آخر الأخبار

حظر تجول، نشرٌ للحرس الوطني، وصدام يوقع قتلى.. أمريكا تصعد إجراءاتها لإخماد الاحتجاجات

تشهد مدن أمريكية، الإثنين الأول من يونيو/حزيران، أبرزها العاصمة واشنطن، حظر تجول فرضته السلطات في محاولة منها لوقف الاحتجاجات الرافضة لعنف الشرطة مع المواطن ذي البشرة السمراء، جورج فلويد، الذي تسبب في مقتله، وما رافق تلك الاحتجاجات من أعمال عنف، أجبرت السلطات على الاستعانة بالآلاف من عناصر الحرس الوطني. 

غضب في ولايات عدة: يأتي فرض حظر التجول بعد مواجهات عنيفة اندلعت بين الشرطة والمحتجين لليلة السادسة على التوالي في عدد من الولايات، وتخللها سقوط جرحى من بين الطرفين، كما عمدت الشرطة إلى استخدام الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين أمام البيت الأبيض حيث مقر ترامب. 

رئيس بلدية واشنطن، موريل باوزر، أعلن في تغريدة على تويتر مساء الأحد 31 مايو/أيار 2020، فرض حظر تجول في العاصمة، “يبدأ من الساعة 23:00 من يوم الأحد حتى الساعة 06:00 من الإثنين”، مضيفاً أنه أمر بنشر الحرس الوطني في المدينة لدعم الشرطة.

كذلك فرضت السلطات حظراً للتجول في مدن أمريكية كبرى، من بينها لوس أنجلوس وهيوستن، وقال موقع Vox الأمريكي إن 39 مدينة ومُقاطعة في 21 ولاية فُرض فيها حظر التجول، مشيراً في ذات الوقت إلى تحذيرات خبراء في علم الجريمة إلى أن حظر التجول قد يأتي بنتائج عكسية. 

أوضح الموقع أيضاً أنه عندما فُرض حظر التجول يوم السبت 30 مايو/أيار 2020 في عدة مدن أمريكية، من بينها مينيابوليس، ولوس أنجلوس، وفيلادلفيا، فإن متظاهرين تحدوا الحظر وواصلوا الاحتجاج، ما دفع الشرطة إلى اعتقال العديد منهم. 

اللجوء للحرس الوطني: بالموازاة مع قرارات حظر التجول لجأت السلطات إلى نشر آلاف الجنود من الحرس الوطني في 15 ولاية بالإضافة إلى العاصمة واشنطن، وفقاً لما ذكره تقرير لشبكة فوكس نيوز الأمريكية.

جاء هذا القرار بعد توصّل حكام ولايات أمريكية إلى أنه من الضروري تفعيل آلية مساعدة الحرس الوطني، وذلك بعدما تحولت الاحتجاجات إلى أعمال شغب عنيفة، ويُضاف إلى الـ5000 جندي من الحرس الوطني، 2000 جندي آخرون مستعدون للانتشار في كاليفورنيا، وجورجيا، وإنديانا. 

لا يتوقف الأمر على نشر الـ5000 جندي من الحرس الوطني فقط، بل يستعد 2000 جندي آخرين على أهبة الاستعداد للانتشار في كاليفورنيا وجورجيا وإنديانا وكنتاكي ومينيسوتا ونورث كارولينا وأوهايو وبنسلفانيا وساوث داكوا وتينيسي وتكساس ويوتا وواشنطن وويسكونسن ومنطقة كولمبيا.

يُعد الحرس الوطني قوة عسكرية احتياطية تنقسم إلى جزأين: أحدهما يتبع القوات البرية والآخر القوات الجوية. ويمارس أفرادها مهامّ ووظائف مدنية ولكنْ لهم دور هام في مكافحة التظاهرات والاحتجاجات العنيفة، وكانت بداية تشكيلها على شكل ميليشيات على مستوى المستعمرات في 1607، ولكنها تطورت لشكلها الحالي في 1903، وأصبحت قوة فيدرالية في 1933.

صدامات عنيفة: تأتي هذه التطورات في وقت دارت فيه مواجهات أكثر من 20 مدينة بينها شيكاغو وأتلانتا، ولوس أنجلوس التي أطلق فيها عناصر الأمن الأعيرة المطاطية واستُخدمت الهراوات لتفريق متظاهرين أحرقوا سيارة تابعة للشرطة.

وفي مدن عدة أيضاً من بينها نيويورك وشيكاغو وقعت مواجهات بين المحتجين والشرطة التي استخدمت رذاذ الفلفل رداً على رشقها بمقذوفات، في حين تم تكسير الواجهات الزجاجية لمحال عدة في فيلادلفيا.

وتتزايد أعداد حالات الاعتقال التي تنفذها الشرطة على خلفية الاحتجاجات، وفقاً لما ذكرته صحيفة Washington Post، في حين قالت وكالة أسوشيتد برس إن الشرطة اعتقلت 4100 شخص في عدة مدن أمريكية خلال عطلة نهاية الأسبوع، مضيفةً أنه من غير الواضح ما إذا كانت التوترات في طريقها للهدوء أو إلى مزيد من التصعيد. 

كذلك تحدثت الصحيفة الأمريكية عن سقوط ما لا يقل خمسة قتلى في الاحتجاجات، خلال عمليات إطلاق نار في ديترويت وإنديانابوليس، ونقلت عن الشرطة القول إن “الناس قتلوا في إطلاق نار مرتبط بالاحتجاجات”، كذلك قُتل متظاهر من ذوي البشرة السمراء في مدينة أوماها.

في هذه الأثناء، جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من هجومه على المحتجين، واتهم اليسار المتطرّف بإثارة أعمال العنف التي شملت النهب وإشعال الحرائق، وقال ترامب الذي دان مرات عدة الموت “المفجع” لجورج فلويد، إن المتظاهرين يلحقون العار بذكرى الرجل.

كذلك اعتبر الرئيس أن على البلاد “ألا تسمح لمجموعة صغيرة من المجرمين والمخربين بتدمير مدننا”، وفق تعبيره.

عنف الشرطة: كان مقطع الفيديو الذي صَوَّر طريقة اعتقال فلويد قد أثار صدمة في أمريكا وكان الشرارة لاشتعال ولايات أمريكية بالاحتجاجات، وظهر فيه الشرطي ديريك شوفين وهو يوقف فلويد بشبهة الاحتيال، وأثناء توقيفه أقدم الشرطي على وضع ركبته على عنق فلويد وهو رهن الاعتقال منبطحاً على بطنه.

إثر ذلك ناشد فلويد الشرطي إزاحة ركبته عن عنقه، قائلاً: “لا أستطيع التنفس”، إلا أن مناشداته لم تلقَ استجابة لا من الشرطي ولا من زملائه من عناصر الشرطة الآخرين، وانتهت الحادثة بنقل فلويد للمستشفى ووفاته. 

يواجه شوفين، الذي تم اعتقاله، تهمة قتل من الدرجة الثالثة، بينما تقول عائلة فلويد إن الحكم غير كافٍ، مطالبةً بإنزال عقوبات قاسية بحقِّ الشرطي. 

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى