منوعات

قروض للشركات بقيمة 4 مليارات دولار.. مساع روسية لتحويل البلاد إلى مصدر لتمويل المشروعات البيئية

ترغب الحكومة الروسية وبمساعدة بنك التنمية الحكومي في الانطلاق نحو تحويل البلاد التي تعتبر  أكبر مُصدِّر للطاقة في العالم إلى مركز للتمويل الأخضر “في إشارة إلى المشروعات البيئية” بعد أيام من تسرب 20 ألف طن من النفط في أقصى شمال البلاد.

حيث تخطط شركة VEB.RF، التي اُستعين بها في الماضي للمساعدة في تمويل مشاريع البنية التحتية للرئيس فلاديمير بوتين، لوضع مبادئ توجيهية للسندات الخضراء بحلول نهاية الصيف. 

مشاريع بيئية: فيما قال أليكسي ميروشنشنكو، نائب رئيس الشركة في مقابلة من موسكو، إن الشركة المقرضة تهدف إلى مساعدة الشركات في جمع نحو 300 مليار روبل (4.3 مليار دولار) لصالح المشاريع البيئية، وفق تقرير نشرته وكالة Bloomberg الأمريكية. 

يُشارإلى أن إصدار السندات الخضراء العالمية ارتفع بنسبة 50% تقريباً إلى 271 مليار دولار عام 2019، وقد تبنت الأسواق الناشئة الأخرى هذه الحركة. 

تأتي محاولة روسيا بعد سنوات من تردد الكرملين إزاء مشكلة تغير المناخ وتسرب 20 ألف طن من الوقود في محطة كهرباء مملوكة لشركة MMC Norilsk Nickel PJSC في القطب الشمالي الأسبوع الماضي.

تصريحات محققين: حيث قال محققون إن محطة شركة نورنيكل انتهكت قواعد السلامة، مما أدى إلى تسرب الوقود، الذي يهدد بانقراض للعديد من الأسماك والطيور والثدييات النادرة في شبه جزيرة تيمير في سيبيريا.

كما أشارت نورنيكل، التي تعهدت بتمويل عملية تنظيف كاملة يمكن أن تكلف 146 مليون دولار، إلى أن الكارثة ربما تكون ناجمة عن تغير المناخ الذي أدى إلى ذوبان الجليد الدائم. وقد وبخ الرئيس فلاديمير بوتين إدارة الشركة علناً لعدم تحديث الخزان قبل حدوث التسرب، لكن هذا الحادث قد يصبح حافزاً لتمرير اللوائح البيئية المتوقفة منذ فترة طويلة.

وشركتا الطاقة الروسيتان نوفاتيك وجازبروم من بين الشركات التي لديها أصول في القطب الشمالي والتي قد تكون عرضة لذوبان طبقة الجليد دائمة التجمد، لكن أصولهما ليست بالدرجة نفسها من القِدَم مثل أصول نورنيكل، وفقاً لكسينيا ميشانكينا، مديرة الدخل الثابت في الأسواق الناشئة بمصرف Union Bancaire Privee في لندن.

من جانبه قال ميروشنشنكو إن الجهود المبذولة لتطوير السندات الخضراء في روسيا، التي يدعمها أيضاً البنك المركزي والحكومة، جزء من “الجهود الدولية لإنقاذ الكوكب، والحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري واستعادة الطبيعة”. وقال إن هذا سيمكن الشركات من أن تصبح “أكثر استدامة”.

السندات الخضراء: وفي ظل نمو سوق السندات الخضراء العالمية، واجهت اتهامات بالغسل الأخضر- تقديم مزاعم مضللة حول مدى فعالية مشروع ما في معالجة تغير المناخ- وما زاد الأمر سوءاً افتقارها إلى معايير موحدة عالمياً أو التحقق المستمر.

إلى ذلك يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تضمين الأهداف البيئية في المعايير الخاصة بالمصارف ومديري الأموال وشركات التأمين. وقال ميروشنشينكو إن روسيا “تحلل بعناية” الإصلاحات البيئية التي خطط لها الاتحاد الأوروبي، وكذلك معايير السندات الخضراء الدولية.

كذلك، يُشار إلى أن شركة السكك الحديدية الروسية Russian Railways، أكبر مشغل للسكك الحديدية في روسيا، باعت أول سندات خضراء دولية للبلاد في عام 2019، تلبية للطلب الكبير من المستثمرين الذين يملكون فيضاً من الأموال لإنفاقها على منتجات التمويل المستدام. وأضافت الشركة إصداراً ثانياً في مارس/آذار من هذا العام، وباعت جهات أخرى سندات خضراء محدودة بالروبل.

من جانبه قال كينسيا من بنك UBP: “من المرجح أن نشهد المزيد من تدقيق المستثمرين في إصدارات السندات الروسية”، مضيفاً أنه إذا توافقت السندات مع المعايير الدولية، فمن المفترض أن تصبح سهلة الإدارة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى