آخر الأخبار

ترامب يُعرِّض حياة آخرين للخطر! الدواء الذي روَّج له وقال إنه تناوله لعلاج كورونا ثبت أنه يزيد الوفيات بين المصابين

أظهرت دراسة جديدة أنَّ “هيدروكسي كلوروكوين”، الدواء المضاد للملاريا الذي يتناوله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للوقاية من فيروس كورونا، ويتباهى بذلك أمام وسائل الإعلام، قد زاد من نسبة الوفيات بين مرضى كورونا الذين يُعالَجون به في مستشفيات مختلفة بأنحاء العالم.   

نتائج الدراسة الكبرى التي أُجرِيَت على الطريقة التي استخدم فيها الهيدروكسي كلوروكوين، في 6 قارات، ونشرت في صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 22 مايو/أيار 2020، أشارت إلى أنه الضروري التوقف عن إعطاء العقار لمرضى كورونا، إلا ضمن ظروف بحثية ملائمة.          

الملاريا مختلف: الدراسة تشير إلى أن هذا الدواء آمِن إلى حدٍّ ما على المرضى الذين يُعالَجون من الملاريا، لكن كورونا مرض مختلف تماماً. 

مُعدّو الدراسة جمعوا نتائج أكثر من 96 ألف مريض في 671 مستشفى، يتناولون أحد الدواءين -الكلوروكوين أو الهيدروكسي كلوروكوين- مع مضاد حيوي مثل أزيثرومايسين أو من دونه، بين 20 ديسمبر/كانون الأول 2019 و14 أبريل/نيسان 2029.

نتائج الدراسة: توصلت الدراسة إلى أنَّ معدل الوفيات بين كل المجموعات التي تتناول الدواءين أعلى منه بين الأشخاص الذين لم يُعالجوا به. 

إذ توفي واحد من كل 6 أشخاص تناولوا أحد الدواءين فقط، بينما توفي واحد من كل 5 أشخاص كانوا يتناولون الكلوروكوين مع مضاد حيوي، وواحد من كل 4 أشخاص إذا كانوا يُعالجون بهيدروكسي كلوروكوين ومضاد حيوي. بينما وصل معدل الوفيات بين المرضى الذين لا يتناولون أياً من الدوائين إلى واحد من كل 11 شخصاً.

في هذا السياق، قال البروفيسور مانديب آر ميهرا، المُعِدّ الرئيسي للدراسة والمدير التنفيذي لمركز أمراض القلب المتقدمة التابع لمسشفى Brigham and Women’s Hospital في بوسطن: “هذه أول دراسة واسعة النطاق تتوصل إلى دليل قوي إحصائياً على أنَّ العلاج بالكلوروكين أو هيدروكسي كلوروكوين لا يفيد المرضى المصابين بكورونا”.

أضاف: “تشير النتائج التي توصَّلنا إليها إلى أنَّ الدواءين يقترنان بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب المتقدمة وزيادة خطر الوفاة، ومن الضروري إجراء التجارب السريرية العشوائية لتأكيد أي أضرار أو فوائد مرتبطة بهذه العوامل، وحتى ذلك الوقت نقترح عدم استخدام العقارين علاجاً لكورونا خارج التجارب السريرية”.

من جانبه، استبعد ستيفن إيفانز، أستاذ علم وبائيات الدواء في كلية لندن للصحة وطب الأمراض الاستوائية، أن تجد التجارب الآن أية فائدة كبيرة من استخدام العقارين، وقال: “لا تزال الإجابة النهائية تنتظر نتائج التجارب العشوائية، لكن من الواضح أنه لا ينبغي إعطاء الأدوية لعلاج كورونا بخلاف ما يتم في سياق التجربة العشوائية”.

كما أضاف: “يمكن حتى القول إنَّ الاستمرار في إعطاء العقارين لمرضى كورونا، باستثناء التجارب البحثية، أمر غير أخلاقي، بالنظر إلى هذه الأدلة التي لم تَظهر أي أدلة أخرى تعارضها إلى الآن”. 

ترامب والدواء: يذكر أن هذا الدواء ذاع صيته بعدما ذكره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مبكراً كأحد العلاجات المحتملة لمرض كورونا، وروَّج لذلك في عدة مناسبات لاحقة، آخرها في 18 مايو/أيار، حينما فاجأ الجميع بإعلانه أنه يواظب على تناول دواء مضاد للملاريا كعلاج محتمل لفيروس كورونا، متجاهلاً الدراسات العلمية التي أخذت تذهب على نحو متزايد، إلى أن هذا الدواء يؤدي إلى مشكلات في القلب، وفقاً لتحذيرات “إدارة الغذاء والدواء الأمريكية” (FDA)، والسلطات الصحية الأخرى. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى