آخر الأخبار

أسباب رفض مبهمة، وطريقة اختيار غامضة.. فرحة وحزن بعد الإعلان عن أسماء الحجاج لهذا العام

للمرة الأولى في التاريخ الحديث، لن يشارك ملايين الحجاج من خارج السعودية في مناسك الحج، وذلك بسبب المخاوف من الفيروس، حيث أعلنت الرياض عن أن الحج هذا العام سيكون استثنائياً وبأعداد محدودة وإجراءات صحية مشددة جداً.

مَن وقع عليهم الاختيار، كانوا من الأشخاص القلائل المحظوظين، فقد بكى مهندس أردني وزوجته من المقيمين في السعودية كثيراً من الفرح بعدما عرفا باختيارهما من بين قلة ستشارك في أداء فريضة الحج هذا العام التي تقرّر أن تقام بأعداد محدودة جداً على خلفية تهديد فيروس كورونا المستجد، ما يجعل فريضة الحج هذا العام غير شاقة كغيرها من السنوات التي تشهد اكتظاظاً كبيراً في مناسك الحج.

عملية اختيار ليست واضحة: لكن في المقابل كان هناك خيبة أمل لدى كثيرين من المقيمين داخل المملكة من الذين تقدموا للتسجيل لأداء الحج، ولم يقع الاختيار عليهم.

 حيث يقول مسؤولون سعوديون إنهم تلقوا طلبات من أكثر من 160 جنسية، وتم اختيار نحو 10 آلاف متقدم لأداء المناسك في عملية وصفها كثيرون بأنها لم تكن واضحة، فقد أعلنت السلطات في البداية أنّ عدد الذين سيؤدون المناسك هو ألف شخص فقط.

يشكّل الحج بؤرة رئيسية محتملة لانتشار العدوى، لأن ملايين الحجاج من حول العالم يتدفّقون على المواقع الدينية المزدحمة في مدينة مكة المكرّمة لأداء المناسك.

ويقول المهندس الأردني (29 عاماً) الذي يقيم في العاصمة السعودية الرياض مع زوجته العاملة في المجال الصحي بعد اختيارهما لوكالة فرانس برس: “مع هذا العدد الكبير من المتقدمين، لم يكن لدينا فرصة بنسبة 1% للاختيار.. كنا مصدومين وسعيدين عندما وصل خبر الاختيار إلينا”.

كما أكّد المهندس الأردني، الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه، أنه شعر بأنه مضطر لإلغاء منشوره عبر وسائل التواصل الاجتماعي الذي أعلن فيه اختياره لأداء الحج هذا العام، خوفاً من غضب وحسد العديد من الذين قوبلت طلباتهم بالرفض.

من جهته، يشعر النيجيري ناصر بالغبطة إثر اختياره للمشاركة في أداء الحج، موضحاً: “ملكت تذكرة ذهبية” بعد الموافقة على طلبه تأدية الحج، مضيفاً: “هذا الشعور لا يمكن وصفه بصراحة”.

خيبة أمل لملايين المسلمين: تسبَّب قرار السعودية بإلغاء الحج لمسلمي الخارج بخيبة أمل لدى ملايين المسلمين الذين غالباً ما ينفقون مدّخراتهم للسفر لأداء مناسك الحج، وينتظر بعضهم سنوات طويلة للحصول على موافقة من سلطاتهم وسلطات المملكة للحج.

كما تلقت وزارة الحج السعودية سيلاً من الاستفسارات عبر تويتر من كثيرين رفضت طلباتهم للمشاركة هذا العام.

ونشرت سيدة صورة عبر تويتر لرفض طلبها هذا العام متسائلة: “لمَ الرفض دون إبداء الأسباب؟!”، مضيفة: “للأسف، تم رفض كل المحيطين بي”.

أسباب رفض “مبهمة للغاية”: شعرت أرملتان، إحداهما نيجيرية وأخرى مصرية بالغضب لرفض طلبهما، وتكهنتا إن كان سبب عدم اختيارهن هو عدم قيامهن بتسجيل محرم أي قريب من الرجال لمرافقتهن، بينما تساءل آخرون إن تم تخصيص بعض الأماكن للدبلوماسيين ورجال الأعمال والأمراء.

يذكر أن وزارة الحج لم ترد على طلب وكالة فرانس 24 التعليق.

إلا أن وزارة الحج والعمرة قد قالت، في وقت سابق، إن نسبة غير السعوديين من المقيمين داخل المملكة هي 70٪ من إجمالي حجاج هذا العام، ونسبة السعوديين 30٪ فقط.

كما أكدت الوزارة أن المشاركين في الفريضة من السعوديين سيقتصرون على “الممارسين الصحيين ورجال الأمن المتعافين من فيروس كورونا المستجد”.

لكن، اشتكى مستخدم عبر تويتر قال إنه أصيب بفيروس كورونا المستجد وتعافى منه، من عدم اختياره، قائلاً: “أنا ممارس صحي وأصبت بكورونا (..) لم يسبق لي الحج. لا أعلم لماذا لم يتم قبولي؟!”.

من جانبه، يرى عمر كريم، وهو باحث زائر في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، أن “السلطات السعودية أبقت عملية الاختيار مبهمة للغاية كونها مسألة حساسة”.

بحسب كريم، فإن “إبقاء (آلية الاختيار) مخفية عن التدقيق العام تأتي لتجنب إثارة ضجيج حول مَن تم اختياره ومن رُفض طلبه”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى