لايف ستايل

رحلتي من أمريكا إلى مصر.. هذه تفاصيل ما حدث معي في مطار مرسى علم

في ظل أزمة كورونا الحالية التي أوقفت حركة الطيران والتنقل حول العالم، دعوني أحكي لكم تجربتي ورحلتي للعودة إلى بلدي مصر من مدينة نيويورك التي كنتُ أقيم فيها، وكيف أنني استطعت اجتياز هذه الرحلة بأمان وحماية نفسي من الإصابة بفيروس كورونا.

قمتُ بتأجير سيارة لأقود لمدة ٤ ساعات متواصلة حتى أصل إلى مدينة واشنطن، وقمتُ قبلها بمسح وتنظيف شامل بالمناديل المعقمة لكل جزء في السيارة من الداخل.

قمت بتسليم العربية المستأجرة في المطار وركبتُ أوتوبيساً آخر الذي يصل إلى مطار دالاس، في حياتي كلها لم أرَ هذا الباص فارغاً مهجوراً كما رأيته في ذلك اليوم.

بعد وصولي إلى المطار، ارتديت كمامة طبية لأول مرة حيث إنني كنتُ محاطة بأنس كثيرين في هذه اللحظة وكان شعوري ما بين الخوف والغرابة، وما زاد الأمر صعوبة بالنسبة لي حيث إنني قبلها كنتُ ملازمة للبيت لمدة طويلة.

بعدها توجهتُ إلى مكتب مصر للطيران، وقمتُ بتوقيع ورقة بأنني موافقة على العزل في أي مكان تقرر الحكومة المصرية عزلنا فيه، في ذلك الوقت كان قد خرج قرار رسمي في مصر بأن يكون العزل الصحي في مدينة مرسى علم وهي مدينة سياحية على البحر الأحمر بدلاً من القاهرة.

مررتُ من جهة الأمن بالمطار “TSA” وشعرت بالغرابة وقتها أنه لم يبدُ عليهم أي علامات قلق من قرب المسافة بيننا، ولم يكن أحدٌ منهم يرتدي ماسكات طبية ولا كمامات، لكنهم كانوا يرتدون القفازات فقط أثناء قيامهم بتفتيشي وتفتيش منطقة رأسي وحجابي.

أثناء الركوب إلى الطائرة كان الطريق مزدحماً جداً، بعد الركوب مسحت كل شيء حولي ومعي بالمناديل المعقمة، وكذلك قام  المضيفون والمضيفات بتوزيع الماسكات والكمامات الطبية على كل من لا يمتلكها، المفاجأة التي كانت إيجابية بالنسبة لي أن أغلب المسافرين كانوا يرتدون الماسكات الخاصة بهم.

بعد ١١ ساعة طيران ومشاهدة ٤ أفلام وصلنا مطار مرسى علم،  وكان المسموح هو نزول مجموعات متتالية من الركاب، كل مجموعة عددها 20 شخصاً، ليركبوا معاً نفس الباص، وبعدها وزع العاملون علينا ماسكات وتم تعقيم كل الحقائب التي نحملها من الخارج.

بعد ذلك قام طاقم العاملين بقياس درجات الحرارة لكل شخص قبل دخوله قاعة الانتظار، وأثناء ذلك كانوا يذيعون أكثر من مرة “من فضلكم اجلسوا ولا تتجمعوا سوياً” حينها قمت بالجلوس في ركن بعيد.

بعد قياس درجات الحرارة، استقبلونا بالورود والمعجنات ومشروبات الشاي والمياه والعصائر، معظم العاملين كانوا يرتدون زي الحماية من الميكروبات، والكل بلا استثناء كان يرتدي كمامات طبية.

بعد حوالي ساعة من وصولنا قاعة الانتظار، سمعت حينها ولستُ متأكدة أنه تم إجراء الاختبار لـ350 راكباً كانوا على متن الطائرة.

الحقيقة لا أعرف ما نوع الاختبار الذي خضعت له بالضبط (في الأغلب اختبار لمضادات الفيروس في الجسم) لكنهم قاموا بشك إصبعي وحصلوا على بعض نقاط من الدم، وبعد 10 دقائق أخبروني بأنني سليمة.

أنهيت مرحلة فحص الجوازات في ثوانٍ، أخذتُ كل حقائبي والتي تم تعقيمها ورشها قبل الحصول عليها من سير الحقائب، بعدها مررت بمنطقة الجمارك، ثم قام العاملون برش الحقائب بالمعقم مرة ثانية قبل وضعها في أوتوبيسات مكيفة، إذن فنحن استغرقنا 3 ساعات من الطائرة حتى الوصول إلى الأوتوبيسات.

استغرق الأوتوبيس وقتاً مدته ١٥ دقيقة حتى نصل إلى يوصل، وطلبوا منا في الباص ملء ورقة بالمعلومات المطلوبة للفندق، حتى لا يحدث زحام، رأيت  الأتوبيسات وهي تقف في طابور والناس ينزلون دفعات لتجنب الزحام، في الحقيقة انبهرت في هذا الوقت بالتنظيم الذي فاق توقعاتي.

بعد حوالي ٤٠ دقيقة نزلنا من الباص الذي كنا به، وحينها قاموا برش الحقائب
بالمعقمات للمرة الثالثة، وقاموا برشنا أيضاً بالمعقمات حتى الأحذية قاموا برشها
من الجهتين فوق وتحت، لن أبالغ لو قلت إنه في أقل من نصف دقيقة أخذوا جواز سفري
وأعطوني وثيقتين ومفاتيح الغرفة.

إذن أنا استغرقت حتى الآن 25  ساعة من لحظة ما غادرت شقتي وحتى وصولي إلى غرفة الفندق المطلة على البحر.

لم يُطلب منِّي دفع أي أموال ولا حتى كارت الائتمان لأجل الطلبات الإضافية، الغرفة كان بها كل شيء تقريباً “مياه، شاي، صودا، قهوة، ورق تواليت، مستلزمات تكفي عائلة بأكلمها، حتى أنه كانت هناك طاولات صغيرة خارج كل غرفة حيث كانت توضع عليها الوجبات 3 مرات يومياً بانتظام، وكانت الوجبات تحتوي على “دجاج، خضار، سلطة، جبن، مخلل، أرز، خبز، فاكهة، كنافة.. وغيرها”.

كما كان هناك رقم هاتفي لخدمات التوصيل من الصيدلية أو السوبر ماركت.

كما كانت من أجمل التفاصيل بالنسبة لي البحر الذي كانت تطل غرفتي عليه.

أتساءل كم دولة قدمت هذه الخدمات لمواطنيها حتى يعودوا إلى بلدهم؟
في الحقيقة عمل رائع يا مصر ويستحق التصفيق والتحية.

أنتم أيضاً يمكنكم المشاركة معنا في قسم الآراء والتجارب الشخصية عن طريق إرسال كتاباتكم عبر هذا البريد الإلكتروني:[email protected]

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى