تكنولوجيا

لمحة نادرة عن الاستعمال الحقيقي للعملات المشفرة في فنزويلا

في العامين الماضيين، تبرع العديد من المؤمنين بالبتكوين بعملاتهم المشفرة لمبادرات في فنزويلا، إذ يحتفون بالبلد كمثالٍ بارز على ما يمكن أن تحققه تكنولوجيا العملات المشفرة. فللعملات المشفرة في فنزويلا تاريخ طويل.

لكن الحقيقة على الأرض أبسط من ذلك. 

تبرعت شركة التكنولوجيا المالية الناشئة AirTM بنحو 300 ألف دولار أمريكي في صورة عملات مشفرة لـ60.829 عنوان محفظة إلكترونية خاصة بفنزويليين معروفي الهوية، على مدار عام 2019. وتأتي العملات المشفرة التي تم التبرع بها من جهات مثل GiveCrypto، وشركة Electric Coin Company والفنان Cryptograffiti.

وقال Cryptograffiti لموقع CoinDesk، واصفاً مشروع الجدارية المموَّل تمويلاً جماعياً: “من أجل التشجيع على التبرع، تلقى المتبرع بأكبر مبلغ قطعة من الجدارية”. 

وقد وفرت حملة التمويل الجماعي للجدارية أغلب التبرعات بالبتكوين (BTC)، وهذه مثَّلت بدورها أقل من 12% من إجمالي التبرعات للمستخدمين الفنزويليين لخدمة AirTM. كانت أغلب التبرعات في صورة أصول مثل البتكوين كاش (BCH)، والزد كاش (ZEC)، والداي (DAI)، ووصلت إلى نحو خمسة دولارات لكل تبرع. وتُظهر بيانات AirTM أن القليل من المستخدمين سحبوا بالفعل التبرعات، إذ مال أغلب المستخدمين إلى الاحتفاظ بها في نظام AirTM.

ووفقاً لاستطلاع رأي للمستخدمين، لم يستعمل سوى 57% منهم المبالغ، بل إنه بالنسبة لبعضهم، كان تحويل العملات المشفرة إلى رصيد على AirTM في صورة توكنات دولار الإير (AirUSD) على حساب مستخدم خاضع لإدارة AirTM، مشقة لا يريدون احتمالها.

أما الذين تمكنوا من الولوج إلى مبالغهم، فقد استعمل أكثر من ألفين منهم المبالغ في شراء الطعام. (يمكن الاطلاع على نتائج الاستطلاع كاملة هنا). وقد فعلوا هذا باستعمال AirTM في صرف عملات البوليفار التي أرادوها، مستعملين مزود خدمة المحافظ الإلكترونية كبنك فعلي. 

بينما فضَّل البعض ادخارها، ومن بينهم نيسا هورتادو، التي قالت في حوار: “أستعمل هذه العملات المشفرة حتى الآن داخل AirTM”. 

وحتى إن مستخدمي البتكوين ومنهم المهندس جيرالدو مينيسيس، الذي يملك كمية ضئيلة من البتكوين في محفظته الخاصة، فضَّل استعمال أغلب العملات المشفرة التي تم التبرع بها كرصيد ائتماني على منصة AirTM. 

وقال مينيسيس عبر Whatsapp: “إن البتكوين (BTC) وسيلة أحصل بها على مقابل عملي. ومنصة AirTM هي منصة التداول والبنك الخاص بي”.

وقال مينيسيس إنه استعمل عملات البتكوين الإضافية من حملته الخيرية لشراء الدواء لوالدته، وهذا الدواء كان عالي الثمن ويجب شحنه من الخارج. 

وقبل أزمة فيروس كورونا، كان يمكن شحن الدواء من أوروبا في غضون أسبوعين، لكن الأمر الآن يستغرق شهراً. لذا يتعين تجهيز المبلغ مقدماً. 

ويكمل مينيسيس: “إن العديد من الناس يبحثون عن طرق للتحويل بين الدولار والعملات المشفرة؟ والمتداولون الأكثر مكراً يحاولون الاحتيال على الأبرياء”.

وهذه هي المنفعة التي تقدمها منصة AirTM، إذ يثق العملاء بالمنصة ويعرفون كيفية استعمالها، مع أن القليل منهم يعرفون كيفية تشغيل محافظ الزد كاش (ZEC) أو البتكوين (BTC). وقال أحد مستخدمي AirTM، المحامي مايكل بارايز، إن هذه هي المرة الأولى التي يعرف بها بشأن العملات المشفرة، وقال إنه قد يشتري بعض عملات البتكوين ليدخرها لنفسه.

وقال بارايز: “حين ترجع الديمقراطية وتنتهي عقوبات الولايات المتحدة، سيزدهر اقتصادنا مجدداً. 

وحتى لو تمتع المستخدمون بالمهارات اللازمة لاستعمال العملات المشفرة، فبعضهم ما يزال يفضل إدارة أموالهم مع وجود خيار لطلب المساعدة التي توفرها الشركة. لكن آخرين لا يرغبون في الاحتفاظ بعملة عالية التقلب، على الإطلاق. 

وقال جانيت غارسيا دي ريفاس، الذي يستعمل العملات المشفرة للمرة الأولى: “يمكن أن أرى أن توكنات دولار الإير (AirUSD) لم تفقد قيمتها”، معللاً سبب تحويله تبرعات العملات المشفرة إلى توكنات دولار الإير. وجانيت مهندس ذو خبرة يعمل في مجال التقنية. 

إن كانت فنزويلا تقدم مثالاً على استعمال البتكوين (BTC)، فيبدو إذن أن هناك طلباً على الخدمات الصديقة للبتكوين التي تقدمها شركات التكنولوجيا المالية العادية. 

باختصار، الناس يثقون بمُزوِّدي الخدمة، حتى وإن اختاروا بين وقتٍ وآخر، الاحتفاظ بكميات صغيرة من البتكوين بأنفسهم. وتسهل الشركات المزودة للخدمة عليها التعامل بالبتكوين عبر الحدود أو تسييلها. أما المستخدمون الآخرون، الذين لهم احتياجات خاصة، فإن استعمال البتكوين مباشرة ليخدموا أنفسهم مصرفياً يتطلب كثيراً من التخطيط والتجهيز.

يقول Cryptograffiti: “ما زال هناك الكثير مما ينبغي عمله، من أجل تشجيع تبني البتكوين في المنطقة. على سبيل المثال، اخترنا عشوائياً بعض اللاجئين للمشاركة تصادَف وجودهم في المنطقة، والعديد منهم لم يمتلك حتى حساب بريد إلكتروني. من أجل أن تكون العملية لها فاعلية قصوى، كان علينا أن نحاول استهداف مجموع فرعية محددة قبل الأوان”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى