الآلاف يخرجون لشواطئ أمريكا.. دفعهم دفء الجو للتنزه، فيما تتخوف السلطات من تزايد أعداد كورونا
باتت الأيام المشمسة تنطوي على تحد كبير للسلطات في أمريكا حيث شجع الطقس الدافئ الناس على الخروج لارتياد المطاعم وصالونات تصفيف الشعر وغيرها من الأماكن مع معاودة نصف الولايات فتح الاقتصاد جزئياً بعد إجراءات العزل العام التي اتخذتها بسبب فيروس كورونا المستجد.
ففي واشنطن تجمع الألوف السبت 2 مايو/أيار 2020، في متنزه (ناشيونال مول) لمشاهدة طائرات تابعة للبحرية الأمريكية، وهي تنفذ طلعات احتفالية على ارتفاع منخفض تكريماً للعاملين في مجال الرعاية الصحية وغيرهم ممن يكافحون جائحة كورونا.
تدفق المتنزهين: أما في مدينة نيويورك، تُظهر صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي تدفق المتنزهين ومحبي الاستمتاع بحمامات الشمس على الحدائق في مانهاتن وغيرها مدفوعين إلى ذلك بأدفأ طقس تشهده المدينة منذ بداية الربيع.
كانت كاليفورنيا أمرت الأسبوع الماضي بإغلاق الشواطئ في مقاطعة أورانج بعد أن تحدت حشود إرشادات الصحة العامة للتدفق على الساحل الذي يحظى بشعبية. وأثار ذلك احتجاجات متظاهرين اتهموا الحاكم الديمقراطي للولاية بالمبالغة في تطبيق إجراءات العزل العام.
الشواطئ ليست آمنة: في حين قالت ديبورا بيركس، منسقة الاستجابة لقوة العمل المعنية بفيروس كورونا في البيت الأبيض، في مقابلة تلفزيونية إن وجود الناس بكثرة على الشواطئ لن يكون آمناً ما لم يبقوا على بعد ستة أقدام على الأقل عن بعضهم بعضاً. كما أنها أكدت رفضها السماح بمعاودة تشغيل أعمال مثل صالونات التجميل ومنتجعات التدليك في المرحلة الأولى.
أضافت “أوضحنا أن هذا ليس نشاطاً جيداً في المرحلة الأولى” حيث تجاوز عدد المصابين في الولايات المتحدة 1.1 مليون وارتفع عدد الوفيات إلى أكثر من 66 ألفاً اليوم الأحد.
فيما أوضحت أنَّ تجمع المحتجين، مثلما فعلوا الأسبوع الماضي في ميشيغان ومناطق أخرى من البلاد للتظاهر ضد قيود البقاء في المنزل، يُشّكل خطراً كبيراً.
العزلة الذاتية: بعد أسابيع من العزلة الذاتية والقيود، يتوق الأمريكيون للعودة إلى نوع ما من الحياة الطبيعية، بما في ذلك ممارسة الرياضة.
في حين يتبنى مارتي والش رئيس بلدية بوسطن بولاية ماساتشوستس، رأياً مخالفاً تماماً لذلك. ولم تبدأ الولاية بعد معاودة فتح الأنشطة وما زالت تشهد ارتفاعاً كبيراً في حالات الإصابة بالفيروس. وأصدرت ماساتشوستس كذلك أمراً على مستوى الولاية يطالب الناس بوضع الكمامات في الأماكن العامة.
حيث يوضح والش أن المسيرات المناهضة للجهود الرامية للحد من تفشي فيروس كورونا تسبب ارتباكاً وتجعل عمله أكثر صعوبة. وقال “لا أفهم ذلك.. الأمر يبعث برسالة خاطئة لأننا لا نزال في الأيام الأولى (لانتشار) فيروس كورونا. حتى ولو كانت الولاية ترى أن الأعداد تنخفض”.
والش أضاف “إذا لم نتسم بالذكاء الكافي فيما يتعلق بطريقة عملنا للأشياء، فقد تعاود الأعداد (المصابين) الارتفاع مجدداً”.
تشغيل الانشطة: بينما أصبحت تكساس إحدى الولايات الرئيسية في الضغط من أجل إعادة تشغيل أنشطتها الاقتصادية، قال إريك جونسون، رئيس بلدية دالاس، إن الناس يطيعون القواعد الجديدة على ما يبدو.
أضاف لشبكة (سي.إن.إن) “الناس لم يهرعوا عائدين للمطاعم ولم يتسرعوا في العودة لقطاعات الاقتصاد التي عاود الحاكم تشغيلها يوم الجمعة. ما نراه.. أناس يتحسسون موضع أقدامهم”.
حصيلة الضحايا: فيما ارتفعت حصيلة الوفيات بسبب فيروس كورونا في الولايات المتحدة، الأحد، إلى 67 ألفاً و535.
كما ارتفعت حصيلة الإصابات بالفيروس في عموم البلاد إلى أكثر من مليون و163 ألف حالة، وفق موقع “Worldometer”.
إلى ذلك تتصدر الولايات المتحدة قائمة البلدان الأكثر تسجيلاً للوفيات والإصابات بسبب كورونا على مستوى العالم.
فيما تعد نيويورك الأكثر تأثراً بالفيروس بين الولايات الأمريكية، بنحو 320 ألف إصابة، وأكثر من 24 ألف وفاة.
كذلك فقد بلغ عدد المتعافين من الفيروس في عموم البلاد 173 ألفاً و910 أشخاص.
