تقارير وملفات إضافية

استعراض العضلات.. بومبيو في السعودية لكنه عينه على إيران

تجوّل وزير الخارجية الأمريكي
مايك بومبيو داخل قاعدة جوية في السعودية؛ حيث تنشر الولايات المتحدة بطاريات
صواريخ “باتريوت” ومقاتلات جوية للتصدي لأية هجمات إيرانية محتملة، في
زيارة الهدف منها استعراض القوة ضد إيران، وتسليط الضوء على العلاقات الأمريكية
السعودية القوية، كما ترى وكالة Bloomberg
الأمريكية.

وبفضل زيارة بومبيو، الخميس
20 فبراير/شباط، إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية، وهي منشأة مترامية الأطراف تقع
جنوب شرقي الرياض، وتمتد على مساحة تقارب مساحة دولة البحرين، استطاع وزير
الخارجية معاينة سرب من مقاتلات F-15E التي نُشِرَت في السعودية في يناير/كانون
الثاني، والحصول على إحاطة سرية من قادة وحدة صواريخ باتريوت التي تمثل خط حماية
ضد الطائرات الإيرانية والضربات الصاروخية.

وصرَّح بومبيو، للمراسلين
الصحفيين خلال الزيارة، بآنَّ “وضع القوة هنا اليوم -الذي لا يمثله فحسب
الوجود الأمريكي هنا اليوم، بل أيضاً العمل الذي قمنا به مع شركائنا السعوديين
للتأهب بشكل أفضل لمثل تلك الضربات- هو أمر حقيقي للغاية. هناك إحساس قوي بالأمان
لوجود منشآت كهذه، ونحن اليوم أكثر قدرة مما كنا عليه سابقاً”.

وفي نهاية جولة التي استمرت
لأسبوع شملت ألمانيا ودولاً إفريقية وشرق أوسطية، كان يخطط بومبيو لزيارة حقل خريص
النفطي، الذي استهدفته صواريخ وطائرات بدون طيار في سبتمبر/أيلول الماضي في هجمات
اتُّهم مسؤولون إيران بشنها. لكن اضطر بومبيو إلى تغيير هذه الخطة بسبب سوء
الأحوال الجوية. وسمحت زيارة قاعدة الأمير سلطان، التي تستضيف نحو 2500 من الجنود
الأمريكيين، بإظهار كيف أصبحت الولايات المتحدة تعتقد الآن أنَّ لديها القوة
العسكرية اللازمة لردع الهجمات المستقبلية ضد أحد حلفائها الرئيسيين.

لكن التركيز على القوات
الأمريكية أكد أيضاً إصرار ترامب على الوفاء بوعده في حملته الانتخابية لعام 2016
بسحب القوات الأمريكية من “حروب لا نهاية لها” في الشرق الأوسط. وبدلاً
من سحب قواتها، أرسلت الولايات المتحدة الآلاف من الجنود الآخرين إلى المنطقة ضمن
حملة فرض “أقصى ضغط” ضد طهران.

والتقى بومبيو مع العاهل
السعودي الملك سلمان في وقت سابق الخميس، ثم توجه بعد زيارة القاعدة الجوية إلى
اجتماع وعشاء مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ولم يقل ما إذا كان سيثير قضية
الصحفي الراحل جمال خاشقجي، الذي قُتِل وقُطِعَت جثته أشلاءً على يد المخابرات السعودية
في تركيا في عام 2018.

وعانت العلاقات الأمريكية
السعودية من توترات شديدة أخرى خلال الأشهر الأخيرة: ففي ديسمبر/كانون الأول، قتل
متدرب في سلاح الجو السعودي، يبلغ من العمر 21 عاماً، 3 بحارة في هجوم على قاعدة
عسكرية في ولاية فلوريدا الأمريكية. إلى جانب ذلك، تورط ولي العهد السعودي في
اختراق هاتف الرئيس التنفيذي لشركة Amazon جيف بيزوس. لكن المسؤولين السعوديين نفوا
تورط ولي العهد في الاختراق.

وتعرضت الرياض أيضاً
لانتقادات بسبب قضية وليد فتيحي، وهو مواطن أمريكي من أصول سعودية، احتُجِز عام
2017، ويزعم أنه تعرض للتعذيب في السجن. وصدر بحقه حظر من مغادرة أراضي السعودية.

ومع ذلك، كان من الواضح أنَّ
تركيز بومبيو انصب على إبراز الدعم القوي الذي توليه إدارة ترامب للسعودية، التي
تعتبرها شريكاً حيوياً في عزل إيران. يُذكر أنَّ السعودية كانت أول محطة زارها
ترامب بعد وصوله للرئاسة في 2017.        

وقال بومبيو إنَّ السعودية
“شريك وحليف مهم. وفي الوقت نفسه، نواصل التوضيح لهم توقعاتنا في ما يتعلق
بمجموعة واسعة من قضايا حقوق الإنسان، التي تشمل عودة الأشخاص الذين نعتقد أنهم
محتجزون خلافاً للقانون”.    

وما زاد من الضغوط على طهران،
إعلان الولايات المتحدة،  الخميس، فرض عقوبات على بعض أعضاء وكالة حكومية
إيرانية تقول واشنطن إنها تتلاعب في الانتخابات في البلاد من خلال استبعاد
المرشحين الذين لا يتبنون ذات الأيديولوجية السياسية لآية الله علي خامنئي.

وفي وقت سابق من الرحلة، شدد
بومبيو على ضرورة تحميل إيران مسؤولية هجمات وكلائها على القوات الأمريكية في
بغداد، محذراً من أنَّ مثل هذا العنف لا يمكن أن يصبح روتينياً. وقال إنَّ حملة
الضغط القصوى ضد إيران ستستمر، معرباً عن رفضه لتصريحات الرئيس الإيراني حسن
روحاني بأنَّ بلاده لن تتفاوض حتى ترفع الولايات المتحدة العقوبات المفروضة على
القيود التي تخنق الاقتصاد الإيراني.

وقال بومبيو، الخميس:
“لست بحاجة إلا للنظر لسلاسل تغريدات آية الله لتعرف أنَّ هؤلاء الأشخاص
يزدرون بقوة الأفكار الأساسية التي نقدسها في الولايات المتحدة. وهدفنا هو تغيير
سلوك النظام الحاكم هذا، لكن هناك الكثير من العمل علينا أن نفعله أولاً حتى نصل
لهذا الهدف النهائي”.   

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى