آخر الأخبار

الطائرات الورقية تحولت إلى “كابوس أمني”.. السلطات المصرية تفرض إجراءات مشددة على اللعب بها

تحوّلت هواية اللعب بالطائرات الورقية  الدارجة بين الأطفال والشبان في مصر إلى كابوس يؤرق السلطات المصرية، خصوصاً بعدما أصبحت الشغل الشاغل للكثير من الأطفال والشبان الذين يبحثون عن تمضية أوقاتهم، في ظل إجراءات الحجر الصحي مع انتشار كورونا، وعدم توفر الإمكانات والبدائل الترفيهية.  

إجراءات الحكومة: الموقع الإخباري البريطاني Middle East Eye قال إن الدولة المصرية فرضت إجراءات مشددة على الطائرات الورقية، واعتقلت المئات في الإسكندرية والقاهرة والسويس وحلوان والمنوفية.

تشير محاضر الاعتقال، حسب الموقع، إلى “أن المعتقلين هم أطفال صغار مهملون وغير مسؤولين، تم الإفراج عن معظمهم بعد وقت قصير، بينما أمضى آخرون ليلة أو ليلتين في الحجز”.

لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل أصدر محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، الأسبوع الماضي، أمراً بحظر جميع أنواع الطائرات الورقية على الشواطئ، زاعماً أنها تسببت في عدد من الحوادث، وفرض غرامة مالية تقدر بـ19 و63 دولاراً على كل من يخالف هذا الأمر، ممن تزيد أعمارهم عن 18 عاماً. 

كما طالب أعضاء في مجلس النواب بفرض حظر شامل على الطائرات الورقية في جميع أنحاء مصر، فيما حذّر خالد أبوطالب، عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، في يونيو/حزيران، من مخاطر الطائرات الورقية على “الأمن القومي” إذا تم تزويدها بكاميرات مراقبة. 

لا نملك غيرها: ولكن في الأحياء المتواضعة، حيث تكاد الملاعب والمساحات الخضراء والصالات الرياضية تكون معدومة أو غالية الثمن، يصبح اللعب بالطائرات الورقية الملونة للتغلب على ملل خلال حظر التجول الحل الوحيد للكثير من المصريين على أرصفة الكورنيش في وسط القاهرة، أو على الجسور التي تربط القاهرة والجيزة.

يقول عاطف، بينما يساعد شقيقه البالغ من العمر 16 عاماً في تطيير طائرته الورقية من سطح أحد المباني، ويعطيه توجيهات عن كيفية لفّ الخيط والتحكم فيه: “أنا أطيّر الطائرات الورقية منذ كنت في السادسة من عمري، وهذا هو النشاط الخارجي الوحيد المجاني والسهل”.

يعيش عاطف، وهو عسكري حصل على إجازة 15 يوماً، في حي إمبابة، غرب القاهرة، واعتاد في سنوات نشأته قضاء معظم وقته في الشارع، والانخراط في الكثير من الألعاب الخارجية التي منها تطيير الطائرات الورقية.

رخيصة وممتعة: يقول محمد يوسف، وهو طالب في المدرسة لديه أربع طائرات ورقية يلهو بها مع أصدقائه وأفراد أسرته: “هي آمنة ورخيصة وممتعة وتناسب الجميع”.

تعيش عائلة يوسف في إمبابة منذ 50 عاماً، ولا يمكنها تحمل تكاليف العضوية في أي من الأندية الاجتماعية أو الرياضية في القاهرة، التي قد تصل إلى 200 ألف جنيه مصري (12,537 دولاراً) للعائلة الواحدة.

يقول أحمد، والد يوسف، لموقع Middle East Eye: “لطالما كانت الشوارع ملعباً للأطفال، فلا يمكنني اصطحاب عائلتي المكونة من خمسة أفراد إلى إجازة صيفية، ولا يمكنني الاشتراك في ناد اجتماعي لاصطحابهم إليه”.

لا بدائل: ورغم هجوم الحكومة ومسؤولين آخرين على الطائرات الورقية، يقول عشاقها إنهم لا يجدون الكثير من الخيارات الأخرى، في ظل القيود المفروضة في الوقت الحالي.

يقول سعيد، الطالب في المدرسة الصناعية الإعدادية: “أقضي معظم وقتي في الشارع لأننا سبعة نعيش في المنزل نفسه، وإذا بقينا معاً فسيصاب أبوانا بالجنون”.

وأضاف: “من المحبط أنه لا يوجد مكان يستطيع الشباب الذهاب إليه، ولا يستطيع الجميع تحمّل تكلفة الذهاب إلى المقاهي أو السفر إلى الساحل الشمالي. لقد أمضينا أشهر الصيف الثلاثة محبوسين دون شيء نفعله”. 

يُشار إلى أن شعبية الطائرات الورقية ارتفعت في الأشهر الثلاثة التي تلت بدء تفشي جائحة فيروس كورونا، وفرض الحكومة لحظر التجول للتصدي لها.

وقد صبغت هذه الظاهرة سماء مصر بالألوان، حيث يمارس آخرون اللعبة خارج المناطق الفقيرة على أرصفة الكورنيش في وسط القاهرة، أو على الجسور التي تربط القاهرة والجيزة.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى