منوعات

كيف لوثت مادة التيفال البيئة والمياه وقتلت العشرات؟ عن فيلم Dark waters المبني على قصة حقيقية

حينما يتواصل الصراع من أجل عدالة بيئية يستحقها
الإنسان فهناك بعض القصص لا يجب الصمت أمامها

فيلم Dark waters من
نوعية أفلام الإثارة القانونية (legal thriller)، أي
الأفلام التي تكون مبنيَّة على قضايا قانونية، وتلك النوعية من الأفلام ليست
بالغالب جماهيريةً، وأيضاً يمكن تصنيف الفيلم كنوع من أفلام السيرة الذاتية.

الفيلم مأخوذ عن قصة حقيقية،
ومبنيٌّ على مقال من جريدة “نيويورك تايمز” بعنوان “المحامي الذي
أصبح أسوأ كابوس لشركة دوبونت (DuPont)”، والذي تم نشره في عام  2016.

و”دوبونت” شركة
أمريكية رائدة في الصناعات الكيميائية، تم تأسيسها عام 1802، وظلت تعمل تحت الاسم
نفسه حتى عام 2017، حيث تم اندماجها مع شركة داو للصناعات الكيميائية وقتها، والآن
الشركة الأُم تعمل بثلاثة أقسام مختلفة. الشركة لها دور كبير في تطوير عديد من
المواد الكيميائية والبوليمرات كالتفلون والنيوبرين والنايلون وغيرها من المواد
العديدة، كما لها صراعات قانونية وبيئية نتيجة إنتاجها عديداً من المواد الملوِّثة
للبيئة، وتأثيرها بشكل مباشر أو غير مباشر على الكائنات الحية.

هذا الفيلم مبنيٌّ على مقالات وتحقيقات صحفية أخرى وروايات أصحاب القصة الحقيقيين.

تدور قصة الفيلم بمدينة سينسيناتي في ولاية أوهايو، ويتحدث عن المحامي روبرت بيلوت وصراعه الممتد لنحو 20 عاماً مع شركة ديبونت للمنتجات الكيميائية، لإثبات المخاطر الصحية التي سبَّبتها الشركة للناس والبيئة، نتيجة استخدام بعض المواد في حياتنا اليومية، أهمها PTFE أو التيفلون، والتعتيم المقصود من الشركة على الأضرار المحتملة لاستخدام مثل تلك المواد، بعدما حصل على قضية من المُزارع ويل تينانت في بداية الأمر.

ومادة “التيفلون” تتكون من متعدد رباعي فلورو الإثيلين أو بولي تيترا، وفلورو إثيلين بوليمر صناعي يحتوي على الفلور، ويُعرف باسم تيفلون، وهو العلامة التجارية من شركة ديبونت ويمتاز بمقاومته الكيميائية الممتازة، ويُستخدم في المجال الصناعي بكثرة، كما يُستخدم بشكل يومي في صناعة الأواني؛ لمنع التصاق الطعام.

أما الفيلم فيروي الصراع
والضغوط التي أثرت في بيلوت خلال تلك الفترة سواء في العمل أو حياته الشخصية،
ويتحدث بشكل أهم عن العبث البيئي وعدم اكتراث الشركات الكبرى لشيء سوى المكاسب
المالية الضخمة.

الفيلم من إخراج تود هاينز،
ويعد أحد أفضل تجاربه، ومن بطولة مارك رفالو الذي كان في أغلب الفيلم ظاهراً،
وأدوار صغيرة لتيم روبنز وآن هاثاواي التي أحبَّت أن تشارك في الفيلم كنوع من
دعمها للبيئة وتأثرها القوي بالناشطة الشهيرة غريتا تونبرغ.

الفيلم نجح بشكل كبير من ناحية
روايته وتوثيقه للأحداث، وعلى الرغم من ذلك لم يكن بالجودة نفسها على الصعيد
الدرامي رغم مشاركة عديد من النجوم الكبار في الفيلم، ولكن يظل فيلماً مهماً، بسبب
الوضع البيئي الراهن.

الفيلم حاصل على تقييم بتاريخ اليوم على موقع  IMDB 7.6.

أما تقييمي أنا للفيلم فهو 7 من 10.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى