“كاريكاتير” يفجر أزمة بين السعودية و”السيستاني”.. صحيفة أساءت إليه، وعراقيون يحتجون ضد سفارة الرياض
حاول محتجون، الأحد 5 يوليو/تموز 2020، اقتحام المنطقة الخضراء، للوصول إلى السفارة السعودية وسط بغداد؛ احتجاجاً على ما وصفوه بأنه إساءة من صحيفة سعودية إلى المرجع الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني.
احتجاج مئات من العراقيين يأتي على رسم كاريكاتيري نُشر في صحيفة “الشرق الأوسط” الجمعة، ظهر فيه رجل دين معمَّم، بلحية بيضاء، وهو يحمل مقصاً ويقطع السلسلة الرابطة بين عربتي قطار كُتب على إحداها “العراق” وعلى الثانية “السيادة”.
كاريكاتير مسيء: الرسم فُسر على أنه “إساءة” إلى السيستاني، حيث يتهمه بسلب سيادة العراق بعد فتوى تشكيل “الحشد الشعبي” عام 2014 لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، إذ تكافح الحكومة في الوقت الحالي للسيطرة على بعض فصائل الحشد، حسبما أفادت وكالة الأناضول.
محاولات اقتحام: المحتجون تجمعوا أمام إحدى بوابات المنطقة الخضراء من جهة الشرق وحاولوا اقتحامها للوصول إلى السفارة السعودية؛ وهو ما دفع قوات الأمن إلى فتح خراطيم المياه صوب المحتجين؛ لإبعادهم.
المئات يتظاهرون امام بوابة المنطقة الخضراء احتجاجا على كاريكاتير صحيفة الشرق الاوسط الذي يعد تجاوزا على السيد السيستاني والقوة الامنية تقمعهم وتلاحقهم pic.twitter.com/mwoLmPltEK
أمجد الحسيني، أحد منظمي التظاهرة، قال في تصريح لـ”الأناضول”، إن السيستاني “خط أحمر” بالنسبة للعراقيين، و”لن نسمح بالمساس به بأي شكل من الأشكال، ولطالما أرسلت السعودية الإرهابيين إلى العراق لضرب الأمن وخلق الفتنة”.
أشار الحسيني إلى أن 7 محتجين أصيبوا بجروح طفيفة، من جراء التدافع وفتح قوات الأمن خراطيم المياه.
من جانبه، قال نقيب بشرطة بغداد، إن “المحتجين حاولوا اقتحام المنطقة الخضراء إلا أن قوات الأمن عملت على تفريقهم” مؤكداً وجود تعليمات بمنع وصول المحتجين إلى المنطقة الخضراء وحماية البعثات الدبلوماسية.
حذف وتوضيح: من جانبها، أصدرت صحيفة “الشرق الأوسط” الجمعة بياناً، بعد أن حذفت الكاريكاتير، نفت فيه أي إساءة إلى السيستاني، وقالت إنها “تلتزم القواعد المهنية في تعاملها مع الدول والأشخاص والمرجعيات، وتؤكد أن الرسم لم يُقصد به على الإطلاق الإشارة إلى شخصه”.
أضافت كذلك أن الرسم الكاريكاتيري كان القصد منه “الإشارة إلى التدخلات الإيرانية في الشأن العراقي”.
وتتهم دول عربية، وفي مقدمتها السعودية والبحرين، إيران بـ”التدخل” في شؤونها الداخلية وشؤون دول أخرى بالمنطقة مثل سوريا والعراق ولبنان واليمن، في حين تنفي طهران هذا الاتهام، وتقول إنها حريصة على علاقات حسن جوار مع دول المنطقة.
