند بدا أسطورة الفريق السابق نيفين سوبوتيتش على وشك البكاء، وهو يقف أمام الجماهير التي رددت اسمه، بالرغم من أنه يرتدي قميص الفريق الخصم يونيون برلين.

أما في العاصمة برلين، فقد كانت هناك مشاهد مماثلة، مساء يوم الجمعة الماضي، حيث تنقلت جماهير شالكه بكثرة إلى برلين، من أجل تشجيع فريقها أمام هيرتا برلين (انتهت بالتعادل 0-0).

تقليد قديم لمنع الاحتكار

في ألمانيا هناك أيضاً قاعدة «1+50″، التي تمنع المستثمرين الكبار من الاستحواذ على الأندية إلا بتحقيق شروط معقدة جداً، حيث تعد هذه القاعدة جزءاً من تقاليد الكرة الألمانية (يشار إلى أن النقاش حول تعديل هذه القاعدة فُتح أكثر من مرة، إلّا أن الجماهير مازالت ترفض تغييرها، فيما لم تمانع بعض الفرق في إجراء تعديلات عليها).

يذكر أن هذه القاعدة تسهم في بقاء أسعار تذاكر المباريات منخفضة، بالمقارنة مع دوريات أخرى، وهو ما يؤدي إلى حضور الجماهير بكثرة من أجل تشجيع فرقها.

صفقات وإثارة وأرقام قياسية

من المؤكد أن البوندسليغا من الدوريات التي تقدم كرة قدم جيدة، ففي هذا الموسم أثبت الدوري الألماني أنه يزخر بالعديد من المواهب الكروية الشابة، التي ينتظرها مستقبل واعد، بالإضافة إلى مدربين من الطراز الحديث.

فمثلاً يوم السبت الماضي، واصل نجم بوروسيا دورتموند إيرلينغ هالاند تسجيل الأرقام القياسية (أصبح أول لاعب في تاريخ البوندسليغا يسجل سبعة أهداف في أول 3 مباريات).

أما في مدينة لايبزيغ، فقد تواجه المدرب الشاب جوليان ناغلسمان ومدرب بوروسيا مونشنغلادباخ ماركو روزي (كانت مباراة القمة وانتهت بالتعادل 2-2).

انتفاضة الزعيم بايرن ميونيخ

رغم المجهودات الكبيرة التي بذلها الدوري الألماني، فإنه كان يعاب عليه دائماً سيطرة الفريق الواحد «بايرن ميونيخ»، لكن يختلف الوضع في هذا الموسم، إذ إن السباق على اللقب قريب مما يحدث في بعض الدوريات الأوروبية.

وتفصل نقاط قليلة فقط فرق المقدمة عن بعضها البعض، وهو ما يرفع من حدة المنافسة بشكل كبير، فقبل أعياد الميلاد تعادل بوروسيا دورتموند مع لايبزيغ 3-3، في واحدة من أحسن المباريات هذا الموسم، أما بوروسيا مونشنغلادباخ فقد عاد من بعيد وقلب تخلفه أمام بايرن ميونيخ إلى انتصار ثمين بـ2-1.

وفي مباراتهم الأخيرة أمام لايبزيغ، رفعت جماهير بوروسيا مونشنغلادباخ (فاز بالدوري الألماني خمس مرات) لافتة عريضة كتب عليها «النادي التقليدي منذ عام 1900″، وذلك في سخرية مُبطنة من الخصم لايبزيغ، الذي أسس سنة 2009.

ويتمسك لايبزيغ بقاعدة «1+50» فقط على الورق، كما أن المستوى الذي يقدمه هذا الفريق حالياً يطرح عدة تساؤلات مهمة عن جدوى هذه القاعدة، وكذلك المستقبل الذي يريده الدوري الألماني لكرة القدم.

أما سبب الإثارة حالياً في سباق الفوز بالبوندسليغا، فإنه يعود جزئياً إلى البداية المتواضعة لبايرن ميونيخ تحت قيادة المدرب المُقال نيكو كوفاتش، لكن الفريق البافاري عاد الآن إلى سابق مستواه ويحتل الصدارة، بعد فوزه على فريق ماينز غير المحظوظ (يحتل حالياً المركز 15 في البوندسليغا).

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى