منوعات

كيف يمكن استخدام النوم في محاربة فيروس كورونا؟

قد لا يكون النوم
علاجاً لكل شيء، لكن بإمكانه أن يُقوي مناعتك.

عزَّز انتشار فيروس
كورونا، الذي دمر الصين وجعل العالم يسعى للحصول على إجابات، أهمية الدور الذي
يؤديه النوم في بناء أجهزتنا المناعية.

والأمر بإيجاز هو أن
التأكد من الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم ليلاً هو إحدى أفضل الطرق التي يمكن بها
تقوية مناعتنا ومقاومة الفيروسات والأمراض. إذ أن النوم مُعزِّز طبيعي للمناعة.

لكنني، لنكون واضحين،
لا أقترح أن النوم علاجٌ كاملٌ لفيروس كورونا. إذ ليس هذا هو الحال هنا، فلا يوجد
بعد علاجٌ لهذا المرض. وقد قتل الفيروس إلى يوم 20 فبراير/شباط الماضي، أكثر من
2100 شخصٍ حول العالم. وثبت وجود ما يقرب من 75 ألف حالةٍ مصابة إجمالاً، أغلبها
في الصين، حيث بدأ معدل الإصابات يتباطئ بينما تتخذ البلد إجراءات وقائية ضد زيادة
انتشار المرض.

كما أن فيروس كورونا
صار مصدر قلق رئيسي للولايات المتحدة، إذ رُحِّل مئات الأمريكيين من الصين
ووُضِعوا في العزل الصحي لفتراتٍ وصلت إلى 14 يوماً خلال الأسابيع القليلة
الماضية.

وتتطابق العلامات
الدالة على فيروس كورونا مع علامات أمراض أخرى أقل خطورة. ووفقاً لمراكز مكافحة
الأمراض والوقاية منها، تشمل أعراض الفيروس الصداع والسعال والرشح واحتقان الحلق
والحمى.

وإليك ما نعرفه عن
الصلة بين الجهاز المناعي والنوم:

كيف يعمل الجهاز المناعي

أولاً، علينا أن نراجع
سريعاً كيفية عمل الجهاز المناعي. يُعتبر هذا الجهاز هو نظامك الدفاعي الداخلي ضد
الجراثيم الضارة التي قد تُصيبك بالمرض.

للجهاز المناعي 3
وظائف رئيسية:

ينشط جهازك المناعي
عندما يتعرف على وجود المستضدات أو السموم أو مواد أخرى غريبة في جسدك. ويثير هذا
رد فعله، فيعمل على تطوير أجسامٍ مضادة أو خلايا مُعدة خصيصاً لمحاربة الأجسام
المتطفلة. وبمجرد إنتاج تلك الأجسام المضادة، يحفظها جهازك المناعي ليستخدمها
مُجدداً إذا تعرض للمشكلة نفسها مرة أخرى؛ وهو ما يفسر إصابتنا بمرض الحصبة مثلاً
مرة واحدة في الحياة.

كيف يؤثر النوم في
الجهاز المناعي

النوم عملية ضرورية
ليعمل الجهاز المناعي بأكبر كفاءة ممكنة.

ويمكنك تشبيه جهازك
المناعي بمدرب كرة القدم في جسمك، والنوم هو الاستراحة بين الشوطين.

يقوم المُدرب الجيد
بإجراء تعديلات بين الشوطين، بعد أن يدركوا ما يفعله الخصم ببراعة. ويضطلع النوم
بالدور نفسه لجهازك المناعي، إذ يعطيه الفرصة للتقييم الشامل لأي تهديدات. ثم يكون
بإمكانه أن يتصدى للمستضادات بتأنٍ، فيوجه الخلايا -أو اللاعبين- إلى شن هجوم مضاد.
لكن بدون الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، سيواجه جسمك وقتاً عصيباً في تطبيق أفضل
خطة لعبٍ للتغلب على المرض. 

النوم يُعزز إنتاج
الخلايا التائية (
T Cell)

من بين الطرق التي
يساعد بها النوم الجهاز المناعي هي تحفيزه إنتاج الخلايا التائية (T Cells).

والخلايا التائية هي
كريات الدم البيضاء التي تؤدي دوراً جوهرياً في استجابة الجهاز المناعي للفيروسات.
وتحفيز هذه الخلايا خطوة مهمة في طريقة التعامل مع الأجسام الخارجية، إذ تهاجم
الخلايا الحاملة للفيروسات وتُدمرها.

النوم يُحسن استجابة
الجهاز المناعي للتهديدات

تتحسن استجابة الجهاز
المناعي أيضاً من خلال الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم. 

ومن خلال إتمام
الدورات الأربعة للنوم، فأنت تدعم إفراز وإنتاج بروتين السيتوكين، وهو بروتين
متعدد الأوجه يساعد الجهاز المناعي في الاستجابة السريعة للمستضدات.

وللسيتوكينات
أولويتين:  

وتُشبه تلك الخلايا
الظهير الخلفي لجهازك المناعي، وهي تتلقى الأوامر لتُقاوم الفيروسات بأفضل طريقةٍ،
وتوجه الخلايا المناعية لتنفيذ خطة اللعبة.

غير أن قلة النوم تجعل
المهمة أصعب. إذ أن جسمك يعتمد على النوم الليلي لتغذية الخلايا والبروتينات التي
يحتاجها لمحاربة الأمراض. أما فقدان النوم فهو يعوق إنتاج السيتوكينات، ويُصعب على
جسمك، بالتبعية، التصدي للفيروسات.

أفضل طريقةٍ لتجنب
الإصابة بفيروس كورونا وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض واتقائها

في ظل عدم توفر علاج
لفيروس كورونا، أصدرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها عدداً من الخطوات
البسيطة التي يمكن اتباعها للوقاية من العدوى. 

تشمل تلك الخطوات ما
يلي:

وأفضل طريقة دفاعية
يمكنني أن أنصح بها هي اتباع تلك الإرشادات، والحصول على قسطٍ من النوم لا يقل عن
7 ساعات كل ليلة. ويزيد الأمر وضوحاً عند التفكير في حجم المساعدة التي يمنحها
النوم للجسد في التصدي لنزلات البرد العادية.

النوم الجيد يتصدى
لنزلات البرد

عندما تكون مصاباً
بالبرد، فمن بين أوائل النصائح التي يُقدمها طبيب -أو والدتك- هي الحصول على قسطٍ
وفير من النوم.

وهناك أبحاث كثيرة
تدعم هذه النصيحة. بل ربما كان النوم هو الطريقة الأفضل لمعالجة البرد أو الوقاية
منه.

وقد أكد الباحثون من
جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو هذا العام الماضي. إذ أشارت نتائجهم إلى أن قلة
النوم قد يكون العامل الأول في تحديد احتمال الإصابة بالمرض بعد تعرض الشخص لفيروس
البرد. 

شارك في دراسة جامعة
كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، 164 شخصاً تتبعوا عاداتهم في النوم لأسبوع واحد.
وبعدها، نُقلوا جميعاً إلى فندق واُعطوا قطرات الأنف، مُعرَّضين للبرد.

كان المتطوعون الذين
أفادوا بحصولهم على نومٍ كافٍ خلال الأسبوع السابق -متوسط 7 ساعات على الأقل في
الليلة- أقل عُرضة بكثير في الإصابة بالمرض. وعلى الجانب الآخر، زاد احتمال إصابة
المشاركين الذين سجلوا 6 ساعات من النوم أو أقل كل ليلة، في الإصابة بالبرد 4.2
أضعاف.

وأشار الباحثون إلى أن
قلة النوم كانت العامل الرئيسي الذي حدد إصابة الأشخاص بالمرض من عدمه، وفاقت
أهمية النوم العمر والعرق والدخل ومستوى التوتر والعادات الضارة مثل التدخين.
وخلُصت النتائج إلى أهمية النوم في التصدي للأمراض اليومية.

كيف تحصل على أفضل
ساعاتٍ من النوم

ذكرنا أهمية النوم في
بناء مناعتك. ومعرفة ذلك تزيد أهمية التأكد من حصولك أفضل نوم ممكن.

لكن إيجاد الوقت للنوم
الهانئ ببساطة يمكن أن يكون صعباً. أتفهم ذلك؛ فما بين العمل والعائلة والمهمات
اليومية، أحياناً ما نُضطر إلى إهمال النوم.

صار انتشار فيروس
الكورونا موضوعاً عالمياً في الأسابيع القليلة الماضية، وهو أمر مفهوم. وهو مُقلِق
بلا شك، وأشعر بالامتنان لأننا نحظى بالعديد من الأشخاص المتفانين الذين يعملون من
أجل التوصل إلى حلٍ له.

هذا
الموضوع مترجم عن مجلة
Psychology
Today
الأمريكية.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى