ثقافة وادب

عاشت حياة حافلة بالنجاح، وماتت وحيدة ومفلسة.. بهيجة حافظ أول مَن أدخل الموسيقى التصويرية للسينما المصرية

احتفل محرك البحث جوجل بمرور 112 عاماً على عيد مولد الفنانة المصرية بهيجة حافظ، التي وُلدت في 4 أغسطس/آب 1908، عبر وضع صورتها داخل شعاره؛ نظراً لما قدمته خلال سنين طويلة للسينما، إذ تعدُّ الفنانة المصرية الراحلة من أهم رائدات صناعة السينما في مصر، كما امتهنت التمثيل والكتابة والإخراج والمونتاج وتصميم الأزياء السينمائية.

قلةٌ منّا يعرف مَن هي بهيجة حافظ، لذلك دعونا نتعرف في هذا التقرير على حياتها وعلى مشوارها الفني.

وُلدت الفنانة المصرية الراحلة في مدينة الإسكندرية وتحديداً حي محرّم بك القريب من المطار، ودرست المرحلتين الابتدائية والإعدادية في مدرستين كانتا من بين أهم مدارس المدينة والتي كان غالبية رجال الطبقة الثرية يدرّسون أبناءهم فيها وهما مدرستا الفرنسيسكان وLa Mère De Dieu.

إذ كانت بهيجة ابنة إسماعيل حافظ الذي كان ناظراً يعمل لدى السلطان حسين كامل، فيما كان رئيس وزراء الدولة في عهد الملك فؤاد الأول أحد أقربائها.

عندما أنهت الفنانة المصرية دراستها الإعدادية سافرت إلى فرنسا ولم تكن تبلغ من العمر سوى 15 عاماً، من أجل دراسة الموسيقى في باريس.

وبعمر 22 عاماً كانت بهيجة قد حصلت على شهادة في التعليم الموسيقية من الكونسرفتوار، الذي كان حينها يعد بمثابة “المعهد العالي للتعليم الموسيقي”.

منذ نعومة أظافرها كانت نجمة الصحراء المشرقة، كما يلقبها محبوها، مبدعة في مجال الموسيقى، إذ بدأت عزف البيانو وهي لا تزال بعمر الرابعة، وألفت أول مقطوعة موسيقية وهي بعمر التاسعة.

ومع مرور الوقت ألفت بهيجة مقطوعتين موسيقيتين، سمّت الأولى “من وحي الشرق”، فيما سمّت الثانية “معلهشي”.

حب الموسيقى لدى بهيجة كان بسبب مايسترو إيطالي يعمل في الفرقة الموسيقية بالإسكندرية يدعى جيوفاني بورجيزي، الذي كان يتردد دائماً على قصرهم كونه صديقاً مقرباً لوالدها، ومن هنا بدأت قصة عشقها للموسيقى.

بعد أن أصبحت بهيجة أول امرأة تقتحم عالم الموسيقى المصرية بتأليفها مقطوعتين موسيقيتين، ملأت صورها الصحف والمجلات، ورآها عن طريق الصدفة المخرج محمد كريم الذي كان بصدد بدء تصوير فيلمه الجديد “زينب” لكنه كان يبحث حينها على بطلة جديدة لفيلمه بعد رفض أحد المنتجين إعطاء الدور لأمينة رزق.

وعندما لفتت بهيجة نظره عرض عليها الدور، فوافقت رغم معارضة أهلها الشديدة للدخول في عالم السينما.

لم تكتفِ بهيجة بأخذ دور البطولة وحسب، بل إنها أيضاً عرضت على كريم إدخال الموسيقى التصويرية على الفيلم، فكانت أول من أدخل الموسيقى على الأفلام في تاريخ السينما المصرية.

بعد فيلم زينب الذي كان الانطلاقة الحقيقية لبهيجة شاركت بالتمثيل في فيلمي الضحايا والاتهام، كما وضعت الموسيقى التصويرية لهما، وبعد ذلك شاركت في التمثيل وتأليف وإخراج فيلم “ليلى بنت الصحراء” الذي كان واحداً من أضخم أفلام السينما حينذاك لما تضمنه من ديكورات ضخمة، حتى أنه رُشّح للمشاركة في مهرجان البندقية لكنه مُنع في اللحظات الأخيرة بعد اعتراض الحكومة الإيرانية على احتوائه إساءة لملك الفرس كُسرى.

هذا المنع تسبب في إفلاس شركة “فنار” المنتجة للأفلام وبالتالي اضطرت بهيجة للابتعاد عن العمل الفني مدة 10 سنوات، قبل أن تعود في فيلم جديد “زهرة السوق” الذي شارك فيه المغني وديع الصافي عندما كان مغنياً مغموراً.

ورغم أنّ الفيلم جمع شخصيات مشهورة مثل كمال حسين وعلوية جميل وعبدالفتاح القصري فإنه لم يحقق النجاح المأمول منه وكان سبباً في إفلاس بهيجة حافظ.

مع تقدم بهيجة في السن خلال سنوات حياتها الأخيرة، أصبحت طريحة الفراش عدّة سنوات، لكن ذلك لم يدفع أحد لزيارتها سوى قليل من أقرابها، وبعمر الـ75 عاماً 13 ديسمبر/كانون الأول 1983 توفيت بهيجة وحيدة في منزلها، حتى أنّ الجيران اكتشفوا ذلك بعد وفاتها بيومين.

لم تنعها الصحف والمجلات، ولم يمشِ أحد من الفنانين في جنازتها أيضاً، واقتصر ذلك على شقيقتها سومة وابن شقيقتها.

المصدر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى