آخر الأخبار

تنقَّل بين شوارع ومستشفيات ووهان والتقى السكان.. اختفاء صحفي صيني نقل تفاصيل مروعة عن كورونا

اختفى صحفي صيني كان قد أخبر العالم عن الوضع البائس في شوارع مدينة ووهان التي تعد البؤرة التي خرج منها الفيروس الجديد، في الوقت الذي أعلن فيه عن وفاة الطبيب الذي كان قد أبلغ لأول مرة عن وجود فيروس جديد.

حسب تقرير
لموقع صحيفة Daily Mail البريطانية، نشر السبت
8 فبراير/شباط 2020، كانت تقارير كيوشي قد نقلت تفاصيل مروعة، منها امرأة اتصلت
بعائلتها بصوت يملأه الرعب وهي تجلس بجانب قريب لها وقد رقد ميتاً على كرسي متحرك،
والأوضاع البائسة لعشرات من المرضى المصابين بالفيروس الذين فاضت بهم مستشفيات
بأكثر من قدرتها على الاستيعاب.

لماذا الخبر
مهم
: لم
يسمع أحد أي أخبار عن تشن كيوشي منذ الساعة 7 مساءً بالتوقيت المحلي يوم الخميس 6
فبراير/شباط، ولم يرد على أي من الاتصالات التي تلقاها على هاتفه المحمول.

يأتي اختفاء
كيوشي في الوقت ذاته الذي أُعلن فيه عن وفاة الطبيب الصيني لي وين ليانغ، البالغ
من العمر 34 عاماً، والذي كان أول من أطلق الإنذار بشأن فيروس كورونا، في أعقاب
إصابته بالعدوى خلال معالجته المرضى في مستشفى ووهان المركزي.

كما اعتقلت
السلطات الصينية الأسبوع الماضي صحفياً آخر، هو الصيني فانغ بن، الذي كان قد نشر
مقاطع فيديو لجثث محمّلة في حافلة لنقلها. قبل أن يُطلق سراحه بعد ذلك.

صورة أوضح: زار كيوشي مستشفيات مركزية ومنازل
جنازة ومناطق سكنية في ووهان، وتحدث إلى المرضى وأسرهم لكي يجمع معلومات أكثر عن
الوباء.

حُمّلت مقاطع
الفيديو الخاصة به على مواقع «تويتر» و «يوتيوب» التي تحظرها
الصين لكن يمكن الوصول إليها باستخدام برامج اختراق الحماية. وكان كيوشي قد خطط
لزيارة المرضى المحجوزين في مستشفى فانغ تسانغ قبل اختفائه.

قال منشور على
حسابه على موقع تويتر، عن صديقٍ مخول بالتحدث نيابة عنه: «عندما اختفى تشن
كيوشي، كان بصحة جيدة ودرجة حرارته طبيعية. ونحن نتطلع إلى عودته في سلام وصحة.
غير أنه لم يتصل بعد بعائلته حتى الآن».

فيما نشرت
والدته مقطع فيديو تدعو فيه بعودته سالماً. كما أخبر أحد الأصدقاء شبكة CNN:
«نحن قلقون على سلامته الجسدية، ولكننا قلقون أيضاً من احتمال إصابته
بالفيروس خلال اختفائه».

عمل بطولي: قام كيوشي بزيارات بطولية
لمستشفيات قيد الإنشاء للكشف عن حالتهم، واستجوب في شجاعة بعض القرارات التي
اتخذتها السلطات في ووهان.

يقول أحد
المنشورات على حسابه قبل اعتقاله: «من السهل وضع 1000 سرير في الاستاد، ولكن
كيف يأكل 1000 شخص معاً؟ كيف يستحمون. كيف يذهبون إلى المرحاض معاً؟».

«هل عليهم
أن يرتدوا قناعاً على مدار الـ24 ساعة؟ هل يوجد ما يكفي من إمدادات الأكسجين،
وأجهزة التنفس الصناعي، ومتى سيكون الدواء المحدد لهذا الفيروس متاحاً؟».

«هذه
المشكلة ما انفكت تقلقني منذ أيام! كما أن هناك مرضى آخرين ضعفاء ويحتاجون إلى
رعاية عائلية. كل خطوة يخطونها صعبة عليهم الآن».

نشر حسابه
فيديو في 5 فبراير/شباط عن نجل أحد ضحايا فيروس كورونا، والذي «أراد أن يقول
فيه كيف مضى الأمر مع والده منذ إصابته بالعدوى إلى وفاته، تنفيذاً لوصيته ورثاءً
له».

كما نشر مقطع فيديو
تظهر فيه صفوف من الأسرّة ومستلزمات مكدسة من داخل مستشفى ووهان هذا الشهر. وتقول
التغريدة: «هنا لزيارة هذا المكان الذي ما زال تحت الإنشاء. قال الأطباء
المحليون إن الأمر أشبه بمستشفى في ساحة معركة أو ملجأ مؤقت».

مشاهد غير
مسبوقة
..
تُظهر الصور أسرّة مؤقتة في المستشفى وقد وضع على كل منها ثلاث بطانيات.

يبين مقطع
فيديو آخر نُشر على حساب التواصل الاجتماعي الخاص به كيفية دخوله بسهولة إلى قاعة
العيادات الخارجية لمستشفى ووهان، لتسليط الضوء على مدى سهولة الدخول والخروج من
المركز الطبي.

يقول فيه:
«قاعة العيادات الخارجية بالمستشفى وقسم المرضى الداخليين يمكن الدخول منها
على نحو اعتيادي. مشاهد فوضوية، الآن هم لا يهتمون بشخص غريب يدخل ويخرج وهو يرتدي
قناعاً. هكذا دخلت وصورت الفيديو».

بعد أن تبين أن
تناول الخفافيش ربما قد تسبب في ظهور المرض، يُظهر كيوشي في مقطع فيديو آخر على
شبكة الإنترنت خفاشاً مطبوخاً في وعاء كبير، مع تعليق: «بعد تجربة ما حدث من
جرّاء ذلك، هل حان الوقت لكي يتخلى الصينيون عن تناول الحيوانات الضارية؟»

تفاصيل لابد
منها
: جاءت
حادثة الاختفاء قبل يوم واحد من وفاة الطبيب لي وين ليانغ في الساعات الأولى من يوم
الجمعة بعد فشل محاولات إنعاشه، وفقاً لبيان رسمي.

كان طبيب
العيون أول من لفت انتباه الجمهور إلى الفيروس، قبل أن تحتجزه الشرطة وتتهمه بنشر
أخبار وهمية لتحذيره على وسائل التواصل الاجتماعي من «فيروس سارس في سوق
ووهان للمأكولات البحرية»، في 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي.

جاء منشور لي
قبل أسبوعين من الإعلان الرسمي عن تفشي فيروس كورونا، ووضع ووهان، بؤرة العدوى،
تحت الحجر الصحي. ودفعت السلطات لأسرته مبلغ 90 ألف جنيه إسترليني بعد أن حكمت
بكين بأن وفاته كانت ناتجة عن «إصابة عمل» وفي أعقاب الانتقادات المليئة
بالحزن والغضب على وسائل التواصل الاجتماعي.

ظل فانغ بين،
الذي أُفرج عنه بعد موجة من الاحتجاجات على اعتقاله انتشرت عبر شبكة الإنترنت،
هادئاً على مدار يوم الجمعة الذي توفي الطبيب في الساعات المبكرة منه، قبل أن ينشر
مقطع فيديو جديد في المساء.

بينما كثّفت
الصين من جهودها لفرض رقابة محكمة على مواقع الدردشة ووسائل التواصل الاجتماعي
والمنابر الداخلية، مثل موقع Weibo، وموقع WeChat التابع لشركة «تينسنت» الصينية،
وموقع Douyin
من تطوير شركة «بايت دانس»، وفقاً لتقرير Bloomberg
Quint،
لكنها لم تتمكن من السيطرة التامة على مواقع تويتر ويوتيوب التي تقع مقراتها في
الولايات المتحدة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى