منوعات

لماذا تحول قناع دالي لأيقونة عالمية وحقق نجاحاً مذهلاً؟ حوار مع كاتب مسلسل La Casa de Papel

تساؤلات يجيب عنها كاتب مسلسل La Casa de Papel الذي نجح نجاحاً مدوياً بعد أن أصبح المسلسل غير الناطق بالإنجليزية -وهو من تأليف أليكس بينا- الأكثر مشاهدةً على نتفلكس، والثاني على مستوى العالم من حيث المشاهدة في الساعات الأربع والعشرين الأولى من انطلاقه بعد مسلسل Game Of Thrones.

خلال عامين، صارت البدلة
الحمراء وقناع سلفادور دالي -وهو الزي المُميّز لهذه العصابة- الزي التنكري الأكثر
مبيعاً في مهرجان ريو دي جانيرو.

ومع موسمٍ رابع منتظر (من
المقرر عرضه في يونيو/حزيران هذا العام)، يرجع الكثير نجاح هذا المسلسل، إلى
التأثير الذي أحدثته شخصيات مثل “البروفيسور” (الذي أدّى دوره ألفارو
مورتي)، وأندريس دي فونويّوسا الشهير بـ “برلين” (بيدرو ألونسو)، أو “نيروبي”
(ألبا فلوريس).

في هذا التقرير نعرض لكم
حواراً مع خافيير غوميز قائد فريق كُتَّاب السيناريو المسؤول عن صياغة الشخصيات
وبناء حبكة القصة في المسلسل الإسباني الشهير حسب  موقع BBC Mundo

هذا ما يحدث عادةً مع
المسلسلات، ويحدث بصورة أكبر في الحلقات الأولى والأخيرة

أعتقد أن الأمر يتعلق بعدة
أشياء، الأول هو الالتزام بنجاح المسلسل، الذي يجبرنا على التفكير في الأمور عدة
مرات.

لكن كتابة سيناريو مليون مرة
لا يعني أن ذلك يؤثر على التكلفة، المشكلة الكبرى هي الذهاب إلى موقع التصوير
بسيناريو سيئ، هنا ستبدأ بإنفاق الكثير من الأموال فلا يوجد مجال للتراجع.

السبب الآخر هو أننا نعمل في
فريق نصنع السيناريوهات بالتعاون مع العديد من كتاب السيناريو. كان الفريق يتألف
مني أنا وأليكس، غير أن الأمر انتهى بأربعة يعملون على كتابته.

وهكذا جرى تنقيحه عدة مرات،
وصُنعت عدة نسخ مُعدّلة.

أعتقد أن إسهامي في القصة أو
في السيناريو يجب أن يُقيَّم من خلال بقية الفريق، بالنسبة لي، كانت عملية طبيعية
جداً؛ نظراً إلى أنني صحفيّ، فقد كتبت مسلسلات كثيرة بالفعل كما كتبت العديد من
القصص الخيالية بوصفي كاتباً مُحترفاً. لذلك دمجت العالمين معاً.

وبما أن طريقتي في العمل كانت
تشبه طريقة أليكس كان كل شيء أسهل مما توقعت كما كان ذلك بفضل تعاونهم معي.

في اللقاء الأول مع أليكس كان
مقنعاً جداً 

ذهبنا لتناول شرابٍ وفاجأني
بالأمر بنفس الطريقة التي أخبر بها البروفيسور العصابة “سنقوم بأكبر عملية
سرقة في التاريخ، لكننا لن نسرق أي شخص سنصنع مالنا الخاص بنا”.

كانت الفكرة مختلفة لذا
أغرتني كثيراً، وقلت له: “حسناً، سأمزج بين الصحافة والخيال في آن
واحد”.

بشكلٍ ما، نعم.

في إسبانيا، لم ينجح الموسمان
الأول والثاني بقوة كان الأداء جيداً إلى حدٍّ ما، لكنه كان بعيداً كل البعد عن
النجاح.

برغم ذلك، لم يقل أحد أبداً
أنه كان فاشلاً كان مسلسلاً محكوماً عليه بالنسيان.

لكن، وبصورة غير متوقعة، ظهرت
منصة نتفليكس وحدثت المعجزة في بقية دول العالم.

حدث ما لم يحدث أبداً من قبل؛
تحوّل La Casa de Papel إلى واحد من أكثر المسلسلات غير الناطقة بالإنجليزية مشاهدةً على
الشبكة.

نعم، كنا منهمكين في مسلسل
اسمه El embarcadero. اعتقدنا أننا لن نعود أبداً إلى La Casa
de Papel.

وبعدها بدأ التحول، رأينا في
المملكة العربية السعودية مدرجاً بأكمله في ملعب كرة قدم يرتدي الألتراس قناع دالي
الذي استخدمناه في المسلسل.

وحدث الأمر نفسه في بلاد
أخرى، مثل فرنسا، وفي مدرجات العديد من ملاعب كرة القدم. 

بعدها سمعنا أن القناع كان
الزي التنكري الأكثر مبيعاً في مهرجان ريو دي جانيرو.

كان أمراً مُربكاً؛ لأننا لم
نكن نعرف ما الذي يحدث بشكل فعلي 

حصد الممثلون متابعين كُثُراً
على جميع مواقع التواصل الاجتماعي، وذات يوم أدركنا أننا من بين أكثر المسلسلات
“الماراثونية” في العالم، بعد مسلسل Game of
Thrones، وكانت
مرحلة حماسية جداً.

إنهم يرتكبون جريمة، دون شك
لكن هناك لحظة في الموسم الأول، تفسر فيها هذه الجزئية،  عندما يُخبر
“البروفيسور” “لشبونة” معنى الأشرار 

حين قال لها “ما الذي
أفعله أنا؟ أنا أصنع مالي الخاص وهذا ما يفعله البنك المركزي الأوروبي
أيضاً”.

وأضاف أن البنك المركزي
الأوروبي صك الكثير من المال في عام 2011، و2012، وذهبت هذه الأموال مباشرة إلى
البنوك. 

في لحظة ما، يتوقف المسلسل عن
كونه يدور حول عمليات سطو، ويتحول إلى مسلسلٍ عن مجموعة من الشخصيات.

هذا من ناحية ومن ناحيةٍ
أخرى، ينطوي La Casa de Papel على عنصر تسلية، مما يجعل التعلق به كبيراً فتستمر في مشاهدته دون
توقف.

إضافة إلى أنك تتعاطف مع
الشخصيات، ففي النهاية يمكن رؤيتهم في كل مكان. دنفر وموسكو وغيرهم، هم أشخاص
جميعنا رأيناهم وعرفناهم نسرد كيف يشعرون، وكيف يحبون، وكيف يغضبون وما يتطلعون
إليه.

تبدأ الشخصيات عصابةً وتنتهي
عائلةً، وهذا ما يشعر به المُشاهد أيضاً.

المسلسل يعكس خيبة الأمل التي
خلّفتها الأزمة إزاء السُلطة

إذ يشعر الناس بالتعاطف مع
حقيقة أن أعضاء العصابة هم المنبوذون في العالم، وأنهم دفعوا ثمن أخطاء النظام،
ولم يعد لديهم أي شيء يخسرونه.

يحتوي المسلسل على شيء نحن
أنفسنا لم نخطط له، وهو العناصر الرمزية التي يمكن تمييزها بسهولة، مثل القناع،
والزي الأحمر.

كان ذلك يندرج ضمن أبعاد
شخصية برلين المتعلقة بالتكفير عن أخطائه في النهاية، هذا الموت البطولي الذي ضحى
من خلاله بحياته، والذي أربك رفاقه بشدة، كان ينطوي على عنصر مهم؛ فقد كان كذلك
لحظة تحوِّل في هذا الموسم. وكانت لحظة مؤثرة للغاية بالنسبة لنا.

لقد شاهدت موت برلين مراتٍ
عديدة، كثيراً ما كنت أفتح يوتيوب وأبحث عن هذه اللحظة وأشاهدها مرة أخرى لأنني
مازلت متأثراً بها.

كانت لدينا ميزة عظيمة؛ وهي
أننا نحب المسلسل، أنظر إلى La Casa de Papel بالطريقة التي يحب بها
الطهاة تناول الطعام في مطاعمهم الخاصة.

وهكذا فعلنا ذلك بحماس كبير
وكنا نتطلع لجعل هذا العمل الذي نحبه كثيراً عملاً لائقاً

هذا المزيج من الحماس هو ما
يدفعك ويجعلك تمضي قدماً وأنت راضٍ تماماً، لأن ما تكتبه يلقى نجاحاً في جميع
أنحاء العالم، بالإضافة إلى أنك تريد حقاً أن تشاهد La casa
de papel مرة
أخرى، لكن في نسخة جيدة.

في حالة نيروبي، أعتقد أن
الأمر له علاقة كبيرة بأداء ألبا الجاذبية الشخصية التي تتمتع بها مهمة جداً.

كانت هذه الشخصية مُحكَمة
برغم أنها كانت تتحدث قليلاً وهذا يؤكد بأن الممثل لديه الكثير ليفعله حتى لو لم
يكن يتحدث كثيراً 

دائماً كانت للشخصيات مواسم
تكون متفاوتة بالنسبة للمشاهدين، تكون بعضها مثلاً محبوبة أكثر من غيرها، لكن
عندما يتمكن الممثل من الدور، ندرك أن مهمة تجسيد هذه الشخصيات تنطوي على الكثير
من الجهود بين ما وضعناه في السيناريو، وما تفعله الممثلة، وهو ما ظهر بشكل واضح
جداً في حالة ألبا.

شخصية البروفيسور ملحمية،
لأنه بطل يناقض كل ما اعتدنا على رؤيته في الأبطال

نجد شخصاً غير متكيِّف مع
المجتمع، لا يتمتع بالكاريزما اللازمة للرقص ولا يتعامل بشكل جيد مع الأمور
المتعلقة بالحب.. برغم ذلك، كان هذا مثالياً في المهمة التي كان مكلفاً بها وهو ما
يجذب في هذه الشخصية ويجعلها مختلفة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى