آخر الأخبار

“فاغنر” الروسية لم تكتفِ بإرسال المرتزقة للدول العربية.. استغلت كورونا لتقديم مساعدات لتلميع صورتها

كشف تقرير لمجلة Foreign Policy الأمريكية، أن مجموعة فاغنر، وكالة تعاقد شبه خاصة للخدمات العسكرية، استغلت جائحة فيروس كورونا من أجل تلميع صورتها السيئة من خلال تقديم مساعدات تتعلق بمواجهة الفيروس. ومثلما فعلت مجموعات عنيفة سابقاً يمثل تقديم مساعدات إنسانية لدول ضعيفة حيلةً دعائية سريعة في محاولة لتطبيع وجودها.  

المجلة الأمريكية أوضحت في تقريرها الذي نشر الأربعاء 22 يوليو/تموز 2020، أن مجموعة فاغنر لطالما برعت في الانتفاع من الفوضى. فمنذ ظهور المجموعة للمرة الأولى في ساحات المعارك بأوكرانيا في 2014، أصبحت أداة روسيا العسكرية لتنفيذ تدخلاتها الخارجية، وتبين علاقتها بأنشطة مثل التدخل في الانتخابات، والتنقيب عن الذهب وحتى القتال على الخطوط الأمامية.

تلميع صورة فاغنر: في خضم جائحة فيروس كورونا المستجد، وجد أتباع فاغنر وسيلة جديدة لإنقاذ سمعتهم، وهي تقديم مساعدات تتعلق بمواجهة الفيروس. ومثلما فعلت مجموعات عنيفة سابقاً، من بينها حزب الله، يمثل تقديم مساعدات إنسانية لدول ضعيفة حيلةً دعائية سريعة في محاولة لتطبيع وجودها.  

في أبريل/نيسان، سلَّمت Evro Polis، شركة التعاقد الروسية للخدمات الأمنية، 50 جهاز تنفس اصطناعي و10000 مجموعة فحص لفيروس كورونا المستجد، و2000 قطعة من الملابس الواقية إلى سوريا، وفقاً لتقارير في وسائل الإعلام الحكومية السورية وبيان على موقع السفارة الروسية في دمشق. وتُظهِر لقطات فيديو أنَّ التسليم كان يحمل عنوان “من روسيا مع الكثير من الحب”.

بينما قال ممثل الشركة إيلدار زاريبوف: “نحن شركة ذات توجه اجتماعي. قدمنا مساعدات في السابق، ونفعل ذلك حالياً، وسنستمر في فعل ذلك مستقبلاً”، وذلك في مؤتمر صحفي عن المساعدات حضره أيضاً السفير الروسي لدى سوريا ألكسندر يفيموف. 

لم تتدفق المعدات إلى سوريا فحسب: إذ قال مسؤول دفاعي أمريكي لمجلة Foreign Policy الأمريكية، إنَّ الحكومة الروسية قدّمت مساعدات تتعلق بمواجهة فيروس كورونا المستجد، بما في ذلك مجموعات فحص وأفراد ولوازم طبية، إلى الجزائر وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومصر وغينيا. 

في الأيام الأولى من الجائحة، قدّمت روسيا مساعدات مماثلة إلى عدة دول بما في ذلك الولايات المتحدة، ضمن ما وصفه أحد الخبراء في ذلك الوقت أنه “انقلاب في العلاقات العامة للروس”.

بدورها، أفادت وكالة الأنباء السودانية، في أبريل/نيسان، أنَّ شركة Meroe Gold المرتبطة بشركة فاغنر كانت تخطط لشحن معدات حماية شخصية وأدوية ومعدات أخرى إلى البلاد، في إطار ما ذكر بيان صادر عن المدير العام للشركة، ميخائيل بوتيبكين، أنه جزء من برنامج المسؤولية الاجتماعية للشركات. وقال جاك مارغولين، مدير برنامج في مركز دراسات الدفاع المتقدمة غير الربحي، الذي كان أول من تعقّب التقارير الإخبارية حول هذه المساعدات، إنه من غير الواضح ما إذا كانت المساعدة قد سُلِّمَت بالفعل أم لا.

تنمية إفريقيا! قال مارغولين إنه من خلال الدمج بين عملهم في توريد المرتزقة والتعهدات بتقديم المساعدة الإنسانية، سعت الكيانات المرتبطة بمجموعة فاغنر إلى تقديم نفسها على أنها تستثمر في النهوض بالدول التي تعمل فيها.

أضاف: “هم يسعون لتقديم أنفسهم على أنهم شركاء ملتزمون بتنمية إفريقيا، لا يحملون نفس الأفكار الإمبريالية الأمريكية ولا القيود التي تفرضها المساعدات الصينية”.

وإن كانت الشركات التابعة لفاغنر تسعى لتلميع صورتها، فهذا لأنَّ سمعتها ساءت للغاية.

يُذكر أنَّ وزارة الخزانة الأمريكية فرضت عقوبات على شركة Meroe Gold، التي خططت لتقديم المساعدة للسودان، وكذلك شركتها الأم M Invest، في 15 يوليو/تموز، لدورها في صياغة مخطط لتصفية المتظاهرين المؤيدين للديمقراطية الذين نجحوا في إطاحة الرئيس السوداني السابق عمر البشير في 2019. 

وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخزانة، وضعت M Invest خططاً لشن حملة تضليل على الشبكات الاجتماعية، ونادت بـ”تنفيذ عمليات إعدام علنية” لإلهاء المتظاهرين.

في بيان صدر آنذاك، قال وزير الخزانة الأمريكية ستيفن منوشين: “رجل الأعمال الروسي يفغيني بريغوجين وشبكته يستغلان الموارد الطبيعية في السودان لمصلحة شخصية، ونشر نفوذ خبيث في العالم”.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى